أكدت مصادر وثيقة الصلة بالجيش السوداني لـ«المصري اليوم» صحة ما تداولته وكالات الأنباء، الإثنين، عن وجود محاولة ثالثة للانقلاب على الرئيس عمر البشير، بعد المحاولة التى قادها مدير المخابرات السابق، الفريق عبدالله قوش، ومعه عدد كبير من ضباط الجيش، ويجرى التحقيق فيها حاليا. وجاء ذلك رغم نفي الناطق باسم الجيش وجود محاولة انقلاب.
وأكدت المصادر أن الجيش ليس أمامه سوى النفي، مشيرة إلى اعتقال ٨ ضباط ما يبرهن وجود تلك المحاولة الجديدة بقيادة العقيد قائد مناوب منطقة الخرطوم المركزية، الطيب السيد، ومعه ٦ ضباط، ولواء محال للمعاش فى المخابرات، و٢ من ضباط الصف.
وكشفت المصادر عن حديث دار بين «الطيب» ومدير المخابرات الحربية، مشيرة إلى أن «الطيب» قال له: «يمكننا أن نعتقلك فى مكتبك الآن، لكن هذا لن يحل مشاكلكم، فإما أن تتغير القيادة وينصلح حال البلد، أو كل يوم ستجدون انقلابا، فخلفنا العشرات ممن سيقومون بذلك».
وسادت حالة من الغضب في أوساط شباب الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذين يعرفون بشباب المجاهدين، ويرون حتمية الإصلاح فى هذه المرحلة، بتغيير القيادات والسياسات، وتقول مجموعات أطلقت على نفسها اسم «السائحون» إنه لم يعد هناك بد سوى التغيير بالقوة.
فى الوقت نفسه، نفى مساعد الرئيس السودانى، الدكتور نافع على نافع، وجود خلاف حقيقى بين الطرفين، وقال لـ«المصرى اليوم» إن الحركة الإسلامية لم تشهد انشقاقات بين أعضائها أو خروج عدد منهم».
وبعد مؤتمر الحركة بأيام قليلة، أعلنت الحكومة إجهاض محاولة انقلابية كبيرة، كما أعلن «نافع» عن محاولة سابقة بقيادة نفس المجموعة، ورأى المراقبون أن نافع أراد إعلان هذه المحاولة للتشديد على المقبوضين فى محاولة «قوش»، بعد أن تسربت معلومات بأن الرئيس عمر البشير يريد الحديث والتفاهم مع هذه المجموعة، خصوصا العقيد محمد إبراهيم الشهير بـ«ود إبراهيم»، الذى كان يوما حارسا له وأقرب المقربين إليه.
وتوقع المراقبون أن يكون إعلان الحكومة عن هذه الانقلابات محاولة من الحزب الحاكم لشغل الرأى العام، وإبعاد المعارضة عن القيام بعمل حقيقى فى الشارع، وهو ما رد عليه مساعد الرئيس بالنفى، مؤكدا أن المعارضة أضعف من أن تحرك الشارع.