منحت الصحف العالمية اهتمامًا كبيرًا للاستفتاء على الدستور، السبت، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن المصريين يصوتون اليوم على مسودة دستور «قسمت البلاد وأشعلت اضطرابات مميتة» مقابل حملة كبيرة من الرئيس محمد مرسي وجماعته الإخوان المسلمين للتصويت على تمرير الدستور.
وقالت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية للأنباء، إن المصريين «يصوتون على دستور مدعوم إسلاميًا، استقطب الأمة بين مرسي والإسلاميين داعمين له، والليبراليين والمسلمين المعتدلين والمسيحيين معارضين».
وأشارت «أسوشيتيد برس» إلى أن النقاد أثاروا مخاوف بشأن شرعية الدستور بعد إعلان كثير من القضاة امتناعهم عن الإشراف على التصويت، فيما حذرت الجماعات الحقوقية من فرص التزوير الواسع، وقال المعارضون إن قرار التصويت على يومين منفصلين، لتعويض نقص القضاة المشرفين، يترك الباب مفتوحًا أمام تأثير النتائج الأولية على آراء الناخبين.
ونقلت «بي بي سي» عن مراسلها في القاهرة، جون لين، قوله إن التصويت في الاستفتاء هذه المرة «يحمل ما هو أكبر من التصويت على عبارات غامضة، فهو يحدد اتجاه مصر وما إذا كانت في طريقها إلى أن تصبح دولة إسلامية أو علمانية».
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يكون الأمن مشددًا، السبت، خاصة بعد أن منح مرسي الجيش صلاحيات لاعتقال المدنيين.
من جانبها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن مصر كان يسود بها الاستقطاب والتوتر قبيل الاستفتاء على الدستور الجديد، كما أن العنف اللفظي والجسدي كان في الأجواء، وحاول كل فريق من المؤيدين والمعارضين الدفع مرة أخيرة من خلال تظاهرات الجمعة.
وأضافت أن هناك قضايا على المحك، والخوف الأكبر هو أن يستغل الإخوان المسلمين الدستور الجديد للتحكم في المحاكم والمستويات الأدنى من الحكومة، بعد أن تخلوا عن الحذر المبدئي للسيطرة على السلطة التشريعية والتنفيذية تحت حكم رئيس فاز بنسبة 51% من الأصوات في انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي.
من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الاستفتاء على الدستور ربما يأتي بدستور لكنه لن يجلب الهدوء إلى مصر التي تشهد استقطابًا حادًا، مؤكدة أن الاستفتاء الذي ربما يجلب دستورًا جديدًا يزيد من مخاطر اندلاع اضطرابات جديدة بعد أسابيع من المبارزة بين من كانوا يومًا حلفاء ثوريين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن كلا الفريقين: الإسلامي الداعم للدستور، والليبراليين واليساريين والمسيحيين المعارضين له، كان يهرول لحشد مؤيدين، الجمعة، بينما يرى المحللون أن القدرة التنظيمية العليا للإخوان المسلمين ربما تحقق نصرًا حاسمًا بالنسبة للرئيس مرسي، الذي يحاول دفع الناس للتصويت بنعم على الدستور الذي وضعه حلفاؤه الإسلاميون.
ورأت «واشنطن بوست» أن قليلين يعتقدون أن التصويت سيعالج الانقسامات السياسية التي انفجرت على شكل اشتباكات في شوارع مصر خلال الأيام الماضية، مرجحة فوز الإسلاميين للمرة الثالثة على «الثوار العلمانيين»، بعد فوزهم في انتخابات البرلمان والرئاسة، مؤكدة أن كثيرا من الثوار يعتبرون الاستفتاء غير شرعي ويعدون بمواصلة تحركهم في الشارع بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.
وقالت عن مسودة الدستور إنها «نتاج عملية متسارعة انسحب منها غير الإسلاميين، وهي عبارة عن خليط من الأحكام وتحمل تشابهات كثيرة مع دستور 1971 الذي تم العمل به خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي استمر ثلاثة عقود».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن المسودة تحمل مواد غامضة كافية لكي تسمح لمرسي وحلفائه بتوسيع دور الدين أكثر في شؤون الدولة، وأبدوا قلقهم من نقص المواد المتعلقة بحماية المرأة والأقليات الدينية، كما أن المسودة تحافظ على السلطات الواسعة للجيش.