أثار فيلم Agora للمخرج الإسباني «أليخاندرو أمينابار» جدلا واسعا لدى عرضه لمرة واحدة في مهرجان للسينما الاوروبية في مصر، حيث أثار استياء شديدا من جانب العديد من القطاعات المسيحية القبطية التي اعتبرته "مسيئا" للديانة المسيحية وطالبت بحظر عرضه في دور السينما.
وفي تصريحات له ذكر «هاني الجزيري»، رئيس منظمة "أقباط من أجل مصر"، أن الكنيسة القبطية يحق لها مطالبة الرقابة بحظر عرض Agora في دور العرض على اعتبار أنه يسيء لصورة المسيحيين في بلد يدين غالبية سكانه بالإسلام.
ويرى «الجزيري» أن المشكلة ليست في المشاهدين المسيحيين وإنما المسلمين الذين قد ينتهزون فرصة مثل تلك الأفلام، وتساءل الناشط "ولما تسمح مصر بعرض الأفلام التي تهين المسيحية وتحظر تلك المسيئة للإسلام؟"، وعلى الرغم من تأكيد احترامه لحرية التعبير إلا أنه رأى أنه يجب تطبيق "معايير متساوية" على كافة الأفلام وعدم تمييز تلك التي تظهر الإسلام بشكل سيء.
ويدور فيلم Agora حول قصة حياة الفيلسوفة والفلكية وعالمة الرياضيات اليونانية "هيباتيا" التي عاشت في مصر وتحديدا في مدينة الإسكندرية القديمة في القرن الرابع الميلادي عندما كانت مصر لا تزال تابعة للإمبراطورية الرومانية.
وقد شهدت تلك الحقبة اشتباكات عنيفة على صلة بالتعصب الديني بين الرومان والمسيحيين هددت بتدمير مكتبة الإسكندرية، وسعت خلالها "هيباتيا" لإنقاذ معارف العالم القديم بمساعدة طلابها، إلا أنها اتهمت بدعم الوثنية من جانب متطرفين مسيحيين واغتيلت بوحشية على يد أتباع البابا كيرلس الأول عام 415 ميلادية.
وتم تصوير الفيلم في مالطا وتكلفت ميزانيته 73 مليون دولار وقامت ببطولته الممثلة البريطانية «ريتشيل ويز» التي تجسد دور «هيباتيا» وقد لقي ترحيبا كبيرا من جانب النقاد والمشاهدين لدى عرضه في دور السينما الإسبانية والأوروبية.
أما عن الناقدة السينمائية «منى الصبان» فقد أشارت إلى أن الجدل المثار حول الفيلم جعلها تتوق لمشاهدة الفيلم إلا أنها توقعت عدم عرضه في دور السينما المصرية. وفي تصريحاتها) أعربت الناقدة عن رفضها لتدخل أي هيئة أو سلطة دينية مسيحية أو إسلامية في قرارات عرض فيلم بعينه بغض النظر عن محتواه الديني. وأضافت "ليس من الممكن أن يقوم البابا أو شيخ الأزهر بمراجعة سيناريو فيلم معين لتحديد مصيره ومدى إمكانية عرضه في دور السينما من عدمه لأنهما رجلا دين ولا يفهمان السينما".
ورأت «الصبان» أنه من الأفضل ترك القرار في أيدي الرقابة التي تتفهم الجوانب الاجتماعية والدينية والسياسية للمجتمع المصري.
جدير بالذكر أن الناقد المصري المخضرم «سمير فريد» كان حاضرا في المرة الوحيدة التي عرض بها الفيلم في مصر، وأكد في تصريحات صحفية أنه يرفض التدخل من أي هيئة دينية في عمل الرقابة.
ويشار إلى أن السلطات المصرية تدخلت من قبل لمنع عرض فيلم "شفرة دافنشي" بعد أن رأت الكنيسة القبطية أنه يسيء للمسيحية كما حظرت عرض العديد من الأفلام الأخرى بدعوى إساءتها للإسلام أو تجسيد رموز دينية جليلة مثل "السيد ابراهيم وزهور القرآن" للممثل «عمر الشريف» و"الرسالة" للمخرج السوري-الأمريكي «مصطفى العقاد».