x

‏«رشيد »: ثورة يوليو جرفت «الثغر».. والتأميم طرد الكفاءات وأغلق البورصة

الثلاثاء 02-02-2010 22:03 | كتب: مجدي الجلاد, مصباح قطب, يسري الهواري, ياسمين كرم |
تصوير : عزة فضالي

الإسكندرية لها خصوصيتها باعتبارها مدينة متوسطية كان البحر جزءا ‏من تاريخها وحاضرها ومستقبلها، وهى منفتحة على بلاد‎ ‎العالم وعلى ‏ثقافات مختلفة، وهذه الطبيعة أثرت في شكلها واهتماماتها.‏

إذا‎ ‎كان من يشرب من ماء النيل «العذب» لا بد أن يعود إليه، فإن من ‏ارتبط‎ ‎بـ«الثغر» لا يقوى على فراقها.. ويمكنك أن تلمس ذلك بوضوح ‏فى حديث المهندس‎ ‎رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، ‏لـ«إسكندرية اليوم»، الذي فتح‏‎ ‎قلبه، لا بصفته وزيرا، ولكن بوصفه ‏مواطنا سكندريا، عرف عنه اهتمامه‎- ‎‏ ووالده من قبله - بتاريخ ‏وحاضر وفن وثقافة وحلم استعادة مجد هذه المدينة‎ ‎التي كانت تسمى في ‏التاريخ القديم "مدينة الله العظمى‎".

تحدث«‏‎ ‎رشيد» عن الحنين إلى الإسكندرية، وعن "التكتل ‏الإسكندراني" في حكومة‎ ‎الدكتور «أحمد نظيف»، وعن آلام المدينة، ‏وحلمه بأن تعود لتصبح أعظم مدينة في‎ ‎الشرق الأوسط‎.


‎■ ‎ما رأيك فى إصدار «المصري اليوم» طبعة إقليمية لمدينة ‏الإسكندرية؟‎
‎- ‎التوجه نحو مدينة الإسكندرية تطور إيجابى للصحافة المصرية، ‏ويحسب لمؤسسة‎ ‎‏«المصرى اليوم»، وهذا الاهتمام الإعلامي بالثغر ‏كان موجودا في السابق،‎ ‎ولكنه اختفى مع التحول نحو المركزية الشديدة ‏في القاهرة، كما أن التوجه‏‎ ‎الإعلامى للأقاليم يحقق مزيدا من ‏اللامركزية المطلوبة، ويساعد على تعميق‎ ‎الإحساس بالانتماء للبلد، ‏والذي يبدأ بالانتماء للبيت الذى نولد ونتربى‏‎ ‎فيه، ثم الشارع الذى نحيا ‏فيه، ثم الحى والمدينة والنادى، ولذا فإن التوجه‎ ‎الإقليمى كان منتظرا، ‏وكان يجب أن يكون موجودا، وأن يتم التوسع فيه، خاصة‎ ‎أن جمهور ‏القاهرة «متغطى» من خلال الإعلام المركزى، وهو ما لا يتوافر فى‎ ‎بقية المدن، وكان من الطبيعى أن تبدأ «المصرى اليوم» من ‏الإسكندرية‎ ‎باعتبارها ثانى أكبر مدينة، من الناحية الثقافية و ‏الاقتصادية‎.

‎■ ‎هناك اهتمامات سابقة بالإسكندرية لكن ما يميز «المصرى اليوم» ‏هو إصدار أول‎ ‎ملحق خاص بها ضمن صحيفة يومية.. فما الذى تود أن ‏تعكسه الصحافة عنها؟‎

