شيع الآلاف من أهالي قرية «طوخ الأقلام»، والقرى المجاورة، الأربعاء، جثمان ضحايا السطو المسلح على مزرعة الدواجن الذي شنه 4 ملثمين وراح ضحيته 2 من شباب القرية.
وألقت الشرطة القبض على 9 من المشتبه فيهم بارتكاب عملية السطو المسلح، وفرضت حصارًا أمنيًا على القرية، بعد أن قام المئات من أهالي «قرية طوخ الأقلام»، التابعة لمركز السنبلاوين، الثلاثاء، بقطع طريق السكة الحديد والطريق العام احتجاجاً على مقتل هيثم محمد حسين، مجند بالأمن المركزي، وعلاء شحاتة، من أهالي القرية على يد عصابة مسلحة قامت بمهاجمة مزرعة دواجن فجرًا، واستولت على الأموال الموجودة بالمزرعة وسيارة ربع نقل.
وأشعل الأهالي جزوع الأشجار وإطارات السيارات على خطوط السكك الحديدية، وعلى الطرق العامة، مما تسبب فى توقف حركة القطارات والسيارات وحدوث شلل تام بجميع طرق المدينة لمدة 6 ساعات.
ونشبت اشتباكات بين قوات الأمن والأهالي بعد رفض الأهالي الغاضبين مطالبات الأمن لهم بإنهاء الاعتصام، وتصدى شباب القرية لعربات الأمن المركزي ومنعوها من دخول القرية بعد قذفها بالحجارة، مما أدى إلى تهشم زجاج سيارتين.
وتجمهر العشرات من أهالي القرية أمام مستشفى السنبلاوين العام رافضين تشريح الجثتين، وسقطت والدة الضحية هيثم محمد مغشيًا عليها عندما أصرت على دخول المشرحة ورؤية جثمان ابنها وتقبيله، وقرر الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة نزيف داخلي نتيجة الإصابة بطلق ناري نافذ، وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثتين وتسليمهما لذويهما.
وخرج شباب القرية في مظاهرات حاشدة طافت شوارع القرية تطالب بالقصاص من البلطجية وقاموا بقطع الطريق للمرة الثانية، الأربعاء، وأشعلوا جزوع الأشجار و«الكاوتشوك»، وانتقل العميد سعيد عمارة، مدير مباحث المديرية، والرائد أحمد الجميلي، رئيس مباحث السنبلاوين، في محاولة لاحتواء الموقف وفض الاعتصام، ونشبت مشادات بين الأمن والأهالي بعد تهديد بعض الضباط بفض الاعتصام بالقوة.
وحاول السيد العدوي، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة، التفاوض مع الشباب لإنهاء الاعتصام وقطع الطريق، إلا أن مجموعة منهم اعتدوا عليه بالضرب ورددوا هتافات: «بره.. بره»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«الإخوان بلطجية والداخلية بلطجية».
وقالت مصادر بحزب الحرية والعدالة إن مجموعة من البلطجية كانوا مندسين وسط الأهالي المعتصمين، قاموا بالتعدي بالضرب على النائب البرلماني السابق، مما أدى إلى إصابته بجروح وتحطيم نظارته، وتم نقله إلى مستشفى السنبلاوين للعلاج وحالته مستقرة.
ونجحت قيادات مديرية أمن الدقهلية بعد مفاوضات استمرت لساعات في إقناع الأهالي بإنهاء الاعتصام، وتكثف أجهزة الأمن من جهودها لضبط عناصر عصابة السطو المسلح، وأكدت التحريات أن 2 من الملثمين توجها بالسيارة إلى الزقازيق للاختباء وتم إخطار مديرية أمن الشرقية، فيما ألقت المباحث القبض على 9 من المسجلين خطر، والمعروفين بسجلهم الإجرامي للاشتباه في مشاركتهم في الجريمة.