على المقهى المجاور للجنة الاستفتاء بمدرسة الطليعة بدائرة السيدة زينب، جلست أسرة عم علاء الدين عبدالغنى.. الطاولة فوق رصيف المقهى، والطابور يمتد أمامهم بطول الرصيف، ينتظرون عودة الأستاذ صابر الذى لم ينته من التصويت بعد، بينما يهتف ابنهم الأصغر الذى لم يتجاوز عمره عشر سنوات «لا لا لا للدستور»، فيثير ضحكهم، بينما ينظر لهم أحد الشباب بغضب.
لم تتوقع آمال محمد، زوجة عبدالغنى، أن يكون الإقبال على الاستفتاء بهذا الشكل قائلة: «الناس كانت خايفة من وجود الإخوان أمام اللجان، لمحاولة التأثير عليهم بالموافقة على الاستفتاء، لكن الحمد لله الناس بتقول إن التصويت سهل والقضاة منظمين، وفيه ناس واقفين بره اللجان بيقولوا محدش يسمع كلام حد.. كل واحد يصوت على مزاجه»، تقاطعها سمية محمد شقيقتها قائلة: «والناس اللى عدت أمام اللجان وقالت للناس قولوا نعم عشان البلد تستقر، الناس شتموهم وطردوهم بره الطابور».
ويعلق عبدالغنى للأسرة: «الدستور ده متفصل على جماعة الإخوان المسلمين زى اللى بيفصل جلابيه على مقاسه، هما بيخلصوا تأرهم من النظام السابق، وإحنا الشعب مش بينوبنا غير وقف الحال، تقاطعه سمية شقيقة زوجته: «خلّونا نقول ولا يوم من أيام حسنى».
ينقطع حديث الأسرة بمجرد وصول عم صابر، عديل عبدالغنى، وبدا على ملامحه الإنهاك: «مايرضيش ربنا أبداً إنى أقف من الساعة عشرة ونص إلى الساعة واحدة ونصف عشان أقول رأيى، سألت الظباط أمام اللجنة عن سبب الطوابير قالولى إن مافيش قضاة كفاية». وأضاف: «القضاة عندهم حق بصراحة، ماكانش ليها لازمة إن الاستفتاء يتم دلوقتى، يا دستور توافقى كما يجب يا بلاش منه أحسن، إحنا كلنا مع القضاة».
أما «عبدالغنى» فيضيف: «الدين بتاعنا دين يسر مش عسر، مش بالعصا والسنجة والخرطوش هنسمع كلام ربنا، بيهتفوا وبيقولوا (قادم قادم يا إسلام) هو إحنا كنا كفرنا ولا إيه؟»، ويكمل «عبدالغنى»: «هل يرضى ربنا إنهم يمشّوا المشايخ فى الجوامع يدعو الناس للسياسة بدل ما يعرفونا أمور دينا، مال الدستور ومال الشرع ومال الدين ببعض؟!».
يسحب عبدالغنى نفساً من شيشته ويقول: «دى ما بقتش سياسة.. دى بقت سياسة الضحك على الدقون».