x

«التطرف».. صعود اليمين فى الغرب و المتشددين فى الشرق الأوسط

الجمعة 28-12-2012 21:07 | كتب: منة الله الحريري |
تصوير : وكالات

يستقبل العالم عامه الجديد وسط مخاوف من تزايد ظاهرة التطرف الذى لم يعد يقتصر على الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وإنما يتعلق أيضاً بصعود ملحوظ لتيارات اليمين المتطرف فى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل.

ومع تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى دول القارة الأوروبية منذ أواخر العقد الماضى، وفى ظل الشعور العام بالإحباط والغضب لدى الشارع الأوروبى، تنامت مشاعر الكراهية ضد المهاجرين فى أوساط اليمين المتطرف والنازيون الجدد الذين يخشون ضياع القومية والهوية الثقافية الأوروبية. وتزامن ذلك مع ارتفاع نسبة المهاجرين، وخاصة المسلمين، وعدم اندماج نسبة كبيرة منهم فى المجتمعات الأوروبية المسيحية، فى ظل اعتقاد اليمين المتطرف أن الإسلام يتناقض مع الديمقراطية الليبرالية، وذلك بحسب ما ذكره تقرير مؤسسة «ديموس» البريطانية للبحوث.

وبدا هذا الأمر واضحاً فى تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2012، الذى نددت فيه بالتمييز ضد المسلمين فى دول أوروبية، وبتوظيف الأحكام المسبقة ضد المسلمين لتحقيق مصالح سياسية. فى المقابل، لم يكن العنف الموجه من الحركات الإسلامية المتشددة، والناشطة فى عدد من دول أوروبا، بمعزل عن تصاعد نشاط الأحزاب اليمينية المتطرفة، حيث إن تصاعد العنف الذى تقوم به تلك الجماعات، زاد من ظهور اليمين المتطرف بل منحها حجة قوية، تستند إليها فى تكوين قاعدتها الجماهيرية.

وهو ما عكسته النتائج التى حققها حزب «الجبهة الوطنية» بقيادة مارين لوبان الذى حل ثالثا فى الانتخابات الفرنسية فى مايو الماضى. وخروج عدة مظاهرات ترفع الصليب فى بريطانيا وألمانيا ضد انتشار الإسلام. ويمثل التطرف الفردى تهديدا كبيراً لأوروبا وأمريكا، حيث يصعب التصدى له ومراقبته مقارنة بالجماعات المنظمة، مثل «مذبحة النرويج» التى ارتكبها شخص واحد يدعى اندرس بريفيك فى يوليو 2011 وراح ضحيتها 77 قتيلا، بدعوى أنها كانت ضرورية لوقف «أسلمة» بلاده.

وتتزامن ظاهرة صعود اليمين المتطرف فى أوروبا مع الصحوة الإسلامية التى اجتاحت العالم، سواء فى الوطن العربى الذى أفرزت ثوراته حكومات إسلامية بطريقة ديمقراطية أو تنامى نشاط السلفيين المسلحين الذين رفعوا الرايات السوداء وأعلنوا الجهاد ليس فى الدول العربية فحسب، وإنما أيضاً فى أوروبا وأمريكا. وتشهد إسرائيل أيضا تعاظماً للقوى اليمينية اليهودية حيث تظهر استطلاعات الرأى صعودا قويا لشعبية حزب «البيت اليهودى القومى المتطرف» مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة فى 22 يناير 2013.

أما الولايات المتحدة، فقد بلغ عدد ضحايا حوادث التطرف الفردى 85 قتيلا فى 2012، حسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. كما تتنامى ظاهرة الجماعات المسلحة، حيث ضبطت الشرطة الأمريكية تنظيم مسيحى متطرف، يطلق على نفسه اسم ميليشيا «هوتارى» أو «المقاتل المسيحى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية