قالت جبهة الإنقاذ الوطني إن نتيجة الاستفتاء على الدستور كانت بسبب ما شهده من «انتهاكات موثقة»، موجهة التحية للشعب المصري للإقبال الكبير على رفض الدستور وعدم الاستجابة لـ«الدعاية المضللة»، وأكدت استمرار نضالها لمنع تأثير تشريعات مجلس الشورى على المواطنين، ولتغيير الدستور.
وأضافت الجبهة في بيان صادر عنها، الأحد، أن نتيجة الاستفتاء «هي بسبب ما شهده من تزوير وانتهاكات ومخالفات وأوجه قصور تنظيمه»، مبينة أنها تمثلت في مظاهر من بينها «غياب الإشراف القضائي الكامل، إبطاء التصويت بسبب مضاعفة عدد الناخبين في كل لجنة مما أدى إلى انصراف معظم الناخبين من الطوابير الطويلة دون تصويت، وتوجيه الناخبين إلى التصويت بـ(نعم) داخل اللجان، وبواسطة رؤساء اللجان والموظفين بها»، موضحة أنها انتهاكات «موثقة، وتم تقديمها للنائب العام واللجنة العليا للانتخابات للتحقيق فيها».
وأشادت «جبهة الإنقاذ» بتحمّل الشعب لمسؤوليته وتأكيده لجدارته بالاحترام، بسبب الإقبال الكبير على التصويت بالرفض، وعدم الاستجابة لـ«الدعاية المضللة التي صورت الأمر كذباً، وكأنه تصويت على الشريعة»، مضيفة أن «الشعب اكتشف أن الإسلام برئ من هذا كله، وأن من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام يدافعون عن مصالح دنيوية، ويناصرون كبار الرأسماليين، ويصرون على إصدار دستور لا يحمي حقوق الإنسان المصري ولا يقيم دولة ديمقراطية».
كما أشارت إلى أن نتيجة هذا الاستفتاء جاءت «مخالفة تماماً» لنتائج «استفتاء مارس 2011» وأنها جاءت منخفضة بشكل واضح بسبب وعي الشعب، معلقة: «وهذا يسقط ما كانوا يرددونه دائماً، من أننا نخشى مواجهاتهم في صندوق الانتخابات، فقد واجههم الشعب المصرى في الصندوق وسيواجههم في الانتخابات القادمة، ويؤكد لهم أن عصر التضليل باسم الدين قد ولى، وأن المنافسة السياسية تدور بالأساس حول مصالح الناس».
وأكد البيان أن الجبهة «ستواصل النضال مع الشعب، لضمان مصالحه فى حياة آمنة ولقمة عيش كافية، وتعليم وعلاج وسكن، ومستقبل أفضل لأبنائه، وليحظى بحقوقه وحرياته، وعلى رأسها حقه فى أن يختار حكامه ويغيرهم دورياً بإرادته الحرة فى انتخابات نزيهة»، مشيرة إلى أن نضالها سيكون «أكثر فاعلية» ونفوذها السياسي «أكثر تأثيراً» نتيجة اندماج عدد من الأحزاب معا في حزب واحد كبير «يعلي من شأن العدالة الاجتماعية».
وقالت الجبهة إنها ستكون أكثر تماسكا وتواصل مسيرة العمل بين أطرافها، مستفيدة من خبرة الممارسة والدروس المستفادة من تجربة الاستفتاء، مؤكدة للشعب أنها ستواصل معه وبفضله النضال من أجل مستقبل آمن وأفضل، وأن الاستفتاء «ليس نهاية المطاف، بل مجرد معركة في هذا الصراع الطويل حول مستقبل مصر».
وشددت على أنها لن تسمح بتغيير هوية مصر أو عودة الاستبداد أبداً، ولن تسمح بـ«استمرار الاستغلال»، كما ستواجه ما يصدر من مجلس الشورى من تشريعات «تؤثر على مصالح الناس ومستقبلهم»، وتواصل سعيها بأساليب ديمقراطية لتغيير الدستور، وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير كاملة، والتي قدم الشعب من أجلها ألف شهيد وعشرة آلاف مصاب، مختتمة بيانها بالقول: «ونحن جميعاً على استعداد للتضحية بأرواحنا وأجسادنا من أجل هذا الهدف العظيم».