أصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الأربعاء، فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، وهو ما رفضته الطرق الصوفية، مؤكدة أنها ستشكل وفودا لزيارة الكنائس، والتبرؤ من تلك الفتاوى، وطالبت الأزهر الشريف بالرد على الجماعات المشبوهة، ودعوة المسلمين لمشاركة المسيحيين في أعيادهم، وتهنئتهم لإظهار الإسلام الوسطي.
وأصدرت الهيئة بيانا قالت فيه إن «الأصل في الأعياد الدينية أنهـا من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل المشاركة، ولا التهنئة في هذه المناسبات الدينية، التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق»، بحسب البيان.
وأضافت: «ليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم، أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض، فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد، بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها»، بحسب البيان.
وأشارت في فتواها إلى أنه «فيما يتعلق بالمناسبات الدنيوية، فلا حرج في برهم، والإقساط إليهم، وتهنئتهم، في مناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه».
وتضم الهيئة الشرعية، التى عرفت نفسها بالهيئة العلمية الإسلامية الوسطية المستقلة، رموز الدعاة والسياسيين من التيارات السلفية، والإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، أبرزهم: الداعية محمد حسان، وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ومحمد عبد المقصود «النائب الثانى لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وحازم صلاح أبوإسماعيل، وياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، ومحمد حسين يعقوب، وخالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية.
وأكد مصطفي زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، أن «الطرق الصوفية قررت مشاركة احتفاليات الأقباط بأعياد ميلادهم كنوع من المواطنة، وروح الإسلام في حب الآخر، والكنائس ستشهد زيارات من وفود الطرق الصوفية لتقديم التهئنة للرد علي فتوى السلفية، والإخوان، والجهاديين، والتبرؤ منها، ومن دعوات إحراق الوطن، ودخوله في حرب أهلية، وتقسيمه، تنفيذا للمخطط الصهيوني الأمريكي الذي واجهته مصر في حرب أكتوبر، وسالت دماء الطرفين دفاعا عن أرض الوطن»، بحسب الائتلاف.
وأوضح أن «شيخ الأزهر يقدم التهئنة، ويزور مشايخ وقيادات الطرق الصوفية، في الكنائس القريبة من مقار الطرق للمشاركة في الاحتفاليات».
وأوضح الدكتور عصام محيي، الأمين العام لحزب التحرير المصري الصوفي، أن «الفتوي لا يجب الرد عليها ولا الأخذ بها، لأنهم جهات غير شرعية، ولا تمثل الإسلام في شيء، وكلامهم ليس بجديد علي أصحاب الفتن، التي نحذر منها، وسنسلك سلوك الرسول في مشاركة احتفالاتهم ولا نعبأ بمثل هذه الفتاوي، التي ليس لها أساس فقهي سليم، ويجب أن يرد الأزهر باعتباره الجهة الرسمية، والذي عليه مسؤولية الرد عليهم»، بحسب قوله.