شهد عام 2012 آلاف الأحداث حول العالم، ولعبت شخصيات بعينها أدوارا رئيسية في توجيه تلك الأحداث، «المصري اليوم» تقدم في هذا الملف 27 شخصية تركت بصمتها على السنة الماضية.
أنجلينا جولي.. مبعوثة النوايا الحسنة
لم تكتف بفنها فقط لتبهر العالم، ولكن أنشطتها الخيرية عبر أنحاء العالم ميزتها عن غيرها من الفنانين في هوليوود، هي الممثلة الأمريكية الجميلة أنجلينا جولي.
شهد عام 2012 عدة زيارات من جولي للاجئين السوريين رغم القصف المستمر والحصار وتحذيرات الإدارة الأمريكية لها بالخطر الذي ستتعرض له، لتحرج العالم كله بجراءتها وشجاعتها ووقوفها بجانب السوريين.
زارت جولي 4 دول تستضيف اللاجئين في المناطق الحدودية مع سوريا، وتبرعت بـ50 ألف دولار لشراء خيام لهم في مختلف الأماكن التي يقيمون بها، وبكت وهي تستمع لقصص حزينة يرويها الأطفال، ووصفت زيارتها بأنها «تجربة ثقيلة جدا».كانت وكالة اللاجئين قررت ترقية جولي في أبريل الماضي من سفيرة للنوايا الحسنة للوكالة إلى مبعوثة خاصة لها، نظرا لخدماتها المستمرة.
أنونيموس».. «روبن هود» الإنترنت
يجمع أعضاؤها بين السخرية وازدراء السلطة الديكتاتورية، إنها مجموعة القرصنة الإلكترونية «أنونيموس» التي تعمل لمساندة المحتجين حول العالم عبر الاختراق الإلكتروني. اسم مجموعة القراصنة يحمل مفارقة شديدة حيث إن كلمة «Anonymous« تعني بالعربية «مجهولون» إلا أنهم أصبحوا من مشاهير هذا العصر. على الرغم من إنشاء المجموعة عام 2003 فإنها لم تحظ بهذه الشهرة العالمية الواسعة إلا في العام الماضي وذلك نظراً لتطرقها لعدة قضايا شغلت الرأي العام في الدول المختلفة، فضلاً عن إعلانها الحرب الإلكترونية على عدد من الأنظمة الديكتاتورية في الدول العربية، كذلك تضامنها مع عدد من المتظاهرين في أماكن مختلفة منها حركة «احتلوا وول ستريت«، بمهاجمة مواقع حكومية رسمية. وقد صنفت شبكة «سي.إن.إن« الإخبارية الأمريكية المجموعة كأحد أهم 3 خلفاء لـموقع «ويكيليكس«، ووصفتها صحيفة «تليجراف« البريطانية بـ«روبن هود« الإنترنت.
باراك أوباما..المركز الأول محجوز
فوزه للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كان الحدث الذي ترقبه العالم كله في عام 2012، ليصبح أول ديمقراطي يفوز بالرئاسة مرتين منذ الرئيس السابق فرانكلين روزفيلت. هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كسب الرهان مرة أخرى علي قدراته وإمكانياته في جذب عقول وقلوب الأمريكيين، رغم أن الفترة الأولي من ولايته لم تحقق مطالبهم في ظل ما تعاني منه البلاد من أزمة اقتصادية ومخاوف من الوقوع في الهاوية المالية. مكانه دائماً محجوز في أي قائمة للشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، فقد اختارته مجلة «تايم« الأمريكية شخصية العام للمرة الثانية، وكذلك شبكة «سي.إن.إن« الأمريكية التي اختارته أكثر شخصية مثيرة للاهتمام في 2012، حتى إن التغريدة التي أعلن فيها فوزه التي كتب فيها، «4 سنوات أخرى« وأرفق بها صورته وهو يحتضن زوجته ميشيل حصلت علي التغريدة الأكثر انتشاراً علي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر«. يري مؤيدوه أنه لا يزال رمز الأمل ومحرك التغيير، في الوقت الذي يتهمه فيه معارضوه بإعادة إنتاج نفس السياسات الفاشلة التي اتبعها قبل 4 سنوات.
بشار الأسد.. السلطة حتي آخر قطرة دم
اسمه كان عاملاً أساسيا في الأخبار التي تابعها العالم على مدى 2012، إنه الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي ظل داخل دائرة الضوء بسبب الأزمة المتفاقمة في سوريا، التي راح ضحيتها حتى الآن حوالي 50 ألف قتيل، بسبب رفضه التنحي عن السلطة، ووضعت مجلة «فورين بوليسي« الأمريكية بشار على رأس قائمة الرؤساء «المشاغبين« خلال هذا العام، الذين قالت إنهم يستحقون «الازدراء«، معتبرة أنه يملك فئة خاصة به من الفظاعات، ودمر نطاقا واسعا من بلده، وصل إلى مستويات لا توصف، حتى إن أصدقاءه في روسيا سئموا من الدفاع عنه، على حد قولها.
بنيامين نتنياهو.. مزيد من التطرف
مزيد من السلطة لا يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،(63 عاما) الكلل أو الملل بشأن رغبته في أن يصبح داخل دوائر الحكم الإسرائيلية، سواء جاء رئيسا للوزراء مرتين في تاريخ بلاده، أو وزيرا للخارجية ثم المالية في حكومتي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق،آرئيل شارون. وبالنسبة لنتنياهو، رئيس حزب «الليكود« اليمني، فإن عام 2012 كان مثيرا للاهتمام له، فلقد استطاع أن يشكل تحالفا مع أحزاب الوسط في إسرائيل حظي على أثره بالأغلبية في البرلمان في الانتخابات السابقة، ثم ما لبث أن شكل ائتلافا مع أحزاب اليمين المتطرف، ومنها حزب «إسرائيل بيتنا« بزعامة أفيجدور ليبرمان، قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 22 يناير المقبل، في محاولة منه للفوز بها مرة أخرى، مدعما ذلك التصعيد تجاه فلسطين وإيران.
هو جينتاو.. نهاية 10 سنوات في السلطة
فاجأ الجميع بإعلانه تخليه طواعية عن رئاسة الحزب الشيوعي الصيني، الذي يعد المنصب الأهم في البلاد، ليعود إلي مواصلة مسيرته في تحديث الجيش، إنه الرئيس الصيني، هو جينتاو، الذي يغادر رئاسة البلاد في مارس المقبل، وخلال المؤتمر السنوي الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر الماضي، أعلن جينتاو (70 عاما)، تخليه عن السلطة وانتخاب لجنة مركزية جديدة مكونة من 12 شخصا سيتولون قيادة الصين فترة الـ5 سنوات المقبلة طبقا لدستور الحزب الشيوعي الصيني وتجدد لفترة واحدة ، ليخلفه تشي جيبينج زعيما للبلاد. ومنذ توليه السلطة خلفا لجيانج زيمين في 15 مارس 2003، وضع جينتاو تحديث القوات المسلحة الضخمة العتيقة للصين عنوانا رئيسيا لقيادته مشرفا على إطلاق أول حاملة طائرات صينية وتطوير المقاتلات التي لا يرصدها الرادار، فضلا عن دعمه المستمر تعزيز قوة الصين الوطنية الشاملة من خلال الابتكار العلمي المستمر.
دايفيد بترايوس.. نهاية رجل المخابرات علي يد امرأة
المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية «سي آي ايه«، والقائد السابق للقوات متعددة الجنسيات في العراق ثم أفغانستان، ديفيد بترايوس، الذي يعتبره الكثيرون مصمم ومنفذ حملات التصدي للمسلحين في البلدين، وصاحب الدور الأكبر في إعادة تشكيل طريقة شن الولايات المتحدة حروبها في القرن 21. تعرض بترايوس لفضيحة مدوية، استقال على أثرها من منصبه في نوفمبر 2012، حينما اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) ارتباطه بعلاقة جنسية خارج إطار الزواج، وتم استدعاؤه للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس بشأن علاقته مع ضابطة سابقة في الجيش، وكاتبة سيرته الذاتية باولا برودويل، التي بعثت برسالة تهديد، عبر البريد الإلكتروني، لامرأة أخرى كانت مقربة من الجنرال، فما لبثت أن توجهت إلي (إف بي آي) لحمايتها ومساعدتها على تعقب المرسل، ليكتشف المحققون العلاقة بين الجنرال الأمريكي وضابطة الجيش.
راشد الغنوشي.. عراب السياسة التونسية
«صوت الإسلام السياسي العاقل«، هكذا يصفه الإعلام الغربي، إنه راشد الغنوشي، زعيم حزب «النهضة« التونسي، فبمجرد عودته من منفاه إلي تونس عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، حرص على دحض مخاوف التونسيين من الإسلاميين ودعا إلي المصالحة الوطنية والوفاق بين الأطياف السياسية في تونس، عبر تقديمه رؤية سياسية معتدلة، وحديثة وشاملة لحزبه أسس بها نموذجا قد تحتذى به الأحزاب الإسلامية في العالم العربي، ويري العديد من المحللين السياسيين أن الغنوشي رغم كونه لا يتحمل أي مسؤولية حكومية في الدولة، فإنه يعد «المهندس« الفعلي والحقيقي للسياسة التونسية في الداخل والخارج. بل إن هناك من شبهه بـ«الأمير المرشد« للإسلاميين في تونس، وذلك رغم رفضه وكذلك قيادات حزب حركة النهضة هذه التسمية. اتخذ الغنوشي موقفا حادا من السلفيين الجهاديين العام الماضي، بعدما تكررت حوادث الهجوم على معتبرا أنهم يشكلون خطرا على تونس وأنه على الدولة التونسية أن تشدد القبضة الأمنية وتسلك سياسة الحزم في التعامل. معهم.
رجب أردوجان.. «الطيب» يكشف شراسته
وضعته مجلة فورين بوليسي في المركز الـ28 ضمن قائمتها لأهم 100 مفكر في العالم لعام 2012، وذلك لقدرته على تحويل تركيا إلي قوة شرق أوسطية لا يستهان بها، إنه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أرودجان، الذي تبني مبدأ «السياسة المكوكية« في جولاته الخارجية طوال العام الماضي، التي بلغت 24 جولة، ليقطع بذلك مسافة 165 ألفا و120 كيلومترا أي بما يوازى الدوران حول الكرة الأرضية 4 مرات. أردوجان، (58 عاما)، رئيس الحزب العدالة والتنمية الحاكم، استطاع أن يزيد النفوذ التركي في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية بعد هجوم شرس علي نظام بشار الأسد، ونجح داخليا في تقليم أظافر المؤسسة العسكرية. وقبيل انقضاء عام 2012 بيومين، وجه أردوجان كلمة للأتراك، أكد أن كل عام يمر على بلاده أفضل من سابقه منذ عام 2002، وتعهد بأنه «لن يقف أمام بلاده كدولة وأمة أي شيء، ولن تترك عملا دون أن تكمله أو هدفا دون أن تحققه«.
زينب الخواجة.. العربية الغاضبة
شاركت في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البحرين خلال العامين الماضيين، واشتهرت بتغطية الأوضاع باللغة الإنجليزية، مستخدمة اسمها المستعار Angry arab woman العربية الغاضبة.
