كان للحركات والقوى السياسية دور كبير فى تحريك الشارع المصرى، بدءاً من إشعال شرارة ثورة 25 يناير، مروراً بالعديد من الأحداث خلال المرحلة الانتقالية، وعقب انتخابات الرئاسة من أبرز الحركات التى شهدتها الساحة السياسية قبل الثورة وبعدها: «كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير» والتيار الشعبى، وهذه الحركات مازالت فاعلة فى الحياة السياسية، سواء بكياناتها المستقلة أو بدخول أعضائها وقياداتها فى أحزاب كبرى أو تحالفات سياسية واسعة، لتشكل الكتلة الكبرى للمعارضة.
الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم حركة «كفاية»، أولى الحركات السياسية التى نشأت فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك فى 2004، وقام بتأسيسها نحو 300 من شخصيات سياسية وعامة من جميع التيارات السياسية، من بينهم الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، والمهندس أبوالعلا ماضى، مؤسس حزب الوسط، وجورج إسحق، الناشط السياسى، وحمدين صباحى وكمال خليل، الناشط العمالى، والدكتور عبدالجليل مصطفى مؤسس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، واختير جورج إسحق أول منسق عام لها.
نشأت الحركة فى أعقاب تشكيل حكومة الدكتور أحمد نظيف، التى اعتبروها حكومة تمكين جمال مبارك من وراثة الحكم، فرفعت شعار «لا للتمديد .. لا للتوريث» للمطالبة بعدم ترشح مبارك للمرة الخامسة فى انتخابات 2005، وعدم توريث الحكم لنجله.
يرى المهندس محمد الأشقر، المنسق العام لحركة «كفاية»، أن مصر تشهد أسوأ فترات حكمها من الناحيتين السياسية والاقتصادية، ما سيؤدى لاندلاع ثورة فى مواجهة نظام يحكمه مجموعة من «الكاذبين» سيصلون بالوضع الاقتصادى إلى الجحيم.
وعن استعدادات «كفاية» للمرحلة المقبلة قال «الأشقر» إن القوى الشبابية أصبحت سابقة للنخب والقوى السياسية و«ستحارب» مع هذا الجيل بكل الطرق السلمية دون الاستعانة بالميليشيات كما يفعل الإخوان المسلمون.
ومن أبرز حركات المعارضة التى ظهرت قبل الثورة الجمعية الوطنية للتغيير على يد مؤسسها الدكتور محمد البرادعى.
وكان لـ«الوطنية للتغيير» دور مهم فى قيام ثورة يناير، وجاء بيان «معاً سنغير» الذى وضع شروط التحول الديمقراطى فى مصر لبناء نظام سياسى يسمح بالتعددية الحزبية وتكافؤ الفرص أول إنجازات «الجمعية»، حيث وقع عليه أكثر من مليون مصرى.
المهندس أحمد بهاء شعبان، المنسق العام للجمعية، يتوقع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسى بسبب سياسات النظام والجماعات الدينية وآخرها الاستفتاء على الدستور الذى قسم المجتمع لفريقين إلى جانب تردى الأوضاع الاقتصادية.
وأكد «شعبان» أن «الوطنية للتغيير» ستواصل نضالها من أجل إجراء انتخابات تشريعية نزيهة، لإعادة التوازن مرة أخرى، وإلا فالشعب هو من سيتصدى للمواجهة ليضع حلاً للانهيار.
تبلورت فكرة تأسيس التيار الشعبى فى ذهن مؤسس حمدين صباحى عقب انتخابات الرئاسة، وضم التيار عدداً من الحركات الاحتجاجية مثل «كفاية وائتلاف شباب الثورة وشباب من أجل العدالة والحرية».
وتوقع عزازى على عزازى، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، أن تشهد الفترة المقبلة ممارسات أكثر استبداداً وقمعية من جانب النظام فى معاملة المعارضين له، لشعوره بأن مؤسسات الدولة تم بناؤها واستقرت ومن ثم يحق له ممارسة الصلاحيات التى وصفها بالاستبدادية، وهذا سلوك سيزيد الأمور تعقيداً، أو أن يجد النظام نفسه مضطراً لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة، يزيد معها حالة الاستقطاب ما بين النظام والمعارضة من ناحية ويزيد حدة اشتعال الأحداث على المستويين الشعبى والمجتمعى، لأن الحكومة لم تنجز أياً من مطالب المواطنين، فزاد اعتماد الإخوان على الغرب فى المعونات والقروض والدعم السياسى للبقاء فى السلطة.