قالت جماعة الإخوان المسلمين إن «المؤسسة العسكرية لم تنحاز للشرعية»، مضيفة أن «الانقلابيين كانوا سيكسبون رصيدًا من الحب، إذا قاموا بضبط أدائهم مع الرئيس الشرعي محمد مرسي، ومع أبناء أمتهم على اختلاف فئاتهم، لكنهم فضلوا كبيرة الانقلاب والبغي».
وأكدت أن الرئيس المعزول محمد مرسي «اجتهد في بناء دولة موحدة وقوية ومتقدمة، رغم محاولات إعاقته التي قامت بها أجهزة الدولة العميقة»، وأكدت أن «البعض استغل سماحة مرسي وسعة صدره، واعتبرت ترفعه عن الانتقام ضعفًا».
وقالت في رسالتها الأسبوعية الصادرة، الخميس: «نحن في أمسِّ الحاجة لبناء دولة موحدة قوية ناهضة متقدمة، وهو ما اجتهد الرئيس الدكتور محمد مرسي في إرسائه خلال سنة من الحكم، سعى فيها جهده للرفق بالمصريين، والوقوف عند حدود القانون، وعدم التجاوز ضد فرد أو هيئة أو حزب، رغم كثرة محاولات التعويق والإفشال من أجهزة الدولة العميقة ومن القوى السياسية الفاشلة، ومن بعض القوى الثورية والشبابية التي اختلط الأمر عليها، أو اختلف اجتهادها مع اجتهاد الرئيس محمد مرسي».
وأضافت أن «البعض نظر إلى هذه المواقف المترفعة من الرئيس عن الانتقام والإساءة على أنها ضعف، بسبب استغلال البعض لسماحة الرئيس وسعة صدره وتجاوزه عن كثير من الإساءات البالغة لشخصه ولأسرته، بل لمجمل المشروع الذي يتبناه وينتمي إليه».
وتابعت الرسالة: «ثم تحرك الانقلابيون في تهيئة المشهد السياسي وخداع الأمة للقيام بعملية البغي والانقلاب الغادر، بزعم الانتصار للجماهير التي ترفض الرئيس مرسي وتسعى لانتخابات رئاسية مبكرة، وبدلاً من أن تنحاز المؤسسة العسكرية للشرعية ولإرادة الشعب الممثلة في المؤسسات الدستورية المنتخبة، فإنها وظفت الاختلاف السياسي للقيام بانقلابها الدموي، لتعيد الحكم الاستبدادي بأقسى مما كان».
وأشارت الرسالة إلى أن «الانقلابيين لم يدركوا أن قيامهم بدورهم الحقيقي في حماية الدولة الشرعية كان يمكن أن يمثل لهم رصيدًا كبيرًا من الحب، إذا قاموا بضبط أدائهم مع الرئيس الشرعي ومع أبناء أمتهم على اختلاف فئاتهم، وحرصوا على التعامل القانوني، لكنهم وبكل أسف ساروا في الطريق الخطأ، ولم يكتفوا بارتكاب كبيرة البغي والانقلاب، بل بالغوا في سفك الدماء وترهيب الناس وتكميم الأفواه واعتقال الأحرار الشرفاء».
وواصلت هجومها على من سمتهم «الانقلابيين» بالقول إنهم «قسموا الشعب وأثاروا نعرات الكراهية، وأطلقوا العنان لفئة من الأغرار أن يؤلبوا بعض الشعب على بعض، وأن يدفعوا في اتجاه الاستبداد والحكم الفردي، مما يضعنا أمام إدارة يبغضها الشعب وتبغضه، فتكون النتائج غاية في السوء».
وتساءلت جماعة الإخوان المسلمين في رسالتها عن وجود «عاقل رشيد»، مطالبة بأن «يذكِّر الانقلابيون ومن يدعمون انقلابهم ويشجعهم على فسادهم بأن مشروع الانقلاب مشروع فاشل مآله إلى تضييع الأمة، وأن الاستبداد مُفْضٍ لا محالة إلى فساد كبير وتدمير شامل لمستقبل البلاد، وأنه لا سبيل لمن يريد لنفسه ولأمته الخير إلا الرجوع للحق والانقياد للشرعية والرفق بالجماهير التي ستفرض كلمتها وإرادتها مهما طال الوقت، لأن إرادتها من إرادة الله العزيز العليم».