ذكرت صحيفة «الحياة» اللندنية، السبت، أن وثيقة جديدة من الوثائق السرية التي تناولت سير حرب أكتوبر وتم التكتم عليها 40 عاما، أن رئيسة الحكومة الإسرائيلية، جولدا مائير، وقتها، كانت تخشى مواجهة القيادة العسكرية في مناقشة التقارير والبيانات العسكرية.
وأشارت إلى أن الوثيقة المتعلقة بإفادتها أمام «لجنة أجرانات» التي حققت في إخفاقات الحرب وما سبقها، كشفت أن «مائير» اعترفت أنه بسبب قلة خبرتها العسكرية «لم تجرؤ على مقارعة العسكريين».
وأضافت جولدا مائير، حسب الوثيقة، أمام اللجنة: «لم يتوافر لدينا أي إنذار استخباراتي قبل نشوب الحرب.. أعتقد بأن الكارثة التي حدثت عشية يوم الغفران (6 أكتوبر) هي نتيجة تراكم أخطاء. كل واحد في مجاله أخطأ قليلاً. لا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يقول إنني لم أكن على خطأ، سواء أخطأ في التقدير الصحيح للمعلومات، أو لم يجرؤ على معارضة آراء الخبراء».
وتابعت: «أنا مثلاً لم أكن قادرة على قول ما أفكر به في تلك الفترة. كانوا سيقولون إنني بلهاء، وربما على حق. لم أكن قادرة على الدخول في مواجهة مع رئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس أركان الجيش».
وشككت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها في ما إذا كانت إسرائيل استبطنت فعلاً عبَر تلك الحرب، وكتبت أنه في خضم الكم الهائل من التقارير التي عجّت بها وسائل الإعلام العبرية هذا الأسبوع عن قصورات الاستخبارات ومقتل عدد كبير من الجنود عبثا جراء عدم الاستعداد للحرب، «إلا أن هذه التقارير لم تتناول الجوهر المتمثل بتجاهلها السافر والمتعجرف لمحاولات التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر في السنوات التي سبقت تلك الحرب»، حسبما قالت الصحيفة التي وصفت هذا التجاهل بـ«الخطيئة الأكبر».
واستدعت الصحيفة تصريح موشي ديان وقتها بأنه يفضل البقاء في شرم الشيخ (المصرية المحتلة) من دون سلام، على سلام من دون شرم الشيخ.
وتابعت: «تجاهلت إسرائيل محاولات الوساطة لجهات دولية وإشارات لقيادتها.. هذا هو الإخفاق بعينه الذي نفضل عدم الانشغال به».
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل، وبعد 40 عاما من تلك الحرب، لم تتعظ وما زالت تسلك النهج ذاته، «تعتمد على قدراتها العسكرية وعلى دعم الولايات المتحدة لها، وتواصل تجاهل عزلتها ومحدودية قدراتها».
واعتبرت «هاآرتس» في ختام افتتاحيتها أن «روح العصر لم تتغير، وإسرائيل مقتنعة بأنها ستعيش على حدّ السيف إلى الأبد، بداع أنه ليس في استطاعتها تغيير وضعيتها، وأن نبذها ليس بسببها إنما العالم هو الذي ينبذها، وأن الطريق المتاحة أمامها هي طريق السلاح، ومخازنها امتلأت من جديد وأسلحتها حديثة، لذا لا جدوى من الاجتهاد للتوصل إلى اتفاق سلام».