x

خبراء إعلام: قناتا النيل الدولية والفضائية والإذاعات الموجهة المصرية تخاطب نفسها

الأحد 15-09-2013 22:12 | كتب: محمد طه |
تصوير : other

رغم أن الاستثمارات المصرية في مجال الإعلام تتخطى المليارات من الجنيهات، إلا أن الإعلام المصري كشف عن عجزه في مخاطبة الآخر، ولم يصل صوته إلى الغرب عندما اتهم ثورة «30 يونيو» بأنها انقلاب عسكري، وبعد أن كان الإعلام المصري يسيطر على المنطقة العربية، وبعد أن كانت الإذاعات الموجهة ذات تأثير كبير في الغرب أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بات الإعلام المصري «يكلم نفسه» وترك الساحة لقناة الجزيرة لتزيف الحقائق.

 قال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري: «قناة النيل الدولية والفضائية الموجهة لا تقومان بدورهما، وقناة النيل الدولية ليس لها تأثير في الخارج، وغير منتشرة، لذلك يجب أن تغير شكلها الحالي وتعيد انطلاقها بشكل مختلف، لكي تكون جسراً لمصر، تستطيع من خلاله مخاطبة الآخر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلا عن ضرورة تغيير شكل الفضائية الموجهة لتصل إلى المواطن الغربي بصورة أفضل».

وأضاف «الصياد»: «عرضت من قبل على مؤسسة الأهرام فكرة إنشاء قناة دولية مثل قناة (الجزيرة) وفشل مشروع القناة، لكنني مازلت أرى أن هناك ضرورة لوجود قناة إخبارية مصرية كبيرة مثل الجزيرة وBBC وCNN والعربية حتى نخاطب العالم من خلالها، ويجب أن تكون هذه الفكرة مستقلة وبعيدة عن الحكومة، أو تكون بدعم من الحكومة ولا تخضع لها، وأقترح أن يضع رجال الأعمال أصحاب القنوات جزءا من أرباح قنواتهم في هذه القناة المقترحة».

وتابع: «نشعر بالتقصير في مخاطبة الآخر منذ أحداث سبتمبر 2001 في أمريكا، والتي كشفت عن أن إعلامنا محلي ولا يصل إلى الخارج، كما يجب أن تقوم الحكومة بدورها بشكل أقوى من خلال المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات التي تحتاج إلى تفعيل بشكل قوي وسريع، فضلا عن إعادة النظر في المكاتب الإعلامية بالخارج».

وأشارت ميرفت محسن، رئيس قناة النيل الدولية، إلى أن ترددات القناة تصل إلى أفريقيا وجنوب أوروبا فقط، ولا تصل إلى أمريكا، مؤكدة أن القناة تحتاج إلى ملايين الجنيهات لكي تصل إلى أمريكا.

وأضافت «محسن»: «أعمل في القناة بأقل إمكانيات، ولن نستطيع الوصول إلى كل أنحاء العالم إلا إذا تم ضخ أموال ضخمة في القناة لتطوير المحتوى والشكل، في الوقت الذي يتعامل فيه القطاع الاقتصادي معنا مثل أي قناة في التليفزيون المصري».

واعتبر المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، أنه لا توجد في مصر قناة تخاطب الآخر وتكشف له الحقيقة، موضحًا أن قناة النيل الدولية والفضائية الموجهة لا تقومان بدورهما الحقيقي في الوصول إلى الآخر.

وقال «الشيخ»: «أعتقد أنه عيب كبير ألا تستطيع مصر مخاطبة المجتمع الدولي أو حتى المجتمع العربي، فجميع القنوات المصرية تخاطب المصريين فقط، رغم أن العالم أصبح قرية صغيرة، وفي الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها مصر لم تستطع قناة مصرية الوصول للمجتمع الدولي، وبعض القنوات قامت بترجمة برامجها، ولكنها لم تصل للآخر لأن الأقمار الصناعية مختلفة، لذلك أتمنى أن تؤسس الحكومة المصرية قناة إخبارية تصل لكل أنحاء العالم، لأن مثل هذه القنوات لا يمكن أن يتحمل نفقاتها القطاع الخاص، فهي تحتاج إلى (حنفية فلوس).

واتفق محمد عبدالمتعال، رئيس شبكة تليفزيون «الحياة» مع الرأي السابق وقال: «بالفعل ليس لدينا قناة تخاطب الآخر سواء في أوروبا أو أمريكا أو شرق آسيا أو حتى أفريقيا نفسها، فمخاطبة الآخر مسألة ليست سهلة على الإطلاق، فهي تحتاج إلى ملايين الجنيهات وسنوات من الخبرة، وأن تبث للآخر رسالتك بلغته، وعلى وسائله الإعلامية وأقماره الصناعية، فالإعلام صناعة استراتيجية مكلفة، ويتم الإنفاق عليها في الغرب مثل الإنفاق على تسليح الجيوش».

وأضاف «عبدالمتعال»: «للأسف كل الحكومات التي حكمت مصر لم تفهم قيمة الإعلام ودوره الحقيقي في الحديث مع الآخر، فمصر ليست دولة فقيرة لكي تفشل فى صناعة إعلام له ريادة يخاطب كل دول العالم، كما أن مصر ليست أقل من قطر التي تضخ أموالاً ضخمة في قناة الجزيرة التي اخترقت كل دول العالم».

وأشار إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يحكم العرب، من خلال إذاعة صوت العرب، وكان يؤثر على الغرب من خلال الإذاعات الموجهة، ووصل صوت عبدالناصر إلى العالم كله في عصر الراديو، موضحًا أنه رغم محاولة بعض القنوات المصرية ترجمة برامجها باللغة الإنجليزية، إلا أن مثل هذه المحاولات لا تأتي بثمارها، لذلك يجب أن تمتلك مصر قناة إخبارية دولية تخاطب العالم بلغته.

من جانبه قال الدكتور محمود علم الدين، وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة: «من المفترض أن تخاطب قناة النيل الدولية الغرب، ولكن للأسف هي قناة سيئة جدًا ولا تلعب أي دور يذكر، وكما أن المكاتب الإعلامية في جميع دول العالم لا تقوم بدورها، وموظفوها يعتبرون تواجدهم في هذه الدول مجرد نزهة أو إعارة ولا يشغلون أنفسهم بالدور الإعلامي المصري في المكان الذي يعملون به، لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في هذه المكاتب التي تكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويا».

وأضاف «علم الدين»: «يجب أن تقوم هيئة الاستعلامات بدورها بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وأن تتم إعادة إطلاق قناة النيل الدولية في ثوب جديد لمخاطبة الآخر بلغته، ومن المهم ألا ننسى أن مصر تتعرض لهجمة إعلامية شرسة بسبب مجموعة من ذوي المصالح في المجتمع الدولي، والتجربة الأخيرة في ثورة (30 يونيو) أثبتت أن الإعلام الغربي يتعرض لضغوط من الحكومات».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية