x

«واشنطن بوست»: تصدر عملية السلام في الشرق الأوسط أولويات أوباما لن يؤتي ثماره

الإثنين 07-01-2013 14:49 | كتب: أ.ش.أ |
تصوير : other

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في عددها، الاثنين، أن تصدر عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط أولويات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يؤتي ثمارها المرجوة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى محاولة أوباما الطموحة في ولايته الأولى لإحلال السلام في المنطقة متجاهلا التحذيرات بأن الفلسطينيين والإسرائيليين ليسوا على استعداد للتوصل إلى أي اتفاق، إضافة إلى أن كلا الطرفين لم يخوضا مطلقا أي مفاوضات جوهرية، مشيرة إلى أن انتهاء ولاية أوباما الأولى بحرب قصيرة أخرى في قطاع غزة المحاصر، أثبت عدم قدرته على الضغط على إسرائيل لتجميد بناء المستوطنات، أو حتى إلزام السلطة الفلسطينية بخوض المفاوضات.

وتابعت الصحيفة قولها: «وعقب مرور أربع سنوات، يبدو المشهد أكثر وعورة، فغزة لا تزال تخضع لسيطرة حركة حماس، التي لم يتغير موقفها من رفض الاعتراف بإسرائيل، والسلطة الفلسطينية تبدو وكأنها باتت في حالة انهيار، فضلا عن أن الانتخابات الإسرائيلية العامة المقرر إجراؤها في 22 يناير الجاري من المرجح أن تتمخض عن حكومة جديدة أكثر تشددا ربما يمكن اعتبارها بمثابة عقبة خطيرة أخرى أمام أي عملية سلام».

وأشارت «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن الجدل الدائر داخل أروقة البيت الأبيض بشأن حدود قوة واشنطن إنما يبرز مدى ضعف واشنطن وعجزها عن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، في حين تثبت قوتها في فرض الحلول الوسط على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والتى لطالما قاومها الجانبان على مدى العقود الماضية.

ورأت الصحيفة أنه برغم أن الحكومات الأوروبية أدركت ومنذ وقت طويل عدم وجود إدارة أمريكية قادرة على حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا أنها لاتزال متمسكة بفكرة أن التسوية الإسرائيلية - الفلسطينية هى المفتاح لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط الكبير، من المغرب إلى العراق، مشيرة إلى أن ما ساعد على بزوغ هذه الفكرة هم الزعماء العرب في جميع أنحاء المنطقة.

ونوهت الصحيفة بأنه في حال اعتبرت إقامة دولة فلسطينية أمرا حاسما، فمن ثم يتعين أن تكون هذه القضية في صلب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بغض النظر عما إذا كان الوقت قد حان لاتخاذ خطوات أكثر فاعلية بالنسبة لها أم لا.

واعتبرت الصحيفة أنه في ظل الصراع المتنامى الذي تشهده بعض دول المنطقة يبدو واضحا أن صراع العرب ضد العرب هو المسيطر، والذي تبدو فيه الحكومات الغربية في حيرة بشأن ما يمكن القيام به لحله، وليس الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، الذي يمكن الشروع في أخذ بعض الخطوات لحله كعقد مؤتمرات ومساومات بشأن الشروط والظروف التي تحيط به.

وشددت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على أن الاعتبارات المذكورة آنفا ليست للضغط على أوباما من أجل تجاهل أو التخلى عن القضية الفلسطينية، التي ستكون على المدى الطويل لبنة في بناء الشرق الأوسط الحديث، لاسيما أن تجاهل الولايات المتحدة يمكن النظر إليه من قبل القوميين المتشددين الإسرائيليين على اعتبار أنه رخصة لاتخاذ خطوات لعرقلة مستقبل الدولة الفلسطينية، بل وقد يدفع الفلسطينيين إلى تبني تدابير أكثر استفزازية، كإطلاق المزيد من الصواريخ من قطاع غزة على المدن الإسرائيلية، الأمر الذي قد يؤدى إلى اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

واختتمت الصحيفة الأمريكية بالقول إن ما تحتاجه الفترة الراهنة هو سياسة «منسقة» تهدف إلى خلق الظروف الملائمة لإيجاد حل طويل الأمد، مع عدم الادعاء بأنه يمكن التوصل إلى هذا الحل في غضون العام أو العامين المقبلين. ودعت أوباما إلى تشجيع الحكومة الإسرائيلية الجديدة على اتخاذ خطوات مسكنة لتسهيل وتعزيز التنمية في الضفة الغربية المحتلة، وحث الحكومة المصرية على اتخاذ خطوات حيال حركة حماس لتكون أكثر اعتدالا، وعلاوة على ذلك إدراك وفهم الدرس من ولايته الأولى وهو أن وضع عملية السلام على قائمة أولوياته الرئاسية لن يجعلها تؤتي ثمارها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية