تتجه الأمور فى نيجيريا إلى الأسوأ، حيث يزداد منسوب الخطر من نشوب حرب أهلية، خاصة مع تصعيد منظمة «بوكو حرام»، التى تعتبر الفرع النيجيرى لتنظيم «القاعدة»، من عملياتها ضد المسيحيين وأجهزة الدولة.
وتسعى «بوكوحرام» إلى إقامة الإمارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة. الهجمات والتفجيرات الدامية هى أسلوب «بوكوحرام» فى نشر عقيدتها فى الأماكن الحيوية فى نيجيريا، والتى شملت مراكز الشرطة والمقار الحكومية، وسعت الجماعة إلى إشعال فتيل الحرب الطائفية، وهدم الكنائس وقتل المسيحيين.
وبدأ نشاط الجماعة عام 2002، وأسسها محمد يوسف الملقب بـ«الإمام»، فى مدينة «مايدوجورى» شمال البلاد ذات الأغلبية المسلمة، وتعنى «بوكو حرام» بلغة الهوسا المحلية، «تحريم التعليم الأجنبى»، أو تحريم كل ما لا يمت إلى الإسلام والعمل على محاربته بالقوة بغية التطبيق «الحرفى» للشريعة الإسلامية، ولم تتخذ هجمات التنظيم طابعاً متطرفا سوى فى السنوات الأخيرة، بعد مقتل الإمام محمد يوسف فى مواجهات أدت إلى سقوط أكثر من 700 قتيل عام 2009، معظمهم من المقاتلين الإسلاميين، واعتقل يوسف على أثرها، وأعدمه الجيش فى سجنه، وبث التليفزيون النيجيرى صوره ميتًا، وأعلن القائد الجديد للجماعة، أبوبكر شيكاكو، «الجهاد الأكبر» فى نيجيريا، وتوعد برد قاس على السلطات.
ورغم حظر الرئيس النيجيرى، جودلاك جوناثان رسميا، فى يونيو الماضى أنشطة الجماعة، باعتبارها جماعة إرهابية، لا تزال «بوكوحرام» تمارس أنشطتها الإرهابية من أعمال قتل وتفجيرات ضد الجيش النيجيرى، الذى شن هجوما واسع النطاق على معاقلها. وأسفرت العمليات التى قامت بها بوكو حرام خلال الأعوام الماضية، إلى شلل الأنشطة الاقتصادية فى العديد من الولايات التى تنشط فيها الجماعة، ويقول خبراء إن الاقتصاد النيجيرى تكبد خسائر بمليارات الدولارات بسبب هجمات بوكو حرام الإرهابية.
وكشفت وثيقة نيجيرية أن عناصر من الجماعة تلقوا أموالا من تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب باليمن، لاستخدامها فى تجنيد ونقل أعضاء الجماعة من نيجيريا إلى اليمن للتدريب القتالى.
كما تحصل الجماعة على تمويلها من الأنشطة غير القانونية.