فى الستينيات، رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى، وكانت أزمة سياسية شهيرة وقتها، دفعت مطرب الثورة «عبدالحليم حافظ» لأن يشرحها للشعب من خلال أغنيته الشهيرة «حكاية شعب»، التى غناها أثناء وضع حجر الأساس لبناء السد العالى، ووصف فيها الموقف المصرى بأنه «هى حكاية شعب وتار، بينا وبين الاستعمار»، وأشار إلى رفض البنك تمويل السد بقوله «راح ع البنك اللى بيساعد ويدى قالنا لا ملكمش حاجة عندى»، وكان البنك الدولى وقتها قد وضع شروطاً سياسية، رفضها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقرر الاعتماد على الداخل فى بناء السد.
وساهمت هذه الأغنية بشكل كبير فى تحديد موقف المصريين من المؤسسات المالية التى يصفها البعض بأنها يد الاستعمار الباطشة - حسب مصطلحات الستينيات وحالياً ذراع الدول الكبرى اقتصادياً - تساعد من تشاء وتمنع العون عن الدول المارقة «حسب مسميات الألفية الجديدة»، مع وضع بعض من الشروط التعجيزية، وهو ما نراه جلياً فى الاشتراطات التى وضعها الصندوق لمساعدة مصر اقتصادياً. وتزامناً مع العلاقة الحالية بين الصندوق وحكومة هشام قنديل، فقد ظهرت أغنية بصوت ياسر المناوهلى - على شبكة الإنترنت - تتهكم على الصندوق، وتقول كلماتها:
«صندوق النقد يا صندوقه
سِمُّه فى الشهد.. مين هايدوقه
الحقنى ف عرضك.. كلبشنى بقرضك.. ارتع فى بلادنا واعتبرها أرضك
صندوق النقد يا صندوقه»
إذاعة الأغنية على الـ«يوتيوب» فتحت باب تعليقات المصريين، والتى كان أبرزها: «قرض صندوق النقد لمصلحة الإخوان وليس لمصر، لكى يرضى عنهم اليهود، ليقال عنهم أقاموا نهضة، وفى الحقيقة هم يركّعون مصر لليهود.. قل لا للربا، قل لا لصندوق النقد الصهيونى».