لم تفجّر زيارة أوباما إلى القاهرة مناقشات سياسية فقط، ولكنها فجّرت أيضاً مناقشات ومشاكل عائلية، فالزوجة التى شاهدت رشاقة أوباما تحسّرت وهى تنظر إلى كرش زوجها الخابط فى ذقنه وندبت حظها ومصمصت شفاهها، لم ينكسر الزوج أمام سهام نظراتها النارية فشن حرباً مضادة ملخصها: «لما تبقى زى مرات أوباما يبقى لكى عين تتكلمى»!!.
إذا فكرنا فى علاج السمنة فإن المنطق والعقل يقولان لنا إن العلاج فى منتهى السهولة، فإذا كانت المعادلة مختلة فلابد أن نصلح هذا الخلل لنأكل أقل ونفقد طاقة أكثر بالرياضة، ولكن لسوء الحظ فالعلاج ليس بهذه السهولة، لأن معظم الذين يعانون من السمنة يريدون الحلول السهلة السريعة،
وللأسف بعض الأطباء أيضاً، ففى أحيان كثيرة لا يراعون أن السمنة مرض يصيب نمط الحياة قبل أن يصيب الجسد، وهو خلل فى السلوك قبل أن يكون خللاً فى الخلايا، ولذلك وفى البداية لابد أن يستمع الطبيب للمريض، وأن يستدعى الفريضة الغائبة وهى الإنصات، ولابد ألا يصيبهم الإحباط نتيجة فشل العلاج أو بطء الاستجابة..
إذا اقتنعت المريضة أنه لا توجد عصا سحرية فى يد الطبيب وإنما هذه العصا توجد فى داخلها هى بالإرادة وأيضاً الصبر، ومن ضمن الأوهام التى تعشش فى عقول البدينات متبعات الرجيم ما يمكن أن نسميه تابو النشويات، مثل العيش والبطاطس والمكرونة والأرز، فالبعض يعتبرها من المقدسات التى لا تمس وتمتنع البدينة طبقاً لذلك التابو الصارم عن مجرد التفكير فى هذه المصائب ويفشل الرجيم، وهذه ليست محرمات ولكنها من الممكن أن تدخل بكميات يحددها الطبيب الذى عليه أن يراعى نمط الغذاء الذى كانت تتناوله البدينة قبل الرجيم.
استخدام الأدوية فى علاج السمنة أصبح فى أيدى أطباء التغذية والريجيم له دور مؤثر وخاصة فى السمنة الزائدة، وقائمة الأدوية طويلة لكن ما تعترف به الـFDA أو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هو اثنان فقط، الأول ORLISTAT وهذا الدواء لا يكبت الشهية ولا يزيد من استهلاك الطاقة ولكنه ببساطة يمنع امتصاص الدهون (تقريباً الثلث) من الأمعاء عن طريق منع الإنزيم المسؤول عن ذلك الامتصاص واسمه إنزيم الليباز،
وأهم أعراضه الجانبية هى الإسهال وبعض اضطرابات الجهاز الهضمى، أما الدواء الثانى فهو الـSIBUTRAMINE سيبوترامين وهو يعمل بطريقة مختلفة عن الدواء السابق، فهو يسد الشهية عن طريق التحكم فى بعض الموصلات العصبية، بالإضافة إلى تأثيره على زيادة الاحتراق وهو ما يحقق الفائدة المزدوجة، وأهم أعراضه الجانبية الاضطراب العصبى وتأثيره على إيقاع نبضات القلب وجفاف الحلق والإمساك.
من الممكن أن يفشل كل ما سبق فنلجأ للجراحة، خاصة فى المرضى الذين يزيد معامل السمنة عندهم على أربعين، لأن هؤلاء على فوهة بركان، ومن أهم هذه الجراحات شفط الدهون وتقليل حجم المعدة بالتدبيس أو الحزام أو التحويل، وهكذا يصبح الحلم حقيقة وتصبح شجرة الجميز غصناً من البان، ويصير الدب القطبى عصفور كناريا والأهم أن تجاعيد الاكتئاب ستحل محلها ابتسامة التفاؤل والأمل.