أصبحت زينب الخواجة محط الأنظار خلال العام الماضي بعد اعتقالها مرات عديدة بتهمة «التحريض على كراهية النظام« و«التجمهر«، وذلك بعد مشاركتها في مظاهرة أمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن أبيها، ثم تنظيمها مسيرات احتجاجية ضد إقامة سباق «فورميلا- 1«. وفي مايو الماضي واجهت زينب حكمين قضائيين، غرمها الأول 200 دينار لإهانتها موظفا حكوميا، أما الثاني فأقر بحبسها شهرا بعد إدانتها بتهم الاعتداء على شرطيات والسب والتجمهر، لكن أفرج عنها بكفالة مالية بنهاية الشهر ذاته. وقبل نهاية العام الحالي بـ4 أيام قررت المحكمة الجنائية الصغرى بالمنامة إخلاء سبيلها من تهمة «التحريض على كراهية النظام«، فيما تقرر تأجيل قضيتها بشأن «التجمهر« إلي 15 يناير.
بوسي ريوت.. إزعاج السلطة بالغناء
أصبحت فرقة بوسي ريوت الغنائية في 2012 رمزاَ لصراع تيارين في المجتمع الروسي، تيار يريد السير على طريق الديمقراطية الغربية، وآخر يرى أن لروسيا ديمقراطيتها المميزة النابعة من تقاليدها وتاريخها. وجذبت الفرقة الأنظار إليها من داخل روسيا وخارجها بعدما قدم 3 من أعضائها، في فبراير 2012، أغنية بعنوان «صلاة بانك« فى كاتدرائية «المسيح المخلص« الأرثوذكسية فى موسكو، مطالبين فيها بطرد الرئيس فلاديمير بوتين من السلطة، مما أثار غضب الكرملين، وحكم عليهن فى أغسطس بالسجن عامين بتهمة «الشغب« و«التحريض على الكراهية الدينية«. وأثارت قضية «بوسى رايوت« ضجة عالمية، حيث تصاعدت الانتقادات الحادة فى الخارج بعد إدانتهن التى اعتبرت غير متناسبة مع الفعل.
سوزان رايس..انسحاب من أجل المصلحة
شكَل الربع الأخير من العام الماضي فترة صاخبة في حياة سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، حيث واجهت خلاله معركة شديدة مع الجمهوريين بعد ترشيحها لشغل حقيبة الخارجية، وذلك بسبب اعتراضهم علي توليها المنصب، علي خلفية تفسيرها الخاطئ للهجوم الإرهابي علي القنصلية الأمريكية في بنغازي، خلال سبتمبر الماضي، الذي أودي بحياة السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستيفنز. وقررت رايس إنهاء المعركة بسحب ترشيحها للمنصب، الأمر الذي اعتبره الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يظهر رغبتها في وضع المصالح الأمريكية في المقدمة، معتبراً أن الهجمات ضد رايس بسبب مسألة ليبيا ظالمة ومضللة.
«ضاحي خلفان.. التغريد ضد «الإخوان
قائد عام الشرطة، عضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، ضاحي خلفان تميم المهيري، حظي بتسليط الأضواء الإعلامية عليه طوال العام الماضي، بسبب هجومه المستمر على جماعة الإخوان المسلمين على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «توتير«، الذي بدأها بوصفه فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة بأنه تراجع لمصر وأنه شؤم وكارثة على المصريين، وتوالى هجوم قائد شرطة دبي على الإخوان بوصفهم «تنظيما ماسونيا« متوقعا قيام ثورة ضدهم خلال عامين، كما وصف الربيع العربي بـ«الفسيخ العربي«، زاعما أن الجماعة ارتضت باحتلال إسرائيل، واعتبر في تغريدة أخرى أن أتباع الإخوان «رهنوا أنفسهم عبيدا للطاعة العمياء«.
«عبد الإله بن كيران.. شيخ الحكومة «الملتحية
كانت 2012 سنة أولي له في رئاسة الحكومة المغربية التي تسمي مجازاً بـ«الملتحية«، رغم تأكيده أنه لم يأت لإقامة إمارة إسلامية في المغرب. هو رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران، الذي استطاع أن يكون همزة الوصل بين الملك محمد السادس والشارع المغربي، لتواكب المغرب بذلك ركب الربيع العربي في الإصلاحات، لكن دون سقوط النظام، إلا أنه تعرض لانتقادات فيما يتعلق بطريقة تعامله مع قضايا الفساد تقوم على منطق «عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه«، الأمر الذي اعتبره الكثيرون تطبيعا من قبل الحكومة. وتباينت الآراء لدى المواطنين المغاربة حول أداء حكومة بن كيران بين من اعتبره أعاد الروح للحياة السياسية والحزبية في المغرب وأظهر قدرة كبيرة على التأقلم مع تركيبة السلطة، وبين من يشعرون بخيبة أملهم، بسبب عدم تنفيذ أي إجراءات اجتماعية ملموسة يكون لها الأثر المادي على المواطنين.
عبدربه منصور.. الرئيس التوافقي
وصل إلي سدة الحكم من بوابة منصبه كنائب الرئيس على عبدالله صالح، الذي كان يخضع حينها للعلاج في السعودية في أعقاب الهجوم على القصر الرئاسي في 2011، وخلال هذه الفترة أصبح عبد ربه منصور هادي، (67 عاما)، رئيسا لليمن بالإنابة، بعد إستقاله صالح وتوقيعه على المبادرة الخليجية، لحين إجراء الانتخابات الرئاسية التي خاضها كمرشح للتوافق الوطني، وأجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك، ليصبح رئيسا لليمن في 25 فبراير 2012 بعدما كان نائبا لمدة 7 سنوات. أصدر هادي خلال عامه الأول في السلطة قرارا بإعادة هيكلة الجيش ليشمل القوات البرية والبحرية والجوية وحرس الحدود فقط، وإقالة نجل شقيق الرئيس السابق، يحيى محمد عبدالله صالح، من قيادة أركان حرب الأمن المركزي، كما جعل الأسلحة الاستراتيجية والقوات الخاصة تحت قيادته مباشرة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
عمر البشير.. اضطرابات في الداخل والخارج
يظل الرئيس السوداني، عمر البشير، واحد من الحكام الأفارقة القلائل الذي لا يزال يمسك بزمام الحكم في بلاده، فرغم الاحتجاجات السودانية التي تكررت لأكثر مرة عام 2012 للمطالبة بإسقاط النظام، فإنها لم تؤثر في قوته بل كان يعتبرها دائما مؤامرات خارجية يجب قمعها، فهو من الرؤساء الذين لا يعترفون باحتمال اندلاع ثورة شعبية على أراضيه. وسُلطت على البشير المزيد من الأضواء خلال العام الماضي، بداية من سفره إلي السعودية لإجراء جراحة في الحلق، ثم تصريحاته «عن أن التطبيع مع إسرائيل خط أحمر«، وذلك ردا على الاشتباه في تورط إسرائيل في الهجوم على مصنع اليرموك للأسلحة جنوب الخرطوم، وصولا إلي تهديده أكثر من مرة جارته جنوب السودان على خلفية الاشتباكات بين البلدين على حقوق النفط الحدودية، ولا تزال العلاقات متوترة بين الخرطوم وجوبا رغم محاولات التقريب وعقد لقاء بين البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير.
