تسبب الإعلان الدستورى الذى اصدره الرئيس محمد مرسى فى 21 نوفمبر الماضى، فى توحد 15 حزباً وقوى سياسية، تحت مسمى جبهة الإنقاذ الوطنى، التى تم تدشينها فى 22 نوفمبر الماضى لمواجهة قرارات الرئيس محمد مرسى وجماعته وحزبه والتيار السلفى الداعم لهم. فباتت تمثل أكبر تكتل للمعارضة بعد ثورة 25 يناير ووصول «مرسى» إلى الحكم، وجمعت الفرقاء من مرشحى الرئاسة السابقين عمرو موسى وحمدين صباحى اللذين رفض كل منهما التنازل للآخر فى الانتخابات لمواجهة مرشحى التيار الإسلامى، ووحدت الأحزاب التى تفتتت قوتها فى الانتخابات البرلمانية الماضية، ودخل كل منها الانتخابات البرلمانية منفرداً أو من خلال تكتل انتخابى بعيدا عن الآخر مثل حزب الوفد الذى حاز 45 مقعداً، والمصرى الديمقراطى الذى دخل ضمن الأحزاب المكونة لتحالف «الكتلة المصرية»، والتحالف الشعبى والاشتراكى المصرى اللذين كونا تحالف «الثورة مستمرة».
وخاضت «الجبهة» منذ التأسيس معركتين لا تقل ضرواة إحداهما عن الأخرى هما «إسقاط الإعلان الدستورى» الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، وحصن به قراراته من الطعن أمام القضاء، ومشروع الدستور الذى أعدته الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ذات الأغلبية الإسلامية، واستطاعت الجبهة رفع نسبة المعارضين للتيار الإسلامى فى الشارع، حيث كانت نسبة من قالوا «لا» فى استفتاء 19 مارس من العام الماضى 22%، ارتفعت لتصل إلى 36% فى الاستفتاء على مشروع الدستور، بنحو 6 ملايين صوت. قال الدكتور أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور، الأمين العام للجبهة، إن رؤساء الأحزاب من مؤسسى «الإنقاذ الوطنى» لن يتخلفوا عن المعارك المقبلة ضد التيار الإسلامى، وسيتصدون بكل قوة لسلسلة التشريعات التى سيقرها مجلس الشورى، بهدف إكمال خطة الهيمنة والتمكين من مؤسسات الدولة، مضيفا: «الغضب المجتمعى فى تصاعد مستمر، وثورة 25 يناير سياسية باركها الشعب وشارك فيها، وسيستمر بقوة بسبب ارتفاع معدلات الفقر وارتفاع الاسعار، وإهمال حقوق العمال والفلاحين». واستبعد «البرعى» إمكانية حدوث انقلاب عسكرى ضد الرئيس محمد مرسى بعد إعلاناته وقراراته الأخيرة، التى وصفها بـ«سيئة السمعة»، وتابع: «الثورة الاجتماعية أكيدة إذا استمر الوضع الاقتصادى المتردى، بعد أن قطع الجيش على نفسه وعداً بعدم ممارسة دور سياسى».
وتتميز جبهة الإنقاذ الوطنى بقوة تأثيرها على المستوى الدولى من خلال وجود الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، كمنسق عام للجبهة، وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، مؤسس حزب المؤتمر، وتأتى شعبية مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى الحاصل على ما يقرب من 5 ملايين صوت فى الانتخابات الرئاسية، داعمة لقوة الجبهة بشكل كبير فى الداخل. كما تأتى القدرة التنظيمية لبعض الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ الوطنى داعماً قوياً فى مواجهة التنظيم المتماسك لجماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفى، ومنها التاريخ العريق والنضالى لحزب الوفد، كما يتميز حزب التجمع بشعبية كبيرة فى أوساط العمال والفلاحين، كما يوجد الحزب المصرى الديمقراطى المؤسس لتحالف الكتلة المصرية والتى حصلت على 40 مقعداً فى انتخابات مجلس الشعب المنحل.