x

"راديو الإنترنت" يتغلب على الاحتكار الحكومي للإذاعة

الأربعاء 03-02-2010 16:46 | كتب: لينا عطا الله |
تصوير : other

في كتابه "الراديو كوسيلة للتواصل" The Radio as an Apparatus of Communication، يتحدث الكاتب المسرحي الالماني Bertolt Brecht بولع شديد عن الراديو بصفته ثورة في عالم وسائل الإعلام. هذه الكلمات تتردد في خواطر الكثيرين في مصر هذه الأيام، و الذين دفعهم بايمانهم بالراديو -كوسيلة إعلامية يمكنها التفوق على الوسائل المرئية - إلى المبادرة بإنشاء محطات الراديو على الانترنت. في محاولة لتفادي صعوبة البث عبر الموجات الهوائية.

ولعل أشهر المحطات على الإنترنت هي راديو «تيت» الذي أثار رد فعل قوي تجاه الاحتكار الحكومي للمحطات الإذاعية، ويقول «إبراهيم الجارحي» صاحب فكرة انشاء المحطة إنهم حين شرعوا في تنفيذ تلك الفكرة اعتمدوا على أسلوب المدونات، وتعاملوا مع المحطة على أنها مكان لتحرير المكبوتات.

و تعتمد الخدمة التي تقدمها المحطة على بث لمدة عشرين دقيقة اسبوعيا بجودة عالية (وهي بذلك تحاكي موقع The Onion الامريكي)، و توزيع صوتي فائق المهارة، فضلا عن الحس الفكاهي الذي يتسم به مقدمو الفقرات، ويشير «الجارحي» إلى أنهم حققوا على مدار السنتين الماضيتين ما لا يقل عن 12 مليون زائر.


أما راديو «حريتنا» فيميل إلى الطابع "السياسي بشكل لائق" ويرفع في نفس الوقت شعارات الحرية، و تظهر صورة المناضل الامريكي الاسود «مارتن لوثر كينج» على جدار مكتب المحطة في منطقة وسط البلد حيث ينظر اليها العاملون فيها على أنه مثال يحتذي به. و يحتل الموقع المرتبة الألف من بين أكبر مواقع الانترنت في مصر، و بتلقيه 200.000 زيارة يوميا، ذلك وفقا لموقع Alexa.

محطة صوت الساقية تعد أقل ميلا إلى «السياسة» وهي تعتبر امتدادا لساقية الصاوي الشهيرة، واهتمت المحطة منذ انشائها في عام 2007 بالتركيز على الفنون والثقافة حيث يؤكد مدير الانتاج «محمد سالم» أن المحطة تتجنب القضايا السياسية والدينية بشكل واضح، فيقول:" محطتنا هي انعكاس ثقافي لما يحدث في الشارع." و تشمل برامج صوت الساقية عروضا لصغار الفنانين، علاوة على القضايا التاريخية والبيئية. كما تهتم المحطة بشكل كبير بنقل الاحداث التي تستضيفها ساقية الصاوي. ويضيف أن المحطة تتلقى 5000 زائر شهريا في المتوسط، وما يزيد من قيمة المحطة هو تعاونها مع أسماء أخرى كبيرة في المجال الاذاعي، كمحطة Deuthsche Welle الالمانية.

ومن جانبها، صرحت الدكتورة «نائلة حمدي» أستاذ الإعلام والصحافة بالجامعة الأمريكية، إن ظهور تلك المحطات يمثل استخداما ايجابيا للانترنت، وخطوة نحو التفوق على الموجات التقليدية، و تشير الى أن الواقع هو سيطرة الراديو الحكومي حتى عام 2004 حين ظهرت أولى المحطات المستقلة، وأكدت زوال الاحتكار الحكومي للاذاعة مثلما حدث مع التليفزيون.
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية