لم يحدث شىء مختلف أو مميز فى مصر، عندما دقت ساعة جامعة القاهرة فى الثانية عشرة من يوم 12 /12 /2012، فسخونة الأحداث وكثرة تفاصيل الحياة اليومية لدى المصريين جعلتا الانتباه لمثل هذه اللحظة التى لن تتكرر مرة أخرى فى التاريخ، شيئا من الرفاهية، بينما أعلن عملاق الإنترنت «جوجل»، هذا اليوم يوماً عالمياً للإنترنت العربى.
شىء واحد جعل المصريين يرتقبون الساعة الثانية عشرة من ظهر «12/12/2012»، لأنها لحظة الاستعداد لحدث مهم بالنسبة للكثير منهم. لقاء النادى الأهلى مع نادى «كورينثيانز» البرازيلى فى كأس العالم للأندية المقامة باليابان الذى بدأ فى الثانية عشرة ونصف - كان العلامة التى جعلت الكثير من المواطنين يهتمون بهذا التاريخ.
فى اللحظة نفسها التى اصطف فيها طلاب المدارس أمام المقاهى لمشاهدة المباراة، وقف شباب كليات الإعلام والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بالقرب من كلية تجارة إنجليزى داخل الجامعة فى حلقات نقاشية يبحثون آليات الاستعداد لحشد الطلاب يوم السبت للمشاركة بـ«لا» فى الاستفتاء على الدستور يوم السبت المقبل، كانوا يحملون مجموعة كبيرة من أوراق الدعاية تحوى إشارات تحذير من بعض مواد الدستور.
على بعد أمتار قليلة من تجمع الطلاب داخل الجامعة وتحديداً بشارع السودان أمام باب كلية الإعلام، اصطفت مجموعة من سيارات السرفيس لنقل الركاب، وكان بصحبة أحد السائقين مجموعة من الكتيبات تحوى مواد الدستور، وراح يحث الركاب على ضرورة الذهاب إلى صناديق الاستفتاء والتصويت بـ«نعم»، وهو الأمر الذى فعله سائق توك توك ملتحٍ، أمام محطة مترو فيصل.
فى الوقت الذى كانت تستعد فيه المقاهى للمباراة، والجامعة للاستفتاء، كان معتصمو ميدان التحرير يبحثون سبل الحفاظ على الميدان من اقتحام البلطجية، مثلما حدث قبل يومين، وكان أحد هذه السبل هو تكثيف إجراءات التفتيش على الراغبين فى دخول ميدان، بالإضافة إلى تجهيز مجموعة كبيرة من أغطية الرأس والعصى، استعداد لأى هجوم، بينما ضعف عدد المعتصمين أمام المحكمة الدستورية تزامناً مع إعلان فض الاعتصام بناء على طلب القضاة قبل الإشراف على الاستفتاء.
على رصيف 11 بمحطة مصر، كانت حركة الركاب ضعيفة، لكن قطار 964 المتجه من رمسيس إلى الأقصر لم يأت فى موعده كعادته منذ نحو أسبوعين، وبالقرب من قصر الاتحادية تجمع عدد من المعتصمين على أحد المقاهى القريبة من قصر الاتحادية لمشاهدة المباراة تاركين الخيام لمجموعات أخرى تحرصها بنظام التناوب، بعد أن ضعف عدد المتواجدين أمام القصر.