‎- ‎الإسكندرية لها خصوصيتها باعتبارها مدينة متوسطية على البحر ‏المتوسط، وكان‎ ‎البحر جزءا من تاريخها وحاضرها ومستقبلها، وهى ‏منفتحة على بلاد العالم‎ ‎وعلى ثقافات مختلفة، وهذه الطبيعة أثرت فى ‏شكلها واهتماماتها، خاصة‎ ‎بالثقافة والفن. كما أن موقعها على البحر ‏المتوسط أعطاها ميزة اقتصادية‎ ‎حيث كانت العاصمة التجارية ‏والاقتصادية لمصر حتى الستينيات، وكانت مركز‎ ‎ثقل الاقتصاد، ‏والمقر الرئيسى للبورصة المصرية فى بدايتها، وكانت بمثابة‎ ‎المركز ‏الرئيسى لأكثر من 70% من الشركات فى مصر، وجميع الفروع ‏الرئيسية‎ ‎للبنوك المصرية والأجنبية، والطريف أن هذه البنوك القديمة ‏هى نفس البنوك‎ ‎التى جاءت للعمل فى القاهرة مؤخرا، مثل باركليز ‏وغيره. وأتصور أن تعكس‎ ‎صحيفتكم هذه الخصوصية وتدعم استعادة ‏الإسكندرية لمجدها‎.

‎■ ‎أين تكمن منابع السحر برأيك؟‎
‎- ‎لو سألت أى واحد من الإسكندرية، سيقول لك إن هناك حالة عشق ‏للمدينة كلها،‎ ‎وليس لمكان بعينه، لأن لها طابعاً مميزاً، يعرفه ‏‏«الإسكندرانية» جيدا،‎ ‎فرغم أنها مدينة كبيرة إلا أنها أشبه بالقرية فى ‏علاقاتها الإنسانية، ولو‎ ‎فكرت أن تمشى فى أى شارع من أول وسط ‏البلد حتى محطة الرمل، وأبوقير،‎ ‎والكورنيش، سوف تقابل عددا غير ‏محدود من أناس تعرفهم أو ترتبط معهم‎ ‎بعلاقات صداقة أو قرابة‎.

‎■ ‎هل تشعر بالحنين إلى الإسكندرية القديمة؟‎

‎- ‎لا أظن أن أحدا ممن عاشوا فى الإسكندرية حتى نهاية الستينيات ‏يمكن أن يفلت‎ ‎من أسر ما يسمونه «النوستالجيا»، أى الحنين الجارف ‏إلى ماض تولى منه‎ ‎الكثير، لكن بقيت عليه شواهد، فبالتأكيد ما زالت ‏بعض الأماكن تحتفظ بروح‏‎ ‎تلك الفترة، مثل منطقة وسط البلد، و«سعد ‏زغلول»، والكورنيش، وبحرى، ومن‎ ‎منطقة القلعة حتى مكتبة ‏الإسكندرية، والميناء الشرقى، والمنشية‎.

‎■ ‎هل جلست على مقهى «بترو» حيث كان يجلس «نجيب محفوظ» ‏وغيره من الأدباء الكبار؟‎

‎- ‎رأيت، وأنا صغير، «توفيق الحكيم» و«نجيب محفوظ» فى «بترو»، ‏ولكن المقهى الشهير،‎ ‎ومع الأسف، تم هدمه، كما كانوا، مثل كثير من ‏مشاهير الأدب والثقافة،‎ ‎يذهبون إلى «جليم»، ولكن الوضع اختلف، ‏وحدث تطور، جزء منه إيجابي، وآخر‎ ‎سلبي.. ولكن المهم أنه ما زال ‏جزء من الإسكندرية «يحافظ على نفسه» وعلى‎ ‎طابعه المميز، وهذا ‏من حسن حظنا.. ولذلك مازلت أسكن فى الإسكندرية‎ ‎القديمة، فى منطقة ‏‏"وابور المياه". وهناك مناطق اختلفت تماما عما كانت‎ ‎عليه، مثل ‏محطة الرمل، وسان ستيفانو، وجليم، ورشدى، والمنتزه. كانت حدود‎ ‎الإسكندرية بعد الشلالات، عند الإستاد، لذلك تجد المقابر الخاصة ‏بالمسلمين‎ ‎والمسيحيين واليهود عند تلك الحدود. وأذكر أن محطة الرمل ‏كانت عبارة عن‎ ‎منطقة مليئة بالرمال بالفعل، ومن هنا جاءت تسميتها‎.

‎■ ‎أين ولد المهندس «رشيد»؟‎

‎- ‎ولدت فى نفس المنطقة والبيت الذى أسكن فيه حاليا، بشارع الجبرتى، ‏ومن‎ ‎المفارقات الغريبة أن مركز تنمية الإسكندرية، الذى كان له دور ‏كبير فى‎ ‎تطوير وإعادة البريق للمدينة، هو نفسه الذى أضرها، بعد أن ‏أوصى بإقامة‎ ‎الأبراج العالية، التى شوهت المدينة وفق آراء ساكنيها. ‏كما أن أكثر ما‎ ‎يشغل أهل الإسكندرية الآن، هو «التعليات» والأبراج ‏التى أنشئت فى شوارع لا‎ ‎يزيد عرضها على 5 أو 6 أمتار فقط‏‎.

‎■ ‎هناك تياران مختلفان حول سياسة المحافظ عادل لبيب فى وقف بناء ‏الأبراج.. فما هو موقفك الشخصى؟‎

‎- ‎الأمر كله مرتبط بالتخطيط العمرانى، فالمنطقة بها تحد للتخطيط ‏العمرانى،‎ ‎لأنها شريط على البحر، ومن خلفها البحيرات، ومن الجانبين ‏أغلقت بالمناطق‎ ‎الصناعية، والمكس والميناء تم غلقها بمصانع ‏البتروكيماويات والأسمنت،‎ ‎وأبوقير أغلقت أيضا بمصانع الورق، ‏وأصبحت الإسكندرية «محبوسة» فى شريط‎ ‎طويل أمام البحر. ‏والتحدى فى التخطيط هو كيفية الخروج من تلك «الزنقة‎»‎،‎ ‎ولسنوات ‏طويلة لم نخرج من تلك الأزمة بطريقة إيجابية، ومع زيادة الكثافة‎ ‎السكانية لم يكن أمام متخذى القرار إلا أن يقولوا «مافيش أراضى»، بما ‏يرفع‎ ‎أسعار العقارات والأراضى ويوقف أنشطة شركات المقاولات، أو ‏أن نقول للناس‎ ‎انتظروا حلولا طويلة الأجل، فما كان من المحافظ إلا أن ‏اتخذ قرارا لخلق‎ ‎النشاط، وأنا لا أدافع عن الوزير عبدالسلام ‏المحجوب، بوصفه المحافظ فى ذلك‎ ‎الوقت، لانه موجود ويستطيع الرد ‏بنفسه، ولكن أنا أوضح طبيعة الموقف آنذاك‎.

‎■ ‎وهل هناك مقترحات جديدة للخروج من هذا المأزق؟‎

‎- ‎ما زالت الأزمة مستمرة، وكان لى حديث طويل مع المحافظ اللواء ‏عادل لبيب‎ ‎بشأن الإسكندرية الجديدة، وأنا مؤيد ومساند لها بشكل كبير، ‏ولا بد من‎ ‎التحرك بسرعة باتجاه الغرب والظهير الصحراوى، وفتح ‏الطرق لمد شرايين جديدة‎ ‎للحياة، وأؤكد أن هذا التوجه مهم، ولكن ‏الأمر يتطلب التخطيط الجيد لمنطقة‎ ‎البحيرة خاصة، والاحتفاظ بها، ‏واستغلالها، وأرفض بشدة أى اتجاه لردمها‎. ‎و«بدل ما نردمها نروح ‏للصحراء أفضل وأوسع». وأنا مدرك أن البحيرة بها‎ ‎مشكلات كثيرة ‏متعلقة بفترة طويلة من التلوث بسبب المصانع وغيرها، ولكن هذا‎ ‎لا ‏يبرر ردمها، فلماذا لا يكون بها لانشات وشاليهات، على نفس مستوى ‏دبى‎ ‎مثلا‎.

‎■ ‎وماذا عن تجربة مركز الإسكندرية للتنمية الذى أنشأه والدك ‏المرحوم محمد رشيد حسين؟‎

‎- ‎هذا المركز يعد من أنجح التجارب، ويتركز دوره على التخطيط ‏ودراسة‎ ‎المشروعات، ويضم شخصيات عامة، هدفها دراسة ‏مشروعات للإسكندرية، بالتعاون‎ ‎مع المحافظ، ومنها مشروع توسيع ‏الكورنيش، وردم البحر، وتوسعته أمام‎ ‎الإسكندرية، ومشروع تطوير ‏التعليم. وكان الدكتور يسرى الجمل، وزير التعليم‎ ‎السابق، من ضمن ‏الفريق الذى نفذ بعض المشاريع، وهناك أيضا تطوير ميناء‎ ‎الإسكندرية. وجاءت فكرة المركز بعد أن لاحظنا أن مكتب المحافظ لا ‏يملك‎ ‎الإمكانيات اللازمة لذلك، وتتم الدراسات بالتنسيق مع المحافظ، ‏الذى يحدد‎ ‎المشروعات. وكانت هذه الدراسات تتم من خلال فنيين ‏متخصصين من مختلف دول‎ ‎العالم، ويتم عرضها على المحافظ، ومن ‏بعده الدكتور عاطف عبيد، رئيس‎ ‎الوزراء السابق. والمركز فعلا ‏تجربة رائدة، ولا يهدف للربح‎.

‎■ ‎وماذا عن المعايير التى اتبعتها مؤسستكم العائلية فى العمل ‏الاجتماعى؟‎

‎- ‎مؤسسة محمد رشيد حسين الخيرية عبارة عن مؤسستين: الأولى ‏تركز جهودها على‎ ‎الجوانب الاجتماعية، والثانية على الناحية الثقافية إذ ‏تبنت عددا من‎ ‎الفنانين التشكيليين وخريجى كليات الفنون الجميلة، ‏وعملت على تسويق‎ ‎منتجاتهم ولوحاتهم، وكانت المؤسسة تشترى ‏أعمالهم الفنية وتنظم لهم معارض‎ ‎للترويج لهم، بالإضافة إلى أنشطة ‏تعليم الرسم والموسيقى للأطفال، وهناك‎ ‎تجربة إنسانية مثيرة تتمثل فى ‏المعارض التى أقامتها للأطفال المعاقين‎ ‎ذهنيا وورش تعليمهم الرسم ‏والنحت، «فالاولاد بيطلعوا حاجات جميلة وبارعة‎ ‎جدا»، بالإضافة إلى ‏مشروعات لتعليم الأطفال فى المناطق الفقيرة، الموسيقى‎ ‎الكلاسيكية ‏والباليه أيضا، وأتمنى أن تعاينوا سرعة الاستجابة والمهارات‎ ‎اللافتة ‏التى تتكشف بعد مضى فترة قصيرة من التمرين. وعلى الجانب الآخر‎ ‎تهتم المؤسسة الاجتماعية بتجهيز بعض الاقسام بالمستشفيات، ويتم ‏العلاج‎ ‎فيها مجانا، إلى جانب التركيز على انشاء اقسام لطب الأسنان، ‏ولا سيما‎ ‎للأطفال، وهناك مشروع متكامل فى منطقة «النهضة» اهتم ‏بإقامة مدارس‎ ‎ابتدائية وإعدادية، وحضانة، ومراكز لمحو الامية‎.

‎■ ‎ماذا تعلمت من كلية «سان مارك» وحياتك فى الإسكندرية؟‎

‎- ‎إسكندرية الخمسينيات والستينيات مثال للمجتمع المتنوع، فمثلا كان ‏كل سكان‎ ‎حى الإبراهيمية «جريك»، أى «يونانيين»، وكان معظم أهل ‏إسكندرية يتكلمون‎ ‎أكثر من لغتين و3 لغات، ولكن كل هذا اختفى بعد ‏خروج الجاليات، ولا أريد أن‎ ‎أصفهم بالجاليات، لأنهم كانوا «أهلا ‏وجزءا من الوطن». ولا توجد دولة فى‎ ‎العالم الآن لا تدرك أن جزءا ‏من حركة التنمية الاقتصادية سيتحقق من خلال‎ ‎التنوع السكانى. ولو ‏نظرنا لتجارب الدول الأخرى سنجد أن دولة مثل سنغافورة‎ ‎صغيرة ‏الحجم للغاية، ومع ذلك تفتح باب الهجرة إليها كل عام، لأنهم يعرفون‎ ‎أنه لا بد من خيال مختلف وعقول تفكر خارج المألوف. وهذا التنوع ‏ذاته هو‎ ‎الذى خلق فى مصر حركة التجارة والصناعة والمسرح ‏والصحافة...إلخ‎.

