كشفت أجهزة الأمن فى الجيزة غموض العثور على جثتى شابين متفحمتين فى الصف. تبين من تحقيقات النيابة التى أشرف عليها المستشار أحمد البحراوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن «مؤذناً» أقام عليهما حد الحرابة لارتكابهما عدة جرائم سرقة، ودلت تحقيقات هانى شتا، مدير نيابة الصف، على أن المتهم استدرج الضحيتين إلى مكان الجريمة ونفذها، وقال فى التحقيقات إنه اتصل باثنين من مشايخ الأزهر لأخذ رأيهما فى القصاص من المجنى عليهما، إلا أنهما رفضا، فعاد إلى قريته وسأل شيخاً آخر فأقنعه بضرورة التخلص منهما لإنقاذ المواطنين من شرهما.
وكشفت التحريات أنه كان يعد لقتل مسجل خطر آخر كان بصحبته عند القبض عليه. قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل العمد وحيازة سلاح نارى دون ترخيص وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
كان اللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تلقى إخطارا من العميد أحمد الأزهرى، رئيس قطاع مباحث جنوب الجيزة، بالعثور على جثتين متفحمتين على شاطئ النيل، بالانتقال تبين أن الجثتين لشابين فى العقد الثالث من العمر، تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، قاده العميدان رشدى همام، مفتش المباحث، ومحمود شوقى، مأمور مركز الصف، وبفحص محاضر الغياب وإجراء تحليل الـ«D.N.A» تم الكشف عن هوية الجثتين، حيث تبين أنهما أشرف أحمد محمد «سبق اتهامه فى عدد من القضايا» وصديقه عيد سيد، الشهير بـ«الشيخ سيد»، وأن الجانى استدرج المجنى عليهما وأطلق عليهما الرصاص ثم أشعل النيران فيهما وتمكن من الهرب.
تمت مناقشة أفراد أسرة القتيلين وأصدقائهما، وأكد شهود عيان أنه تمت مشاهدة المجنى عليهما بصحبة «مؤذن» يدعى أشرف.ح، شهرته «أشرف جاد - موظف فى الأوقاف» وآخر يدعى سامح، تم إصدار إذن من النيابة العامة، وتمكن المقدمان محمد مختار، رئيس مباحث الصف، وأحمد عصام، وكيل فرقة البحث بالجنوب، من ضبط المشتبه فيهما، وبمناقشة الأول أكد أنه ارتكب الجريمة بمساعدة الأخير، ونفى الأخير علاقته بالواقعة، وبعد مرور 6 ساعات من ضبطهما فوجئ الضباط بالمتهم الأول - «المؤذن» - يطلب حضور جميع الضباط وصديقه «سامح» للإدلاء باعتراف تفصيلى حول الجريمة.
قال المتهم فى محضر الشرطة: «أنا عمرى ما ارتكبت جريمة وبصلى وموظف فى الأوقاف، مؤذن بمسجد القرية، أصابنى الخوف بسبب جرائم السرقة والانفلات التى تشهدها البلاد، وزيادة سطوة البلطجة، قبل الجريمة بـ25 يوما اتصلت بأحد المشايخ فى وزارة الأزهر وسألته عن عقاب السرقة بالإكراه وتهديد حياة المواطنين الآمنين وقتلهم، وأكد لى أنه يتم تطبيق حد الحرابة خاصة قطّاع الطرق»، وأضاف أن الشيخ أكد له أنه يوجد قانون فى مصر يتم تطبيقه، ومن تتم إدانته يتم إعدامه وطلب الشيخ منى ـ الحديث للمتهم ـــ أن أتصل فى اليوم التالى لحين حضور الشيخ عبدالله ليفتيه فى الأمر، وفى اليوم التالى اتصلت بالمكتب وتحدث إلىّ الشيخ عبدالله وأكد لى أن جريمة قطع الطريق والسرقة بالإكراه عقابها إقامة حد الحرابة، وكان يتم تنفيذه أيام الرسول والصحابة، لكن مع تطور العصر يتم ضبط المتهمين وتقديمهم لمحكمة الجنايات.
وأضاف المتهم: أنهيت المكالمة وتوجهت إلى أحد مشايخ القرية ورويت له ما حدث، فأكد لى أنه يجب تطبيق حد الحرابة عليهم وافعل الصواب واقتلهم، أعددت خطة للتعرف على المجرمين فى القرية، وتوطدت علاقتى بالقتيل الثانى الذى يدعى «الشيخ عيد» وصديقيه أشرف وسامح، وقبل الجريمة بيومين فوجئت بالقتيل الثانى «أشرف» يخبرنى بأنه قام بسرقة سيارة واستولى من صاحبها على 20 ألف جنيه، وكان بصحبته الشيخ عيد وسامح، فقلت فى نفسى «هنتقم منكم»، ويوم الحادث زعمت أن أحد أصحاب مزارع الدواجن سوف يحضر لشراء كمية من الدواجن وبحوزته 75 ألف جنيه، وتوجهت إلى «عشة» على شاطئ النيل، كان «عيد» يحمل بندقية آلية ويقود دراجة بخارية، طلبت من أشرف أن يذهب إلى الطريق العام لمراقبة المكان وجلسنا أنا و«الشيخ عيد» داخل «العشة»، حاولت إقناعه بعدم ارتكاب الجريمة فرفض، أخرجت طبنجة كانت بحوزتى وأطلقت عليه رصاصة فى الرأس، ثم اتصلت بالقتيل الثانى «أشرف» وطلبت منه الحضور، سألنى عن «عيد» فادعيت أنه فى الزراعات لقضاء حاجته وعندما شاهد جثته أطلقت النيران عليه ثم أحضرت البنزين من الموتوسيكل وأشعلت النيران فيهما.
ووجه المتهم حديثه إلى «سامح»، وقال له: «إنت كمان كان عليك الدور علشان تبطلوا السرقة وقتل الناس». تحرر محضر بأقوال المتهم وتم إخطار النيابة التى أمرت بحبسه وتولت التحقيق.