واصلت جبهة الإنقاذ الوطنى استعداداتها للانتخابات البرلمانية المقبلة، وقالت مصادر لـ«المصري اليوم» إن الجبهة تتجه لخوض الانتخابات بقائمتين منفصلتين، تتوحدان فيما بعد تحت اسم الجبهة فى مجلس النواب، فيما تستعد الجبهة لتأسيس 6 لجان نوعية لبدء نشاطها فى جميع المحافظات استعداداً للانتخابات.
علمت «المصرى اليوم» أن جبهة الإنقاذ تتجه إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمتين منفصلتين تتنافسان فى جميع الدوائر، القائمة الأولى تضم أحزاب الوفد، والمصرى الديمقراطى، والمصريين الأحرار، والقائمة الثانية تضم التيار الشعبى، والتحالف الشعبى، والكرامة، والناصرى، ومن ينجح من القائمتين يدخل مجلس النواب تحت اسم جبهة الإنقاذ وأن الأحزاب المشاركة فى داخل الجبهة ستنسق فيما بينها على المقاعد الفردية، وأن الجبهة تسعى لتشكيل حكومة ظل موازية تكون مستعدة لتشكيل الحكومة فى حال حصول الجبهة على الأغلبية البرلمانية.
وكشفت مصادر قيادية فى جبهة الإنقاذ أن اجتماع الجبهة الذى عقد، الأحد، شهد مناقشات ساخنة خاصة عندما طرح الدكتور محمد البرادعى نتائج اللقاء الذى جمعه مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، مشددا خلال الاجتماع على أن زيارته لأبوالفتوح لم تكن باسم جبهة الإنقاذ أو لبحث تحالف انتخابى وإنما فى إطار الاطمئنان على صحته، وذكر البرادعى ما دار خلال لقائه مع أبوالفتوح وعمرو خالد، رئيس حزب مصر، إلا أن جبهة الإنقاذ رفضت بإجماع الحضور انضمام الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، إلى الجبهة، لأنه كان أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى السابق، إلا أنهم رحبوا بانضمام الدكتور عمرو خالد.
وأوضحت المصادر أن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، قال خلال الاجتماع إننا فى مرحلة تحتاج المصارحة والمكاشفة وليس التفاف كل منا على الآخر، وإننا لا نملك وقتاً لمثل هذه المناورات المتمثلة فى اتفاقات بينية حول الانتخابات وبحث تحالفات جديدة داخل جبهة الإنقاذ.
وقال «البدوى» خلال الاجتماع إنه يعانى من ضغوط كبيرة من قيادات الحزب تطالبه بخوض الانتخابات البرلمانية منفرداً خاصة أن الوفد يملك أعداداً كبيرة من المرشحين وهو بحسابات المقاعد التى حصدوها فى الانتخابات الماضية والتاريخ يعد الحزب المدنى رقم واحد.
وأضاف أنه يقاوم ضغوط الوفديين لدرجة أنه يرجئ اجتماع الهيئة العليا الذى سيحدد مصير خوض الوفد الانتخابات من خلال التحالف أو منفرداً، خشية أن تتخذ الهيئة العليا قرارها بأن تخوض الانتخابات منفردة، خاصة فى ظل ما ينشر أو ما يكتب عن جبهة الإنقاذ والحديث عن تحالفات جانبية بين بعض أحزاب الجبهة، ولذلك فإننى أطالب بموقف واضح وصريح الآن حول هذه القضية.
وذكرت المصادر أن حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق، مؤسس التيار الشعبى، اقترح خلال اللقاء من باب التحضير للانتخابات المقبلة أن تخوض جبهة الإنقاذ الانتخابات بقائمتين منفصلتين تتنافسان على جميع الدوائر للحصول على أكبر عدد من المقاعد، وأن يتم التنسيق بشكل كامل على جميع المقاعد الفردية داخل جبهة الإنقاذ ووفقا لمقتضيات صالح الجبهة.
وعلمت «المصرى اليوم» أن هذا الاقتراح لقى ترحيباً من معظم أعضاء الجبهة وقد تبلورت ملامح القائمتين خاصة فى ضوء تقارب البرامج الحزبية، وأكدت مصادر مطلعة أن القائمة الأولى ستكون باسم حزب الوفد وتضم فى عضويتها حتى الآن أحزاب المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار، وأن هناك شبه اتفاق نهائى على ذلك، ومن المتوقع أن ينضم حزب الدستور لهذه القائمة إلا أنه لم يحسم أمره حتى الآن، أما القائمة الثانية فتضم التيار الشعبى والتحالف الشعبى والناصرى والكرامة، ومن المتوقع أيضاً انضمام حزب المؤتمر المصرى لهذه القائمة ولم يحسم الأخير أيضاً موقفه حتى الآن.