‎■ ‎هل تريد أن تقول إن ثورة يوليو 1952 جرفت هذه التيارات خارج ‏البلاد ولم تميز بين المواطن الأجنبي الذى توطن وبين المستعمر؟‏‎

‎- ‎المفروض أن تستقطب مصر جميع العقول، وأى بلد يدرك تماما أن ‏جزءا أساسيا من‎ ‎التنمية الاقتصادية قائم على فكرة التنوع، وهذا المبدأ ‏هو ما قامت عليه‎ ‎أمريكا، وسنغافورة التى تسمح بهجرة أكثر من 25 ‏ألف شخص سنويا لتحقيق‎ ‎التنوع، وهذا ما كان يحدث فى مصر سابقا، ‏فهذا التنوع الفكرى خلق الفن‎ ‎والانتعاش فى السينما، والبورصة ‏والصناعة والتجارة، وغيرها من مجالات‎ ‎الحياة، ولكن الثورة جاءت ‏وجرفت كل ذلك‎.

‎■ ‎وكيف ترى قضية الاستثمار فى الإسكندرية بما تمتلكه من إمكانيات ‏ضخمة غير مستغلة؟‎

‎- ‎بالفعل الإسكندرية عانت كثيرا من المركزية الشديدة فى القاهرة، بعد ‏أن‎ ‎كانت المركز الرئيسى لمعظم الشركات والبنوك العاملة فى مصر ‏حاليا، فلما‎ ‎حدثت عمليات التأميم بعد الثورة «أصبح كل واحد عايز ‏يبقى جنب الحكومة وجنب‎ ‎الوزير بتاعه»، فانتقلت مقار الشركات ‏الرئيسية والإدارات إلى القاهرة،‎ ‎وأغلقت بورصة الإسكندرية، وكانت ‏مشكلة كبيرة، فضلا عن طرد كفاءات وعناصر‎ ‎جيدة كثيرة من ‏الجاليات والجنسيات الأخرى، وكل ذلك أثر بالسلب على‎ ‎الإسكندرية، ‏التى تملك إمكانيات ضخمة، وأهم شىء فى تقديرى الشخصى هو أهل‎ ‎الإسكندرية وشبابها المتميز، الذى يملك قدرا جيدا من التعليم، وبها بنية‎ ‎تحتية ملائمة، سواء فى الميناء أو المصانع الموجودة والبنية التجارية‎ ‎وأسواقها وأسواق الجملة وغيرها، ولكن تحتاج إلى تخطيط محترم.. ‏وهنا سنجد‎ ‎أننا نعود مرة أخرى لمشكلة الأراضى، فالإسكندرية تحتاج ‏إلى حاجتين‎ ‎أساسيتين: شبكة طرق ومواصلات تربطها ببعضها ‏البعض، بجانب الأراضى، خاصة‎ ‎للتجارة والصناعة والخدمات. وهنا ‏أشير إلى نموذج «كارفور» الذى استطاع أن‎ ‎يحدث تغييرا كبيرا فى ‏المدينة كلها، وغيَّر الجو العام هناك، واستفاد مئات‎ ‎الشباب من هذا ‏المشروع بشكل غير مباشر بعد تنمية المنطقة حوله، وكل ذلك‎ ‎بسبب ‏تخصيص مساحة لمشروع كمنطقة تجارية‎.

‎■ ‎هل ترغب فى تحويل برج العرب إلى سنغافورة الشرق؟‎

‎- ‎بالتأكيد لديها مقومات لكى تصبح سنغافورة جديدة فى منطقة الشرق ‏الأوسط،‎ ‎ولكن أزمتها الحالية تكمن فى ضرورة ربطها بشبكة من ‏الطرق، خاصة أن القطار‎ ‎السريع لم يعمل حتى الآن، وسأتحدث مع ‏وزير النقل بشأنها، لأن الطرق هى‎ ‎أساس تنمية هذه المنطقة‎.

‎■ ‎ألا ترى أنك متحيز للإسكندرية على حساب‎ ‎مدن ساحلية أخرى، ‏خاصة أنك تزورها كثيرا بينما يركز وزير الاستثمار‎ ‎زياراته على ‏محافظات الصعيد، فيما يشبه تقسيم الأدوار؟‎

‎- ‎أذهب إلى‎ ‎الإسكندرية فى الإجازات عادة، ولا تنسوا أن بيتى هناك، ‏ولكن لا يوجد تحيز‎ ‎بالتأكيد، وأتعامل مع كل المناطق بنفس الأهمية، ‏ونحن كحكومة «شايفين‎» ‎المدن الساحلية، ونهتم بها حاليا، مثل دمياط ‏التى أنشئ بها مركز تكنولوجى‎ ‎وفرع لمركز تحديث الصناعة، ‏وشهدت نهضة كبيرة فى الفترة الماضية لدرجة أنها‎ ‎أصبحت «تخلو من ‏البطالة» نهائيا، كما ركزت الحكومة، العام الماضى أيضا،‎ ‎على مدينة ‏بورسعيد، والمدينتان نموذجان لأهم الموانى فى مصر، حتى أنهما‎ ‎حصلتا على تنمية واهتمام أكثر من الإسكندرية نفسها، ونعمل أيضا ‏على تطوير‎ ‎مناطق أخرى فى الدلتا‎.

‎■ ‎ما أحلامك الشخصية للإسكندرية؟‎

‎- ‎أريدها أن تكون أكثر المدن جاذبية على البحر المتوسط، وبالفعل ‏مشروع مثل‎ ‎مكتبة الإسكندرية أعطانا الأمل لتحقيق ذلك، وهى لديها ‏الكثير من‎ ‎الإمكانيات، سواء من الناحية السياحية أو الثقافية أو ‏التجارية، وهذا حلمى‎ ‎الذى أتمنى أن أراه وأن يراه أولادى من بعدى‎.

‎■ ‎ما أكثر مكان تحب أن تزوره فى الإسكندرية؟‎

‎- «‎الكورنيش» و«بحرى»، لأن بهما عبق الإسكندرية القديمة‎.

‎■ ‎لكنك شوهدت تتسوق فى أحد المراكز التجارية الكبيرة عدة مرات؟‎

‎- ‎أنا «باتمشى» فى كل المناطق، زى العطارين ووسط البلد، مع ‏زوجتى وأولادى،‎ ‎وأحيانا أحب أن أعاين المشاريع الجديدة المهمة، ‏‏«لكن لو بدأوا فى‎ «‎الشوبنج» باسيبهم لوحدهم‏‎».

‎■ ‎ما أبرز 3 مشاكل فى الإسكندرية يمكن حلها من وجهة نظرك؟‏‎

‎- ‎تخطيط عمرانى جديد، والأراضى والطرق، ورفع مستوى التعليم فى ‏الإسكندرية،‎ ‎وهو مرتفع بالفعل مقارنة بمناطق اخرى، ولكننى أقارنه ‏بدول البحر الأبيض‎ ‎المتوسط‎.

‎■ ‎ما علاقتك بـ«الإسكندرانى» الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس ‏الوزراء؟‎

‎- ‎الوزارة كلها إسكندرانية، ولكن خرج منها اثنان، هما الدكتور يسرى ‏الجمل،‎ ‎وزير التعليم السابق، والمهندس محمد منصور، وزير النقل ‏السابق‎.
‎■ ‎والدكتور أحمد نظيف كان والده فى الكلية البحرية، وأكمل تعليمه ‏الجامعى فى‎ ‎القاهرة، ووالد زوجتك، المرحوم الفريق محمود فهمى، ‏تخرج فى الكلية البحرية‎.

‎- ‎هذا صحيح.. واعتقد أن والد الدكتور نظيف والفريق محمود فهمى ‏كانا زميلين،‎ ‎فالفارق بينهما هو دفعة واحدة على ما أعتقد.. وعموما ‏الوزارة فيها‎ ‎إسكندرانية كتير‎.

‎■ ‎هل يمكن القول بوجود «تكتل إسكندرانى» فى الحكومة؟ وهل يشكل ‏ذلك أى فارق فى التفاهم بين أعضاء الحكومة؟‎

‎- ‎نحن مسؤولون عن مصر كلها، ولا يمكن للمناقشات أو القرارت أن ‏تتأثر بكون هذا الوزير أو ذاك إسكندرانياً‎.
‎ ‎

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية