أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن كل الدول بما فيها مصر يجب عليها المشاركة في عملية التسوية الخاصة بالأزمة السورية للوصول لتسوية دائمة لها، مضيفًا أنه حان الوقت ليس لإقناع المعارضة السورية بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل إرغامها على ذلك، مشيرًا إلى أنه بحث هذه المسألة في جنيف مع نظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقال «لافروف»، في مؤتمر صحفي مشترك مع نبيل فهمي، وزير الخارجية، إن روسيا ترحب بمشاركة كل الدول في مؤتمر «جنيف 2»، وكي يحدث ذلك فإن هناك حاجة لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المؤتمر.
وأضاف: «نستخدم حتى الآن كلمة إقناع، وربما حان الوقت لنستخدم كلمة أخرى لجعل المعارضة تشارك في هذا المؤتمر وحتى الآن جهودنا غير ناجحة، ومنذ يومين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، ناقشنا هذا الموضوع ويعتقد أصدقاؤنا أننا بحاجة لتحديد موعد للمؤتمر، وربما يمكننا بدء المشاورات في أكتوبر المقبل».
وتابع: «مستعدون لبدء العمل من الغد، حيث نعمل على قيام الحكومة السورية بإرسال وفد لهذا المؤتمر دون شروط مسبقة، لكن المعارضة لم تفعل ذلك حتى الآن بل أكثر من ذلك فإن قادة الائتلاف الوطني السوري يرفضون رسميا المبادرة الخاصة بالأسلحة الكيماوية السورية، وهذا أمر مؤسف لكن من المهم ضم كل الجماعات السورية في جنيف 2، والائتلاف الوطني الذي تعتبره بعض الدول الغربية اللاعب الرئيسي في المعارضة لم يوافق على الاتفاقية».
من جانبه قال «فهمي» إن مصر تدعم عملية «جنيف 2» وتعمل على المساعدة في نجاحها، مضيفًا: «إننا إذا نظرنا إلى الموضوع السوري فيما وراء موضوع الاسلحة الكيماوية سنجد أنه موضوع (جيو بولتيكي) بوضوح يتعدى حدود سوريا، وما أريد تأكيده أننا سنعمل مع كل الأطراف الإقليمية لتشجيعهم على اتخاذ مواقف تجاه عقد مؤتمر (جنيف 2)، وتأكيد أن كل المشاركين في المؤتمر يقومون بذلك بطريقة بناءة» .
وأشار إلى أن «مصر تستضيف الائتلاف الوطني السوري لكننا أيضا على اتصال بالأطراف الأخرى في المعارضة، ونريد للسوريين أن يكونوا في المؤتمر سواء من المعارضة أو ممن يمثلون السلطات السورية» .
ورحب وزير الخارجية الروسي بسعي القيادة الجديدة إلى استئناف العملية السياسية في البلاد من أجل دفع مصر إلى طريق التنمية المستقرة على أساس عمل مؤسسات السلطة المدنية والنمو الاقتصادي وتعزيز القطاع الاجتماعي.
كما أكد «لافروف» أن موسكو ترحب بالجهود الرامية إلى ضمان الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين والمستوى المطلوب للأمن.
وقال الوزير الروسي إن «موسكو مستعدة لدعم القاهرة في استئناف العملية السياسية في مصر دون أي تدخل في شؤون مصر الداخلية»، مشيرًا إلى أن «الشعب المصري قادر على إيجاد حلول صحيحة لتقرير مصير البلاد».
وأكد «لافروف» أنه قبل «دعوة» فهمي لزيارة مصر، معربا عن أمله في تحديد موعد هذه الزيارة.
وأشار الوزير الروسي إلى أن البلدين اتفقا على ضرورة تنشيط الجهود الرامية إلى التحضير لعقد مؤتمر دولي خاص بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، خاصة على خلفية قرار دمشق الانضمام إلى معاهدة حظر السلاح الكيماوي، مؤكدا أن موسكو والقاهرة مهتمتان بتجنب إفشال هذه المبادرة التي وافق عليها في عام 2010 كل أعضاء المجتمع الدولي.
وأكد أن روسيا ومصر تتفقان في أنه يحق لدول الشرق الأوسط أن تقرر مصيرها بنفسها ودون تدخل خارجي.
وقال إن موسكو تأمل في أن تؤثر مصر إيجابيًّا في الوضع بالمنطقة مع تحقيق الاستقرار نهائيًّا في مصر نفسها.
وأكد الوزير الروسي أن الانتصار على الإرهاب يتطلب ليس فقط تحييد مظاهره، بل منع تهيئة الظروف التي تغذيه، مشيرا إلى ضرورة مكافحة الفقر والتصدي لنشاط المتطرفين.
من جانبه أكد نبيل فهمي أن تفاقم الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء ينعكس سلبا على الأمن خارج المنطقة، إلا أن الجيش المصري قادر على حل المشكلة بشكل فعال، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق هذه المهمة حرصا على أرواح المدنيين وكذلك المسلحون.