تمنى «محمد مهدي عاكف» المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، أن تسير الحكومة المصرية على نفس نهج المنتخب المصري لكرة القدم، الذي وصف أداءه بـ«الرائع»، وأنه فاق أداء الحكومة بمراحل، معتبراً فوز المنتخب بالبطولة بأنه كان نصراً من الله، لشعب صبور، طالما انتظر الفرحة، وقال «عاكف» في حواره مع «المصري اليوم»: فرحة المصريين الحقيقية يوم أن تفك الأغلال من أعناقهم، ويعيشوا بحرية دون أن يهددهم أو يتسلط عليهم أحد».
■ ما تعليقكم على فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية؟
- الحمد لله أن ستر منتخبنا بهذا الأداء المتميز أمام فرق قوية ومتميزة في أدائها أيضاً، خاصة في المباراة النهائية مع غانا.
ويستحق هذا الفوز أن نطلق عليه نصراً مؤزراً، فهو نصر من الله جاء بعد جهد وعناء شديدين للمنتخب طوال فترة تدريبه، ومكافأة من المولى عز وجل أن هيأ لنا أسباب النصر حتى يفرح كل المصريين.
■ ألا تشاركنى أن كل المصريين يحتاجون إلى هذه الفرحة التى غابت عنهم كثيراً؟
- هذا الشعب الصبور قدم ولايزال يقدم الكثير لوطنه وأمته ويحتاج بين الوقت والآخر من يرسم البسمة على شفاهه، كما يحتاج إلى من يساعده على الفرح، فهو شعب يستحق ويحتاج أن يرقص قلبه فرحاً وتيهاً، وفرحة المصريين الحقيقية يوم أن تفك الأغلال من أعناقهم ويعيشوا بحرية حقيقية دون أن يهددهم أحد أو يتسلط عليهم.
■ أين شاهدت مباراة النهائي مع غانا؟
- أحب مشاهدة كل مباريات كرة القدم فى منزلى بين أسرتى ومع أهلى وأحفادى، فأنا لست من مرتادى المقاهى ولا أجلس عليها، وليس من المعقول أن أجلس على المقاهى فى هذه السن.
■ هل شاهدت كل مباريات المنتخب؟
- أنا أحب الكرة وأشجع اللعبة الحلوة، والرياضة أخلاق، والمسلم مأمور بحبها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، وفى ذلك حث للمسلمين على أن يكونوا رياضيين يمارسونها ويستمتعون بها أيضاً.
■ ما أكثر مباراة أعجبتك؟
- شاهدت أغلب مباريات المنتخب، فكلما أتيحت لى فرصة كنت أشاهد المباراة، وكان يمنعنى عن مشاهدتها فقط انشغالى فى عمل مهم أو موعد يصعب إلغاؤه، كمشاركتى فى مؤتمر أو ندوة، فربما تكون السياسة هى التى أبعدتنى عن مشاهدة بعض المباريات رغم حرصى على مشاهدة كل مباريات المنتخب المصرى لأقوم بتشجيعه، وفى بعض الأوقات تزاحم السياسة الرياضة فتنتصر الرياضة. وأرى أن أخلاق المنتخب الطيبة كانت أحد أهم عوامل الفوز بالبطولة ومباراتنا مع الجزائر خير دليل.
■ ولكن ما أجمل المباريات في رأيك؟!
- مباراة النهائي مع غانا ومباراة المنتخب مع الجزائر من أكثر المباريات التي لاقت إعجابي وإعجاب كل المصريين والكرويين فى العالم، فمنتخبنا قدم كرة «صح»، وكانت أخلاقه فوق المستوى خاصة في مباراته مع الجزائر.
■ وما تعليقك على مباراة مصر والجزائر؟
- كانت مباراة جيدة ورائعة فأداء منتخبنا كان على المستوى المطلوب وشرف مصر كلها، وكان فخراً لنا نحن المصريين، على المستوى المقابل كان حكم المباراة حازماً وحاسماً وهو ما جعل منتخبنا يتألق بهذه الصورة الطيبة التى شاهدها العالم بأكمله، ودعنى أقول لك أنا فخور بمنتخبنا وبالأخلاق الطيبة التى تسرى داخله فهو بحق شرف لمصر وللعرب.
■ كيف تقيم أداء المنتخب فى جميع مبارياته بالبطولة، ومن أفضل لاعب تراه خلال هذه الدورة؟
- المنتخب استطاع أن يرسم البسمة على شفاه 80 مليون مصرى من خلال أدائه فى جميع مباريات البطولة، كما أمتع كل من شاهد مباراة النهائى مع غانا، أما عن أفضل لاعب فأنا أرى لاعبى المنتخب على قدر كبير من الأخلاق والحرفية فكلهم كانوا نماذج مشرفة لمصر.
■ هل يمكنك أن تحدثنا عن أداء كل لاعب من لاعبى المنتخب خلال دورة كأس الأمم؟
- أنا أحب كل اللاعبين خاصة «أحمد حسن» وأستطيع أن أقول لك إنهم استطاعوا جميعاً أن يعزفوا لحناً واحداً من خلال سيمفونية مدربهم حسن شحاتة وجهازه الفني الذي أعطى كثيراً.
■ كلمة أخيرة تحب أن توجهها لشعب مصر بعد حصوله على كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى والسابعة فى تاريخ البطولة؟
- أقول للشعب المصرى «المسكين»: من حقك أن تفرح وأن تعبر عن فرحك بالشكل الذى تراه مناسباً، طالما كان ذلك فى حدود اللائق وغير مناف للآداب العامة، وطالما كانت هذه الفرحة من القلب فهذه ظاهرة إيجابية، فأنا أحب لهذا الشعب أن يفرح قريباً بانتصاره ليس فى الكرة فقط وإنما وقت أن يعيش الحرية الحقيقية ويتنفسها ويعيش حياة كريمة هادئة بلا أى منغصات، يوم أن يتحقق العدل وتتلألأ آيات الحرية وهناك نهضة عامة قائمة على توزيع الحقوق بين الناس وليس تفضيلاً لشخص على آخر، وقتها سوف تكون راية مصر عالية خفاقة فى الشرق العربى والإسلامى بل فى العالم كله.