x

أسامة كمال: بعض الإعلاميين يزايدون على الشعب في مرحلة لا تحتمل اللون الرمادي (حوار)

الجمعة 13-09-2013 23:08 | كتب: أحمد صفوت |
تصوير : other

قال الإعلامى أسامة كمال، إن الهجوم الذي تعرض له عقب إذاعة حلقة برنامجه «القاهرة 360» التي استضاف فيها أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، غير مبرر، حيث أنه طلب قطع المكالمة الهاتفية مع مرتضى منصور والخروج إلى فاصل، مؤكدا أن الإعلام المصرى يعانى من أزمات عديدة، في مقدمتها تحول بعض الإعلاميين ورغبتهم بالهروب من المسؤولية، موضحا أن هؤلاء الإعلاميين يزايدون على الشعب، ويأملون في الحفاظ على علاقتهم بالجميع حتى يخرجوا مع كل حدث، ويدعون أنهم أول من قالوا هذا، وأول من طالبوا بذلك، وهي تصرفات سيئة لا يصح أن تصدر من إعلامي مسؤول.

 

■ كيف ترى الهجوم العنيف الذي تعرضت له بعد مداخلة مرتضي منصور في برنامجك، والتي وجه فيها ألفاظا خارجة للناشط أحمد ماهر؟

- أشعر بالدهشة، بسبب هذا الهجوم، لأنني لم أكن طرفا فيما حدث، فالبرنامج يعرض على الهواء مباشرة، ومن الوارد أن يحدث أكثر من ذلك، وكل ما كنت أستطيع فعله هو إنهاء المكالمة وهو ما حدث بالفعل، حيث طلبت قطع الاتصال والخروج إلى فاصل، لأننى ضد أي تجاوز في البرامج، فلم أفعل مثلما يفعل البعض الذين يستغلون الفرصة لتتفاقم الأزمة، ويروجوا لبرامجهم، لأنني مع الأخلاق في كل شىء، وقلت هذا على الهواء. وبعدها اتصلت بصاحب قنوات «سي. بي. سي» لأشكو له هجوم أحد مذيعي القناة بسبب هذه المداخلة، حيث فوجئت بأن مذيعا اسمه محمد سعيد محفوظ يسبني، ويسب القناة على موقع تويتر، قال فيها «حوار مرتضي منصور مع أحمد ماهر الملىء بالسباب البذىء لا يثبت فشل المذيع والقناة فحسب، بل كليهما سويا»، فأصابتنى الدهشة، وما كنت سأعترض إذا انتقدنى بشكل محترم على شاشة القناة التي يعمل بها وليس في «تويتر» فمن المفترض أنه زميل جديد في المهنة، فما كان منى إلا أن تحدثت إلى محمد الأمين، صاحب قنوات «سي. بي. سي»، وأخبرته بما حدث، وسمح لي بالرد عليه، وسأفعل ذلك قريبا، ولكن في البرنامج، وعلى الهواء وليس في «تويتة» كما فعل هو.

 

■ ما تفسيرك لتغير مواقف بعض الإعلاميين في الفترة الماضية من مؤيدين للنظام إلى معارضين له؟

- هذه الظاهرة موجودة بالفعل، وأعتقد أن هذا يرجع لرغبتهم في الهروب من المسؤولية، لأن هؤلاء الإعلاميين يزايدون على الشعب، ويحاولون عمل «شو إعلامي» أو بمعنى أدق يأملون بالحفاظ على علاقتهم بالجميع حتى يخرجوا مع كل حدث، ويدعون أنهم أول من قالوا هذا، وأول من طالبوا بذاك، وهذه تصرفات سيئة لا يصح أن تصدر من إعلامي مسؤول، فهؤلاء لا يراعون الله والشعب، ولا يهمهم سوى المكاسب الفردية، بالإضافة لمواقف بعض الإعلاميين الذين تلقوا أوامر بالصمت بهذه المرحلة، وأعتقد أننا نعيش في أجواء حرب عنيفة وعلى كل شخص أن يحدد موقفه بشكل رجولي، ولا داعى لأن يلعب كل منهم دورا «برادعاويا» في هذه اللحظات العصيبة، فنحن في توقيت لا يحتمل اللون الرمادي.

 

■ كيف ترى مكانك في القناة وفيها إبراهيم عيسى وطونى خليفة؟

- أعتقد أن وجودي في نفس القناة مع هذين الإعلاميين ميزة كبيرة، لأن القناة في هذه الحالة يكون لها نسبة مشاهدة بطبيعتها، وهذا ساعدنى على الانتشار والنجاح، و«القاهرة والناس» قناة ناجحة ليس فقط بـ«عيسى» و«خليفة»، ولكن بما يقدمه صاحبها طارق نور من أعمال مميزة تجذب المشاهد. أنا لا أخشى زملائى في القناة، ولكن أخشى زملائي الذين يقدمون برامج «توك شو» على قنوات أخرى في نفس المواعيد التي أظهر فيها، مثل باسم يوسف ويسرى فودة، فهولاء «عتاولة في التوك شو».

 

■ هل اختيارك مواعيد تتزامن مع مواعيد برامجهم يعتبر نوعا من التحدى؟

- إطلاقا، ولكن موعد برنامجي تم فرضه على، لأن زميلي إبراهيم عيسى يقدم برنامجه في الـ 4 أيام الأولى في الأسبوع، وأنا أقدم الـ 3 أيام الأخرى، أما طوني خليفة، فكان يظهر قبلى فى نفس الأيام تقريبا.

 

■ ماذا عن الفرق بين عملك من قبل كمذيع بالقناة الفضائية المصرية وعملك في «القاهرة والناس»؟

- هناك فرق كبير جدا، واكتشفت ذلك في ترحاب الناس بى في الأماكن العامة ومدحهم لبرنامجي، لدرجة أن العديد منهم كانوا يعتقدون أن أول ظهور لى كان على شاشة «القاهرة والناس»، ولم يعرفوا أننى كنت مذيعا لبرامج «التوك شو» لفترة طويلة بالقناة الفضائية، والطريف أن نجاحي وشهرتى بدأت بالفعل بعد أسبوعين من ظهوري على «القاهرة والناس».

 

■ ما سبب تركك العمل في التليفزيون المصري؟

- لم أكن أرغب في ترك التليفزيون المصري، لأننى كنت أحب أن أعمل عند مصر، وليس عند شخص بعينه، وكنت متمسكا بالعمل في إعلام بلدى، لأنني أعمل به منذ 31 سنة، عندما كنت طالبا في الكلية، حيث بدأت كمذيع في الإذاعة ثم مذيع في قطاع الأخبار، ثم برنامج صباح الخير يا مصر، وبعد ذلك انتقلت للعمل بالفضائية المصرية. وكنت أتمنى أن أكون موجودا في إعلام بلدي، لولا الضغوط التي تمت ممارستها على بداية من التدخل في سياسة برنامجي «من العاصمة» الذي كنت أقدمه على الفضائية المصرية، وانتهت بطلب إعلانات من الخارج لتمويل البرنامج كأسلوب للضغط على بعد رفضي التدخل في سياسة البرنامج، ورغم أننى وفرت كل مطالبهم، وأتيت بمعلنين بقيمة مليونى جنيه بالسنة ثم بـ 3 ملايين، بخلاف إنتاجي لبرنامجي على نفقتي، لأننى أمتلك شركة دعاية وإعلان، إلا أنهم استمروا في التضييق على البرنامج، ولم يتراجعوا عن أسلوبهم إلا بعد أن علموا بتعاقدي مع «القاهرة والناس».

 

■ معنى هذا أنك لم تكن تتقاضى أجرا على برنامجك في الفضائية المصرية؟

- كنت أتقاضى مبالغ بسيطة جدا فى الماضى، ونظرا لحبي للعمل لم أكن أهتم بهذا الموضوع، خاصة أن لدى عملا آخر في مجال الدعاية والإعلان، ولكن المفاجأة أنني لم أتقاض مليما عن عملى طوال سنة 2012 في «ماسبيرو»، ومنذ أيام جاءنى خطاب من الضرائب لدفع 117 ألف جنيه ضرائب عن أجري من التليفزيون في نفس السنة وبالفعل دفعت الضرائب، ولكن سأقاضى التليفزيون المصري لأحصل على مستحقاتى التى لا أعلم أين ذهبت.

 

■ هل يتدخل أحد من مسؤولى «القاهرة والناس» في سياسة برنامجك؟

- إطلاقا، فلا يتدخل أحد في سياسة برنامجي، وأنا المكلف بكل شىء فيه مع فريق العمل، خاصة أننى دائما أدير أي حوار بشكل محايد، وإذا كان لدى وجهة نظر أحاول طرحها بشكل سريع في بداية الحلقة قبل وصول الضيوف، وطوال عملي بـ«القاهرة والناس» لم يحدث أي تدخل من طارق نور، صاحب القناة إلا فى حالة إعجابه بحوار أجريته، حيث يرسل لى برسالة تشجيع على هاتفي المحمول، وهذا حدث في حوارى مع مرتضى منصور والفريق أحمد شفيق.

 

■ كيف ترى لجنة الـ 50 وأداءها من خلال الجلسات الأولى بعد تشكيلها؟

- اللجنة تضم شخصيات محترمة جدا، ولكنها غير توافقية، وأنا في الحقيقه قلق جدا من هذا الدستور، وأتوقع أننا سنعود بعد عام لعمل دستور جديد، لأن الشخصيات المختارة لا يوجد بينها تجانس. وكل عضو لا يمثل إلا نفسه وليس جموع الشعب، وأتوقع حدوث خلافات خلال المرحلة المقبلة، ولن تصل بنا إلى ما نتمناه. وبصراحة كنت أتمنى أن يتم عمل دستور جديد، فأنا ضد التعديل منذ البداية. فما المانع من أن يتم عمل دستور بـ20  أو 25 مادة تعمل به البلاد لمدة 10 سنوات مثلا، ثم ينظر فيه بعد ذلك طبقا لتغير الأحوال والظروف التي تطرأ بمرور الزمان حتى لا ندخل فى خلافات عنيفة، كما حدث من قبل، وأتوقع عدم الإقبال في التصويت عليه لأن «الإخوان» هم الذين قامو بعملية الحشد فى الدستور السابق.

 

■ هل يتعارض الإعلام مع البيزنس؟

- سأتحدث من خلال تجربتي الشخصية، فعندما بدأت مشواري الإعلامي لم يكن وقتها مربحا، فقررت البحث عن مصدر دخل آخر يساعدني إلى جانب عملي كمقدم برامج وقارئ للنشرة بالإنجليزية، وفي البداية عملت كمترجم في المؤتمرات، ثم تحولت إلى تنظيم المؤتمرات والدعاية والإعلان، وهو ما كان سببا في إهمالى للإعلام بعض الوقت، فتأخرت كثيرا بسبب «أكل العيش». كذلك قدمت لفترة برنامجا على شبكة البرنامج الأوروبى، بخلاف تقديمى برنامجى «نادى العاصمة» على الفضائية المصرية، ووقتها جمعني لقاء بأنس الفقى، وزير الإعلام آنذاك، فسألته عن خطته لتطوير الشبكات الإذاعية، فقال «التطوير غير مدرج في الوقت الحالي»، وفي نفس اليوم تركت العمل الإذاعي وقررت إطلاق إذاعة على الإنترنت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية