x

نائب رئيس حزب الشعب التركي: نرفض الوساطة بين «الإخوان» والنظام في مصر (حوار)

الخميس 12-09-2013 18:53 | كتب: عمرو التهامي |

أكد السفير فاروق أوغلو، نائب رئيس حزب الشعب التركى، سفير تركيا السابق فى واشنطن، أن بلاده ترفض الوساطة بين جماعة الإخوان والنظام فى مصر، لافتا إلى أن أنقرة تراعى اختيارات المصريين وتحترمها.

وأضاف «أوغلو»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، بعد دقائق من حضوره جلسة الوفد التركى مع قيادات الجماعة فى أحد فنادق القاهرة، أن السلطات المصرية هى التى نسقت للقاء الأتراك بالقوى السياسية، ومنها جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية نسقت ورتبت للقاء مع الجماعة..

وإلى نص الحوار:

■ ما الأسباب التى تقف خلف زيارتكم فى ظل التوترات السياسية بين البلدين، وهل هى بصفة حزبية أم رسمية؟

- نحن الحزب المعارض الأكبر فى تركيا، ونهدف إلى فتح قنوات جديدة بين البلدين، ونرغب من خلال زيارتنا إلى تبادل الآراء ووجهات النظر مع الأطراف الفاعلة فى المشهد السياسى والحكومة المصرية، والتأكيد على أن شعب مصر المسؤول عن تقرير مصيره، وتركيا حريصة على عدم التدخل فى الشؤون المصرية وتحترم جميع قرارات الشعب وخياراته.

وقد جئنا بإرادتنا المستقلة، ودون تنسيق أو بحث مع الحكومة التركية، لكن مع انتهاء الزيارة وعودتنا إلى تركيا، سنجلس مع المسؤولين هناك، ونطلعهم على جميع نتائج الحوارات، وننقل لهم الصورة التى اطلعنا عليها، ونستهدف من وراء ذلك توضيح أطر العلاقة، وتطويرها إلى ما هو أفضل، والتأكيد على أن الشعب التركى يرفض التدخل فى الشأن المصرى.

■ كانت هناك دعوة من قبل عدد من الحركات السياسية فى مصر لمقاطعة المنتجات التركية على خلفية مساندة أنقرة نظام الرئيس المعزول، محمد مرسى، فما مجهوداتكم لاحتواء هذه الأزمة؟

- ناقشنا مع وزير الصناعة والتجارة، الدكتور منير فخرى عبدالنور، سبل تعزيز التعاون الاقتصاى، وإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية التى تواجه رجال الأعمال الأتراك، وأكدنا له ضرورة تعزيز الاستثمارات المشتركة بين مصر وتركيا، ليس فقط داخل حدود الدولتين، بل فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع ضرورة فصل التوجهات السياسية عن منظومة التعاون الاقتصادى، وناقشنا كذلك مشاكل رجال الأعمال الأتراك فى اجتماع معهم.

■ هل تعتبرون أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية أم غير ذلك؟

- لا نرغب فى التعليق على تفاصيل الأحداث فى مصر، لأنه شأن داخلى يخص المصريين وحدهم، فهم من يملكون تحديد مصيرهم، وخياراتهم المستقبلية، ونثق بأن الشعب المصرى سيصل إلى الأفضل، ونحن كحزب نقف ضد أى شخص يتدخل فى الشؤون الداخلية لأى بلد.

■ ما الرسالة التى ستنقلونها للمسؤولين الرسميين فى تركيا عن الأوضاع فى مصر، ونتائج لقاءاتكم مع جميع الأطراف؟

- سننقل لهم نصائح لإصلاح العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وسنؤكد حتمية تطوير العلاقات مع مصر، لأن هناك علاقات تاريخية وعميقة بين الشعبين، وسنشدد على ضرورة إقامة علاقات اقتصادية وتجارية بين البلدين، لأن إقامة هذا النوع من العلاقات فى الفترة المقبلة سيدفع المنطقة إلى تغيير فى موازين القوى فى الشرق الأوسط لصالح البلدين.

■ هل كانت إساءة «أردوجان» لشيخ الأزهر الدافع للاجتماع مع الدكتور أحمد الطيب؟

- ما يمكن أن نقوله فى هذا الشأن إننا أعربنا خلال اللقاء عن رفض الحزب الإساءة للأزهر الشريف وإمامه الأكبر، وأكدنا تقدير الشعب التركى للأزهر وشيخه، ورفض أى تصريحات تسىء لرموز مصر وقمنا بتوجيه الدعوة لـ«الطيب» لزيارة تركيا.

■ هل تتبنى جميع المؤسسات الرسمية فى تركيا، وقيادات الجيش التركى، نفس موقف رئيس الوزراء، رجب طيب أردوجان، الداعم للرئيس المعزول، محمد مرسى، وأنصاره من الإخوان؟

- لا أعرف، وأريد أن أقول إن هناك عددا من المؤسسات والأحزاب لا توافق على الموقف الرسمى التركى تجاه ما يحدث فى مصر، وتصريحات عدد من المسؤولين الأتراك التى تقف ضد اختيارات الشعب المصرى.

■ تحدثتم فى تصريحات صحفية أنكم ستصلون إلى الحكم فى 2015، فإلى أى مدى ستعتمدون سياسة خارجية جديدة تجاه مصر؟

- سنعتمد عدة تغييرات فى المواقف الدبلوماسية تجاه عدد من القضايا بصفة عامة، فضلا عن إعادة النظر فى طبيعة التحالفات بين مصر وتركيا، بما يخدم الطرفين ويعزز مصالحهما المشتركة.

■ تناولتم الأوضاع المصرية مع عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة، فكيف تم التنسيق لهذا اللقاء؟

- كنا نرغب فى لقاء قيادات من الحزب كباقى الأطراف الذين جلسنا معهم، فأبلغنا السيد نبيل فهمى، وزير الخارجية، برغبتنا فى الأمر، لأن الوزارة المسؤول عن ترتيب زياراتنا، وتنظيم اللقاءات مع جميع المسؤولين، فلم يبد ممانعة من اللقاء، وعقدنا اجتماعا مغلقا مع الدكتور عمرو دراج، ومحمد على بشر، بأحد الفنادق، واستمر أكثر من ساعة.

■ بماذا أبلغتكم قيادات الحرية والعدالة، وما مدى استعدادهم للدخول فى حوار مع الحكومة المصرية؟

- كنت أستمع إلى آرائهم كطرف مهم فى الأزمة، ولا نريد أن ندخل فى تفصيلات فى هذا الأمر، لكنى أؤكد أن اللقاء جاء بناء على رغبة حزبنا، ولم تطلب وزارة الخارجية المصرية وساطتى مع الحرية والعدالة، وكل ما يثار حول هذا الأمر عار تماما من الصحة، كما أوضح أننا لم نجلس معهم للتعبير عن الدعم أو الرفض، بل كنا نرغب فقط فى سماع كل وجهات النظر، وتفاهمنا معهم، ولا يعنى جلوسنا معهم دعمهم، أو التنسيق معهم، أو الموافقة على آرائهم.

■ هل تتفقون مع الموقف الرسمى التركى الذى ألمح إلى الموافقة على التدخل العسكرى للولايات المتحدة الأمريكية فى الأراضى السورية؟

- لا نوافق، وسنقف بقوة ضد مشاركة أعداد من الجيش التركى فى هذا الأمر الذى تم رفضه فى البرلمان التركى، ونؤمن بأن التدخل العسكرى فى الأزمة السورية لن يزيد الوضع إلا تأزما وتعقيدا.

وأعتقد أن المبادرة الروسية الخاصة بحل الأزمة السورية، والمعنية بنزع وتسليم الأسلحة الكيماوية، وعقد هدنة بين الأطراف المتحاربة، تعتبر حلا مقبولا للوصول إلى نتائج تحقق إرادة الشعب السورى، ونحن نتفق معها فى تفاصيلها، ونراها مناسبة تماما، ونطالب بتنفيذها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية