x

مهرجان دبي السينمائي يرفع شعار «ماذا ترى؟»

الخميس 13-12-2012 20:10 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : other

انطلقت الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي هذا العام تحت شعار «ماذا ترى؟»،  وهو سؤال شديد العمق ومتعدد الدلالات، خاصة على المستوى السينمائي, فالسينما هي فن الرؤية بعنصريها المادي والمعنوي، أي الرؤية المادية بالعين والاستبصار والفهم والاستيعاب بالذهن والوجدان.

وبما أن قوة السينما من قوة الفن، وقوة الفن من تعدد رؤاه وتأويلاته، فقد اختار القائمون على المهرجان شعار «ماذا ترى؟» مقرونًا بتلك الأشكال المستوحاة من اختبار بقع الحبر الشهير في علم النفس باختبار «رورشاخ»، وهو عبارة عن مجموعة أشكال من بقع الحبر يتم عرضها على الشخص المراد تحليله نفسيًا، ثم سؤاله ماذا ترى؟ وهنا تتحول الأشكال في عيون كل شخص إلى انعكاس لما يدور في وجدانه وتجسيدًا لأفكاره.

أليس هذا تحديدًا هو جوهر عملية المشاهدة السينمائية، أن يصبح الفيلم في جوهره مساحة مفتوحة لانعكاس الأفكار والمشاعر الموجودة في عقول المتفرجين، أليس تعدد الانعاكاسات الذهنية هو جزء من حرية التلقي الممنوحة لمشاهد السينما؟

عندما يقدم المهرجان 158 فيلمًا من 61 دولة تنطق بـ43 لغة، فهذا معناه أُفق لا نهائية للرؤية، وكأن القائمون على المهرجان يطلبون من المتلقي النظر إلى هذة الافلام ليقول «ماذا يرى», خاصة عندما يكون خمسين فيلمًا منها تعرض عالميًا للمرة الأولى، أي لم يسبق لأحد مشاهدتها أو الكتابة عنها، ومن هنا تصبح الرؤية طازجة، مع وجود حرية واتساعًا في الاختيار.

تسعة برامج أساسية لعروض الأفلام ضمن دورة هذا العام، على رأسها مسابقات المهر الرئيسية الثلاث، المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة، والمهر الآسيوي الأفريقي لنفس الفئات الثلاث، ومسابقة المهر الإماراتي، وهي مسابقة محلية بنكهة دولية تعني بعرض أحدث انتاجات السينما الإمارتية القصيرة التي تحمل بذور التجارب القادمة لسينما تخطو خطوات واسعة باتجاه التواجد على الساحة السينمائية العربية.

سبعة لجان تحكيم لهذه المسابقات الثلاث بفروعها المختلفة تضم العديد من الأسماء الدولية والمحلية المهمة، بعضها يملك الخبرة والتراكم المهرجاني مثل مارك آدمز الناقد السينمائي الكبير بمجلة سكرين انترناشونال وفارايتي وهولييود ريبورتر، وعدنان مدانات المخرج والناقد السينمائي الأردني، ومفيدية التلاتي المخرجة التونسية صاحبة «صمت القصور»، والمخرج البريطاني مايكل إبتيد صاحب جوائز جرامي والأكاديمية البريطانية.

وهناك الشباب صاحب الدم الجديد والحماسة الحارة والرغبة في التحرر من سيطرة الرؤى التقليدية والآراء المسبقة كـ فريدا بنيتوا الهندية الجميلة بطلة «المليونير المتشرد»، ومثل الممثل المصري آسر ياسين أحد أبرز الوجوه الشابة في السينما العربية، ومثل نايلة الخاجة وجه الإمارات المبشر بتواجد أنثوي وسينمائي قوي تحمل بصمة إخراجية مميزة.

المشاركة المصرية

يشهد المهرجان هذا العام مشاركة مصرية واضحة في مجال الأفلام الروائية الطويلة، وهي مشاركة لم تحدث خلال أي مهرجان عربي عبر العام المنصرم, إضافة إلى حضور واضح على مستوى لجان التحكيم والتكريمات السنوية.

