x

أسرة ضحية «المركب السورى» تنتظر جثته على الشاطئ منذ 8 أيام

الخميس 04-02-2010 22:21 | كتب: محافظات |

رحل عن الحياة بسبب إهمال لا ذنب له فيه.. ترك والدة تتجرع الأحزان.. وأباً فقد القدرة على الكلام.. وأخوات يتألمون ليلاً ونهاراً.. يعتقدون أن مياه البحر فى الإسكندرية ستلقى به على الشاطئ بين لحظة وأخرى.. رغم تأكدهم من وفاته.. فإن الآمال ما زالت تداهمهم.. احترقت جثته وآخر سورى أثناء وجودهما على ظهر مركب سورى بميناء الإسكندرية.. وامتلأ المركب بالمياه المختلطة بالزيت ومازالت جثته داخل المركب على الرغم من مرور 8 أيام على الحادث.

مصطفى محمد البدرى، لحق بالعمل على السفينة، ليسد جزءاً من احتياجات أسرته التى صرفت عليه أموالاً طائلة حتى أصبح شاباً يافعاً.. شقيقه طالب هيئة الميناء المصرية والجهات المختصة بالإسراع فى استخراج جثة شقيقه التى مازالت محتجزة فى المركب منذ ستة أيام، وقال فى لقاء مع «إسكندرية اليوم»: «كل أملنا أن نجد ولو عظمة واحدة من جثته لدفنها».
واتهم محمد البدرى، شقيق المتوفى، إدارة الميناء بالتباطؤ فى تفريغ المياه الداخلية للمركب، خاصة أن الانفجار أدى إلى اختلاط زيت المحرك بالماء وأحدث ظلاماً فى الداخل يجعل من الصعب الرؤية داخل الماء، بالإضافة إلى صعوبة الاستنشاق فى حال تواجد أفراد الجهات المختصة، وقال مسؤول بحرى إن تكاليف الاستخراج تتجاوز 70 ألف جنيه، حيث يتطلب الأمر القيام بتفريغ محتويات المركب.

كما أشار إلى أن اختفاء شقيقه أحدث كارثة إنسانية فى بيته حيث أصيبت الأم بانهيار عصبى، وفقد الأب القدرة على الكلام.. الوالدان يتوهمان أن ابنهما مازال على قيد الحياة وتقاذفته الأمواج إلى أحد الشواطئ وسيعود بين الحين والآخر.. الأخوات يحاولون تهدئة الوالدين إلا أن حالتهما أصبحت سيئة.. ويذهبان يومياً إلى البحر يجلسان فى انتظار الجثة.
وقال شاهد عيان يدعى «محمد رجب» كان يعمل فنى تزييت على المركب إن السبب الحقيقى للحريق الذى نشب فى المركب غير معروف على الإطلاق، معتبراً أن الحريق كان صدمة غير متوقعة، حيث إن المركب كان محتجزاً فى ميناء الإسكندرية لمدة شهرين لأغراض الصيانة والإصلاحات الشاملة.
وكشف رجب أن أدوات وأجهزة التعامل مع الحريق لم تعمل حيث يفترض أن تعمل غرفة ثانى أكسيد الكربون فى إطفاء الحريق تلقائياً إلا أنها لم تعمل، كما أن طفايات الحريق التى كانت موجودة على متن المركب هى الأخرى لم تعمل، وتبين عندما حاول القبطان استخدامها فى الإطفاء أنها منتهية الصلاحية منذ عام 2007.

من جانبه، أوضح محمد عصمت حسين، بحار أول، أن المركب خلا تماماً من أى وحدات للوقاية أو الإغاثة حال الغرق.
كان المركب السورى قد احترق قبل أيام بالقرب من ميناء الإسكندرية حين انفجرت طلمبة الزيت فيه، وأدت إلى احتراق المركب، وفقد اثنين من طاقمه هما مصطفى محمد بدرى (ميكانيكى مصرى) ومواطن سورى آخر، بينما مازالت النيابة تباشر تحقيقاتها فى القضية رقم 247 أحوال، بعدما استمعت إلى طاقم المركب السورى وسمحت لهم بالعودة إلى بلادهم.
وهدد أهل المفقود والمتضررين من احتراق المركب السورى بتنظيم وقفات احتجاجية أمام هيئة الميناء احتجاجاً على عدم استخراج جثة ابنهم من المركب، بالإضافة إلى السماح للطاقم السورى ومندوب صاحب المركب بمغادرة الإسكندرية قبل انتهاء التحقيقات وتحديد المسؤولية الجنائية عن الحادث 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية