أمرت نيابة قسم الجيزة، اليوم الأربعاء، بضبط وإحضار باسم عودة، وزير التموين السابق، وعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وعزب طلحة، وأبو الدهب ناصف، وأنور حسن شتلوت، وعزت صبري، أعضاء حزب الحرية والعدالة بالجيزة، وعاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، القياديين بالجماعة الإسلامية، لاتهامهم بالوقوف وراء أحداث مسجد الاستقامة، وميدان الجيزة، التي أسفرت عن قتل 9 أشخاص، وإصابة العشرات، خلال اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين والأهالي.
ومن المقرر أن تنتقل النيابة للتحقيق مع الداعية صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، القيادي الإخواني، للتحقيق معهما بمحبسيهما، خلال الأيام المقبلة، بعد أن انتهت من التحقيق مع الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، في ذات القضية بداخل محبسه بسجن مزرعة طرة، وأمرت النيابة بحبسه لمدة 15 يومًا، لاتهامه بالقتل والشروع فيه، وحيازة أسلحة نارية وذخائر بواسطة الغير، وتكدير الأمن والسلم العامة، والانضمام إلى جماعة إرهابية، تنشر الفزع بين المواطنين وإرهابهم واستخدام القوة ضدهم.
وتسلمت النيابة تحريات «الأمن الوطني» التكميلية التي أشرف على تفريغها المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، إذ تبين من خلال التحريات أن «أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة اتفقوا على التصدي للمظاهرات المعارضة لحكم الإخوان، والنزول إلى الشوارع، وتنظيم حشود ضخمة، لشل حركة سير المواصلات، والاشتباك مع المواطنين، وذلك لتكوين صورة ذهنية لدى الرأي العام العالمي والغربي منه على وجه الخصوص، على أن ما يحدث بمثابة حرب أهلية، ما أسفر عن وقوع قتلى بالمئات من الأهالي والمواطنين، وهو ما تجلى في صورة اعتلاء ميليشيات مسلحة لجميع الأبنية والأسطح والكباري بمنطقة الجيزة، وإطلاقهم النار بكثافة على المواطنين».
وكانت النيابة استمعت إلى أقوال أسر الشهداء والمصابين في أحداث مسجد الاستقامة وميدان الجيزة، حيث أقروا في أقوالهم أمام النيابة بأنهم فوجئوا بالإخوان يطلقون النار تجاههم، متهمين «بديع، وحجازي، والبلتاجي، وعودة، والعريان، وعبد الماجد»، بالتحريض على قتلهم.
وأكد أصحاب المحال التجارية في أقوالهم أمام النيابة أنهم «تضرروا جراء إطلاق أنصار الإخوان النار على واجهات المحال، ما أدى إلى تدميرها وحرق محتوياتها بالكامل»، مطالبين بتعويضهم ماديًا جراء الخسائر التي لحقت بهم.
وأثبتت المعاينة التي أجرتها النيابة أنه «تم إطلاق النار بكثافة من أعلى كوبري الجيزة، وأسطح بعض العمارات المجاورة لمحيط مسجد الاستقامة»، وتم التحفظ على فوارغ الرصاص وتم إرسالها إلى المعمل الجنائي لفصحها، وتبين أنها غير محلية الصنع.
وكانت تقارير الطب الشرعي التي تسلمتها النيابة عن حالة المتوفين، أكدت أنهم تلقوا الرصاص في مناطق الصدر، والرأس، والكتف، ما أودى بحياتهم قبل انتقالهم إلى مستشفيات «أم المصريين، وبولاق الدكرور العام، وقصر العيني»، متأثرين بجراحهم، وأن تصويب الرصاص كان من مسافات لاتتعدى الـ 500 متر، ومن بنايات مرتفعة.