فاجأ قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت للمصريين في الخارج، أبناء الجالية في مختلف دول العالم الذين واصلوا توافدهم، السبت، على مقار السفارات والقنصليات للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
وبلغ إجمالي المشاركين في الاستفتاء على مشروع الدستور في دبي والإمارات الشمالية 10000 شخص حتى الساعات الأولى من صباح السبت، بحسب القنصل العام شريف البديوي، الذي أكد وصول أعداد كبيرة من الأصوات عبر البريد.
وقال مواطنون مشاركون في عملية التصويت بالاستفتاء لـ«المصري اليوم» إنهم لا يشعرون بنفس سعادة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، في ظل حالة عدم التوافق الوطني في البلاد على مشروع الدستور، وسقوط ضحايا في الاقتتال الداخلي، وأكد عدد منهم «نشارك مجبرين».
وقال القنصل العام في دبي والإمارات الشمالية إن الأمور سارت على ما يرام طوال أيام التصويت وأبدى المواطنون التزامًا كبيرًا، فيما عدا بعض الأشخاص الذين لم يقوموا بتسجيل أسمائهم منذ الانتخابات الرئاسية، ولم تمنحهم اللجنة حق التصويت في الاستفتاء.
وأضاف: «استدعى الأمر بعض الوقت لإقناعهم بأن القنصلية لاعلاقة لها بعملية التسجيل وليس من اختصاصاتها حرمان أحد أو منحه حق المشاركة»، وأكد القنصل أن الإقبال زاد بشكل ملحوظ وأن القنصلية تلقت كميات هائلة من المشاركات عبر البريد يتم فرزها على الفور، مبينًا أن عدد الطاقم المشرف على عملية الاستفتاء بلغ 25 منهم 10 أعضاء قدموا من القاهرة لتوفير الدعم، وأكد «لا أحد من أعضاء القنصلية، سواء دبلوماسيين أو موظفين، اعتذر عن عدم المشاركة».
إلى ذلك، أشارت الوزير المفوض، نائب رئيس البعثة القنصلية، السفيرة منال عبد الدايم، إلى حالة تم التعامل معها بنوع من الصرامة لشاب ارتدى تي شيرت مكتوبًا عليه «لا للدستور» وكان يريد الوقوف بجوار الصندوق داخل غرفة التصويت، لكن تم إخراجه، فحاول الوقوف بجوار باب القنصلية وتدخلت الشرطة لصرفه، نافية وقوع مشاجرة بين المؤيدين والرافضين.
ويستغل البعض فترة الوقوف الطويلة في طوابير التصويت لاستقطاب الآخرين إلى مواقفهم، سواء بالرفض أو الإيجاب، واتفق غالبية المشاركين من الطرفين على أن الظروف ليست مناسبة إطلاقًا في ظل حالة الانقسام الداخلي.
وفي قطر، قال السفير محمد مرسي، إن نسبة إقبال المواطنين على الاستفتاء كانت كبيرة لدرجة أن الحزن كان يخيّم عليهم قبل صدور قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت، على حد قوله، وأكد أن أعضاء السفارة لم يرصدوا أي تجاوزات خلال الأيام الماضية من قبل الناخبين تتعلق بالدعاية، سواء مع أو ضد مشروع الدستور.
وفي الرياض، أدى مد التصويت إلى توقعات بمضاعفة أعداد الناخبين، خاصة من خلال الرسائل البريدية. وصرح السفير عفيفي عبد الوهاب بأن عملية التصويت بلجنتي الرياض وجدة تشهد إقبالاً كبيرًا، إذ بلغ عدد الحضور خلال الأيام الماضية حوالي 36 ألف ناخب، فضلاً عن الطرود البريدية التي تصل تباعًا، والتي أتاح قرار مد مهلة التصويت حتى، الإثنين المقبل، فرصة أكبر لتلقي المزيد منها.
وقال السفير إنه تلقى عددًا من الملاحظات والشكاوى من بعض المراقبين من الجالية تركزت على الاعتراض على الحجم الكبير من الطرود البريدية التي وردت عن طريق إحدى شركات البريد التي خفضت قيمة خدماتها للجالية المصرية، كما تقدم عدد من المواطنين بإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم حول عدم إتاحة الفرصة للمصريين بالخارج للتسجيل في موقع اللجنة العليا، فضلا عن شكواهم من تشديد اللجنة بشأن تواجد صورة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن.
وأشار إلى أنه سيتم تقديم الطعون مباشرة لرئيس لجنة الانتخابات بالقاهرة للفصل فيها.
وفي بروكسل، جاءت ردود الأفعال على قرار مد فترة التصويت بين مرحبة ولا مبالية. ففي حين قلل البعض من أهمية الخطوة، رأى آخرون أنها «صائبة»، إذ ستتيح فرصة أفضل خاصة لمن أرسلوا أصواتهم عبر البريد، إذ يتوقف عمل هيئة البريد يومي السبت والأحد في بلجيكا، بما يؤجل وصول مظاريفهم إلى يوم الإثتين.
وفي اليوم الرابع للاستفتاء، لوحظ تزايد نسبي في عدد الحضور، صباح السبت. كما لوحظ أيضًا وصول أعداد أكبر من المظاريف، فيما كان الإقبال بين ضعيف ومتوسط خلال الأيام الـ 3 الأولى.
وفي ظل حالة الرفض من جانب مسؤولي السفارة للإدلاء بأي تصريحات طوال أيام الاستفتاء، حاولت وسائل الإعلام، مساء الجمعة، الحصول على الموافقة بتصوير عملية الفرز، إلا أن طلبها قوبل بالرفض التام، واقتصرت إجابة الموظفين على: «حسب التعليمات غير مسموح».
وجاء ذلك رغم اطلاع مسؤولي السفارة على تقارير إعلامية أفادت بالسماح لوسائل الإعلام بتصوير عملية الفرز، لإظهار الشفافية في مختلف السفارات المصرية في دول العالم. وسعى الصحفيون دون جدوى لإقناع مسؤولي السفارة بأن الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات يتناقض مع مبدأ الشفافية.
وكان الرئيس محمد مرسي قد فاز في انتخابات الإعادة التي جرت في بروكسل بحصوله على 188 صوتًا، مقابل 144 لمنافسه الخاسر الفريق أحمد شفيق. ويبلغ عدد المسجلين في كشوف الناخبين خلال انتخابات الإعادة 639 شخصًا، صوّت منهم 360، فيما تم استبعاد صوتين لعدم مطابقة الشروط.