قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن الدكتور «محمد البرادعي» المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، عاد إلى بلده الأم كي يقود حركة تطالب بالإصلاح من حكومة الرئيس مبارك ، مستبعدة تحقيق هذا الاحتمال.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها كتبه «جيفري فلايشمان» اليوم السبت، أن شهرة البرادعي أكسبت «الجمعية الوطنية للتغيير» مصداقية، مستدركة بأن المنظمة الأم التي تضم قيادات المعارضة و العمال و المشاهير ، صارت "منقسمة ".
و أوضحت أن منتقدي البرادعي يقولون إنه يقوم برحلات متواصلة للخارج ميلاً إلى الالتزامات الدولية ، ويصفوه بأنه "منعزل و محبط ".
و نبهت الصحيفة إلى أن شباب الناشطين يشتكون بأنه "ليس جريئاً بشكل كاف" ، مشيرة إلى تهديد أحد كوادر الجمعية مؤخراً بالاستقالة .
و أكدت الصحيفة أن "الأحقاد و الطموحات الفردية" تعمل على تصدع الجمعية الوطنية ، موضحة أن معارضاً مثل «أيمن نور»، و الذي تم سجنه بعدما ترشح لمنصب الرئاسة عام 2005 ، يريد المزيد من "الأضواء و الشهرة" و فرصة كي يتزعم البلاد .
و أشارت إلى أن المخاوف تصاعدت حول ما إذا كان البرادعي ، الذي عاش في الخارج في وقت صارت فيه قوات الأمن أكثر انتشاراً لإسكات أصوات الناشطين و سحق الاحتجاجات ، يتمتع بـ"الشجاعة " لتحدي الحكومة.
و تساءلت الصحيفة، " هل سيذهب البرادعي إلى الشارع إذا لم تعمل العرائض و المفاوضات على "لي يد الحكومة " ، قائلة إن هذا التساؤل يجعل مفتش الأسلحة النووية (البرادعي) يحسب الأعداد و المنطق و احتمالات ردود أفعال "متسلسلة" ، مشيرة إلى تشككه في أن الغني يريد أن يخاطر بما لديه و أن الفقير يستطيع الحصول على فرصة .
و نقلت قوله، " استراتيجية الشارع تحتاج إلى أعداد فلا يمكنك أن تحتج بـ50 شخص أو مائة فقط ، لكنك ستكون في مباراة مختلفة إذا حضر 100 ألف ."
و أضاف، " إذا تمكنا من جمع 2 مليون توقيع ، سوف يكون مستحيلاً على النظام الحاكم ألا يستجيب ، إنني أعمل الآن كوكيل للتغيير ، و لكنك تحتاج إلى الأعداد كي تكون زعيما للتغيير ."
و قالت إن البرادعي الفائز بجائزة نوبل في 2005 ، معتاد على ردهات أوروبا "الممهدة " و "كلمات الهمس " في الأمم المتحدة ، مستدركة بأن السياسة المصرية ليست عالماً من الدبلوماسية و الملفات "المنمقة ".
و أوضحت «لوس أنجلوس تايمز» أن البلاد ترضخ لقانون الطوارئ و أنه يجري الزج بالمعارضين في السجن، حتى أنه قد لا يفوز رجل يتمتع بـ"مكانة دولية " بامتيازات من الحكومة مالم يستطع المرور بـ" أسابيع من الاحتجاج و المآسي في الشوارع ."
وقالت الصحيفة إن الحزب الوطني الديمقراطي ، الذي أعرب ذات مرة عن قلقه إزاء إمكانية قيام البرادعي بتحريك الجماهير ، صار هذه الأيام "أقل قلقا".
و أشارت إلى أن المعارضة أخذت "تتشاحن " قرابة ثلاثين عاماً حول كيفية "هزيمة " مبارك ، فهي تحظى بمستوى "منخفض " من الدعم الشعبي و قدمت البرادعي من خلال شن حملة وطنية من شأنها أن تجذب الفقراء و الأثرياء لتحسين البلاد التي يعيش نحو 40% من سكانها على دولارين في اليوم .
و نبهت إلى أن البرادعي ينتابه "غضب هادئ" عندما يتحدث عن الفساد في مصر و الحياة في ظل حكم الرئيس مبارك ، كما لو كان قد غادر منزله في "شكل جيد" ليعود بعد سنوات لاحقة ليجده في "مهملا".
ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله، " لماذا لا نلحق بباقي دول العالم ، هناك 81 حياً عشوائيا في القاهرة ، نحتاج إلى ديمقراطية حقيقية كأساس للعدالة الاجتماعية ،مضيفاً، " قلت دائما أن الفقر هو أكثر أسلحة الدمار الشامل "فتكا".