وأكدت المصادر أن حمدين صباحى اقترح فى حالة فشل جبهة الإنقاذ فى الحصول على القدر المناسب من مقاعد البرلمان، أن يعتزل جميع السياسيين المشاركين فى الجبهة العمل السياسى، فطالب الدكتور السيد البدوى بأن يكون هذا البند ضمن بيان رسمى يعلن على الرأى العام، إلا أن الحضور وافقوا على المبدأ ورفضوا أن يكون ذلك فى بيان رسمى، وشددوا على أن صباحى يقول هذا البند من باب التحفيز.
وذكرت المصادر أن جبهة الإنقاذ جددت مبادراتها حول أسس الحوار الوطنى المطلوب فعلاً والتى تتلخص فى تشكيل لجنة تضم عدداً من الشخصيات ترشحها مؤسسة الرئاسة بالإضافة إلى أسماء ترشحها جبهة الإنقاذ يضاف لهما عدد من فقهاء القانون والدستور، يكون مهمتها وضع التعديلات المطلوبة على الدستور الجديد، ووضع خطة إنقاذ للحالة التى تمر بها مصر.
ورفض السيد البدوى الحالة الموجودة داخل جبهة الإنقاذ ووجود عدد كبير ممن يتحدثون باسمها، وذكر أن هناك بعض الشخصيات غير المنضمة للجبهة تتحدث باسمها، وطالب بوجود متحدث رسمى واحد فقط باسم الجبهة، وهو ما وافق عليه الحضور واستقروا على اسم الدكتور أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور، كمتحدث رسمى وحيد باسم جبهة الإنقاذ.
من جهة أخرى، كشف محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، عن أن الجبهة تستعد لتأسيس 6 لجان نوعية جديدة استعدادا لانتخابات مجلس النواب المقبلة، منها اللجنة الاقتصادية التى بدأ بالفعل تشكيلها، ويرأسها الدكتور سمير رضوان، وزير المالية الأسبق، بعضوية الدكتور هانى سرى الدين، رئيس هيئة الرقابة المالية السابق، والدكتور زياد بهاء الدين، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية السابق، وهدفها وضع حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة بخطتين طويلة وقصيرة الأجل، سيتم تقديمهما لرئاسة الجمهورية وحكومة الدكتور هشام قنديل.
وأضاف «سامى» لـ«المصرى اليوم» أن هناك لجنة سياسية يترأسها عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وعضوية الدكتور عمرو الشوبكى، والدكتور حسام عيسى، والدكتور عمرو هاشم ربيع، ولجنة للعمل الجماهيرى، تستهدف التواصل باسم الجبهة مع المواطنين بشكل مباشر وتنظيم المؤتمرات الجماهيرية وإعداد الملصقات واللافتات وتنظيم جميع أشكال الاحتجاج ويرأسها جورج إسحق وعضوية جميلة إسماعيل وآخرين، ولجنة قانونية يترأسها الدكتور حسام عيسى، وعضوية الدكتور إبراهيم درويش، والدكتور جابر نصار، والمحامية منى ذو الفقار، وسامح عاشور، نقيب المحامين، وستركز اهتمامها على مواجهة التشريعات التى تراها الجبهة مقيدة للحريات العامة فى حال صدورها من مجلس الشورى، فضلاً عن المبادرة بتقديم مشروعات قوانين مثل قانون التظاهر وتعديل قانون الانتخابات ووضع مقترحات تعديل المواد المختلف عليها فى الدستور.
وأشار «سامى» إلى أن اللجنة الخامسة «دينية»، وتضم الدكتور ناجح إبراهيم، والدكتور سعد الهلالى، ومحمد طلبة، والسادسة لوجيستية ويرأسها الناشط السياسى وائل غنيم على أن يختار هو باقى الأعضاء، لافتاً إلى أن الدكتور أحمد البرعى، أمين الجبهة، المتحدث الرسمى باسمها، طالب فى اجتماع مؤسسى الجبهة بحزب المصريين الأحرار، الاثنين، بأن تضم اللجنة الواحدة من 6 إلى 10 أعضاء على الأقل، يمثلون النخبة كل فى تخصصه، مؤكدا أن جبهة الإنقاذ ستفتتح مكاتب لها فى جميع المحافظات بعيدا عن أمانات ولجان الأحزاب المؤسسة لها.