فرنسوا هولاند.. انتصار لم يكتمل
لم يكن 2012 عاماً تقليدياً لذلك الرئيس الاشتراكي الذي أمسك بمفاتيح الإليزيه بعدما انتزع منصب الرئاسة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بعد غياب لليسار دام 17 عاماً. كشف فرانسوا هولاند عن جوانب مختلفة هذا العام في شخصيته، فمن شخص مرح وبدين يترأس الحزب الاشتراكي ويستقل دراجته النارية الخفيفة ولا يأبه كثيراً لملبسه إلي رئيس نحيف وأنيق ومتحدث بارع. انتخب هولاند بهدف «إعادة إحياء الحلم الفرنسي«، لكنه وجد نفسه أمام كابوس اقتصادي، ولم ينعم بأي «فترة سماح« من قبل الرأي العام عقب انتخابه، نتيجة الإجراءات القاسية التي اتخذها تحت وطأة متطلبات النهوض بالوضع الاقتصادي، ومع انتشار مشاعر خيبة الأمل، لم يعد المواطن الفرنسي يري ما يدعو للارتياح إلى نخبته السياسية، الأمر الذي أدي إلي تراجع شعبية هولاند.
فيليكيس بومجارتنر.. مغامرة بلا حدود
«عندما تقف عند قمة العالم، تشعر بتواضع كبير، فأحيانا يجب الصعود عالياً لنعرف كم نحن صغار«، هذا ما قاله رائد الفضاء والمغامر النمساوي المشهور بأعماله المثيرة الخطيرة، فيليكيس بومجارتنر، بعد قيامه في 2012 بمغامرة تعد الأولى من نوعها، حيث قرر جذب أنظار العالم بقفزة حرة من الفضاء باتجاه كوكب الأرض بهدف جمع بعض البيانات العلمية، للنهوض بقطاع الطيران. قفز بومجارتنر الذي يبلغ 43 عاما عبر الفضاء إلى الأرض، من مركبة فضائية تبعد 128 ألف قدم عن الأرض، مخترقا الغلاف الجوى المحيط بالأرض، وهبط إلى الأرض في مدينة روسويل في نيومكسيكو بسرعة 715.2 كيلومتر في الساعة.
كارلوس لاتوف.. ريشة برازيلية للعرب
هو رسام كاريكاتير برازيلي من أصل لبناني ولد عام 1968 اختاره مركز «سيمون فيزنتال« اليهودي، في المركز الثالث في قائمة أكثر 10 شخصيات معاداة للسامية في العالم لعام 2012، عرف كارلوس لاتوف بحبه لمصر ومتابعة كل أخبارها واستخدم ريشته للتعبير عن رأيه في الأحداث الجارية بها، والثورات العربية. وفي سوريا كانت رسومات لاتوف ناقدة ولاذعة جدا، فقد انتقدت السياسة الأمريكية التي حولت عملية إسقاط نظام الأسد لتحقيق مصالح حلفائها في المنطقة. ومن أبرز رسوماته أيضا تصوير الغضب الشعبي المصري ضد الاعتداء الإسرائيلي على أرض سيناء، والرسمة التي قدم فيها الإعلامي توفيق عكاشة مسجونا مع «البط«، وكذلك رصده أزمة فيلم «براءة المسلمين« المسيء للرسول.
«كريستين لاجارد.. أمينة «الصندوق
هي أول امرأة تترأس صندوق النقد الدولى، وتعتبر كريستين لاجارد التي تولت سابقا حقيبة المالية الفرنسية، من أهم قادة «الترويكا«، التي تشمل صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية. اعتبرتها صحفية «فاينانشيال تايمز« البريطانية أفضل وزيرة مال فى أوروبا ووضعتها مجلة «فوربس« على قائمة أكثر ٢٠ سيدة نفوذاً فى العالم. استطاعت لاجارد في 2012 استعادة الهدوء والاستقرار إلى المنظمة، بعدما كانت تعاني من تخبط كبير وفوضى عارمة نتيجة اللفضائح التي تسبب بها رئيس صندوق النقد الدولي، الذي تمت الإطاحة به، دومينيك- ستراوس كان. توصف لاجارد بأنها الشخص المثالي لتولي إدارة المنظمة، واستطاعت باحترافية شديدة المساهمة في حل أزمة اليورو، حيث تكفلت بتحديد تمويل دول المنطقة في ظل ظروف التقشف للدول المدينة، وهي مستمرة فى اتباع سياسة اقتصادية قاسية، للخروج من الأزمة.
«كيت ميدلتون.. الأميرة «العارية
عام 2012 كان حافلاً بالأحداث بالنسبة لدوقة كمبريدج، كيت ميدلتون، فعلى الرغم من بعض الأحداث السعيدة التي حملها هذا العام لها، فإنه لم يخل من الفضائح والكبوات المحرجة. كان هذا العام مدهشاً لكيت وزوجها الأمير وليام باعتباره أول سنة كاملة كزوجين، فكانت كيت بذوقها الرفيع أيقونة الجمال ورمزاً للأنوثة والأناقة، ما أكسبها عشق الشعب البريطاني، وعزز الإعلان عن حملها بطفلها الأول أعداد محبيها. وشغلت كيت جزءا كبيرا من اهتمام الصحافة في 2012 بعدما تسربت لها صور عارية في مجلة فرنسية، الأمر الذي اهتز له القصر الملكي وأحدث صدمة في بريطانيا، لكن القصر لم يتجاهلها ورفع قضية ضد المجلة وربحها.
كيم جونج أون.. زعيم يعيش في ثوب جده
الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، وريث عرش والده الراحل كيم جونج إيل، الذي يرى الكثيرون أن البلاد بدأت تشهد استقرارا على نحو أسرع مما كان متوقعا منذ توليه منصب القائد الأعلى للجيش الشعبي الكوري في 30 ديسمبر عام 2011، بعد 13 يوما من وفاة والده. ففي أقل من سنة استطاع أون (30 عاما)، أن يبسط قبضته الموحدة على السلطة، إذ طرد المنافسين في الداخل وعمل على تعزيز صورته كزعيم شعبي، فطالما اصطحب زوجته ري سول جو في كل جولاته، وكان حريصا على مصافحة الجنود والأطفال والمواطنين العاديين. ويحاول أون تقليد صورة جده مؤسس الدولة «كيم إيل سونج«، بتصفيف شعره قصيرا، وارتدائه ملابس تشبه ملابس الزعيم الراحل، رغبة منه في تمييز نفسه عن أبيه. وكانت صحيفة «ذا أونيون« الأمريكية سخرت منه واعتبرته «الرجل الأكثر إثارة« للعام 2012.
مارك باسيلي.. فن إشعال الغضب
تسبب مقطع مدته 14 دقيقة من فيلمه «براءة المسلمين» في موجة غضب عارمة تخللتها أعمال عنف في العديد من البلدان العربية والإسلامية، هو مارك باسيلي يوسف، أحد أقباط المهجر، ومنتج الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد، الذي أشعل موجة من المظاهرات والاحتجاجات العنيفة في سبتمبر 2012. وفي أعقاب عرض الفيلم، شهدت السفارات الأمريكية في العديد من الدول الإسلامية ومنها مصر وتونس واليمن والعراق وليبيا، احتجاجات واسعة، كما أدى الهجوم على سفارة واشنطن في بني غازي إلى مقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين منهم السفير كريستوفر ستيفنز.
مصطفي عبدالجليل.. القاضي في قفص الاتهام
رغم الشهرة التي حظي بها خلال الثورة الليبية لكونه أول مسؤول ينشق عن نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حينما كان وزيراً للعدل، وترأسه المجلس الوطني الانتقالي، حتى الانتخابات العامة التي جرت في يوليو الماضي، فإن الحظ لم يكن حليفه في 2012، حيث لحقته اتهامات بالتحريض علي اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي الذي انشق عن النظام في بدايات الاحتجاجات اللواء عبدالفتاح يونس. ربما يكون هذا العام حاسماً بالنسبة لعبدالجليل، كونه تحول من قاض عرف بمواقفه المدافعة عن حقوق الإنسان إلي متهم مثل أمام النيابة العسكرية وليس المدنية، وتم منعه من السفر بتهمة إساءة استغلال السلطة، كما توعدت أفراد من قبيلة ينتمي إليها يونس بالقصاص لمقتله إذا واصلت السلطات الليبية الجديدة تجاهل القضية. ورغم تأكيده أن يونس قتله ثوار إسلاميون، إلا أن 2013 قد تحمل له حكماً بالإدانة.
«ملالا يوسفزاي.. طفلة تهزم إرهاب «طالبان
صغر سنها لم يمنعها أن تكون العدو الأول لحركة طالبان في عام 2012، فهي لم تتجاوز الـ14 سنة، إلا أن شجاعتها جعلتها تتصدر الصفحات الأولي للصحف العالمية. لم تكتف الطفلة الباكستانية ملالا يوسفزاي برفض قرار الحركة الذي اتخذته عام 2009 بمنع البنات من التعليم عبر مواصلتها الذهاب إلى المدرسة مع زميلاتها اللواتي قررن التمسك بحقهن في التعليم رغم قرار طالبان، لكنها تحدت الحركة عبر مدونة كانت تكتبها باللغة الأردية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» للدفاع عن حق الفتيات في التعليم، حتى أصابتها نيران طالبان برصاصة في رأسها كادت تغتال براءتها. بكلماتها وقفت أمام سلاح طالبان، حيث حذرت في مدونتها من تزايد نفوذ طالبان، لكنها أكدت أن رغبتها في التعليم أقوى من خوفها وبطشهم، وقادت حملة لتحرير المرأة في بلادها من خلال التعليم في هذه السن الصغيرة.
منال الشريف.. قيادة تكسر حواجز السعودية
«الوجه المدافع عن حقوق المرأة السعودية»، هكذا توصف الناشطة السعودية منال الشريف، حيث يعترض الكثيرون علي معاملة المرأة في المملكة، إلا أن قليلاً من يعبر عن هذا الاعتراض. بعدما أثارت جدلا واسعاً العام الماضي بإطلاقها مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» للسماح بقيادة المرأة السيارة في السعودية، وتحدت العادات والتقاليد ووقفت أمام قوانين بلادها التي لا تصدر تراخيص قيادة سيارات إلا للرجال، ببثها فيديو وهي تقود سيارة، وتجدد الجدل علي خلفية نجاح الناشطة السعودية منال الشريف في الحصول علي رخصة قيادة من إمارة دبي، وأعربت عن تمنيها أن تتمكن من الحصول عليها من السعودية قريباً. وعن رأيها في الانتقادات التي وجهت إليها بعدما ألقت كلمة أمام منتدى الحريات في أوسلو مايو الماضي، بين من اعتبرها خائنة ومن وصفها بالشجاعة، قالت: «كلما زاد رد الفعل كان التأثير أكبر».
هيلاري كلينتون.. استراحة محارب
«الوقت قد حان لترك الساحة»، هكذا بررت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، الشخصية الأكثر شعبية في إدارة الرئيس باراك أوباما، قرارها اعتزال العمل السياسي مع نهاية العام، إلا أن مناصريها مازالوا يأملون أن تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2016، ورغم عدم حسمها قضية الترشح، فإنها تؤكد أن القراءة والنوم والتعرف مجدداً إلي زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي اقترنت به قبل 37 عاما هو هدفها الحالي، وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست الأمريكية» بالاشتراك مع شبكة «آي بي سي نيوز» أن 56% من المستطلعين يقولون إنهم سيدعمون ترشحها للرئاسة. 2012 يعد عاماً حافلاً بالأحداث المهمة لكلينتون، حيث ارتفعت شعبيتها خلال سباق الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن إسهامها من خلال وزارة الخارجية الأمريكية في الأحداث الدولية، خاصة الهجمات التي تعرضت لها السفارات الأمريكية في بعض الدول علي خلفية الفيلم الأمريكي المسيء للرسول، التي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا و3 موظفيين، وإعلانها مسؤوليتها عن كشف ملابسات الاغتيال.