في لجنة تحكيم المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة يشارك الممثل المصري الشاب آسر ياسين كواحد من خمسة أعضاء إلى جانب بروينو باريتو المخرج البرازيلي، والناشط السينمائي النمسواي مارتن شويجفور، إضافة إلى الناقد الأردني عدنان مدانات، والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي.

وفي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما «الفيبريسي» للأفلام العربية الوثائقية، يشارك الناقد المصري طارق الشناوي كعضو من ثلاثة أعضاء، إلى جانب الناقد والمخرج ألطاف مزيد، والناقد والمراسل السينمائي كارستن كاستيلان كرئيس للجنة.

وفي التكريمات بجائزة إنجازات الفنانين يطالعنا اسم الساحر المصري محمود عبدالعزيز مكرمًا عن مجمل أعماله التي تجاوزت الخمسين فيلمًا، التي أضاء بها تاريخ سينمائي امتد من السبعينيات إلى الآن عبر أفلام «الحفيد» وحتى «آخر العمر» و«الكيف» و«الكيت كات» و«الساحر» و«الجينتل» و«إبراهيم الأبيض».

وجائزة إنجازات الفنانين تذهب كل عام إلى اسمين فقط، أحدهما عربي، والآخر دولي، وإلى جانب الساحر، تم تكريم المخرج البريطاني مايكل إبتيد، الذي نفسه، رئيس لجنة تحكيم المهر العربي للأفلام الوثائقية.

وعلى مستوى المسابقات تشارك مصر بثلاثة أفلام دفعة واحدة في مسابقة المهر العربي للأفلام الطويلة، حيث تشارك نادين خان ابنة المخرج الكبير محمد خان بأول أفلامها الروائية الطويلة «هرج ومرج»، والذي سبق وأن فاز بدعم وزارة الثقافة المصرية، وهو الفيلم الذي يلعب بطولته محمد فراج، ومزي لينير، وأيتن عامر، وصبري عبدالمنعم، ويحكي قصة مجتمع مغلق يعيش على قوة خارجية تلبي له احتياجاته الأساسية.

أما مخرج جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية خيري بشارة فيعود بعد توقف طويل بفيلمه الجديد «مون دوج» الذي صوره خلال 11 عامًا في شكل أقرب للسيرة الذاتية أو الدوكيو دراما، حيث سافر عبر سنوات طويلة متنقلا بين أفراد عائلته التي هاجرت إلى أمريكا ليقدم رؤية انثربولوجية وثقافية في رحلة فكرية وروحية نفسية في ساعتين ونصف من الزمن.

كذلك يشارك المخرج المصري إبراهيم البطوط بفيلم «الشتا اللي فات» الذي عرض في افتتاح مهرجان القاهرة في دورته الأخيرة، وهو من بطولة عمرو وأكد، وفرح يوسف، ويحكي جانبا من أحداث الثورة المصرية في 25 يناير من خلال شخصية الناشط السياسي عمر الذي يتم القبض عليه من قبل أمن الدولة أثناء الثورة.

وفي مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية يقدم المخرج المصري سعد هنداوي فيلم «دعاء وعزيزة» بعد مجموعة من التجارب الروائية التي بدأها بـ«حالة حب» ثم «ألوان السما السبعة» وأخيرًا «السفاح» قبل ثلاثة أعوام، ويرصد «دعاء وعزيزة» خطين منفصلين ومتشابكين في الوقت نفسه حول فنانة مصرية شابة هي «عزيزة» تحاول أن تهاجر خارج مصر نتيجة كل الظروف التي تضغط على أعصابها، بينما في المقابل هناك «دعاء» التي تعيش في فرنسا وتنوي العودة إلى مصر، وقد استغرق تصوير الفيلم سبع سنوات منذ عام 2005 حتى الآن.

وفي مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية القصيرة يشارك المخرج المصري أحمد إبراهيم بالفيلم المصري الوحيد «نور» الذي يحكي قصة طفل صغير يعيش في حي شعبي، وكل ما يتوق إليه هو إنارة الشارع أمام بيته لاستقبال شهر رمضان رغم محاولات الجيران إثنائه عن ذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية