عاش حزب الوفد «ساعات غليان» الثلاثاء، بسبب لقاء الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، بالرئيس محمد مرسى، الذى عُقد الأثنين بمقر رئاسة الجمهورية.
«غضب عارم» ساد أروقة المقر العام للوفد ببولس حنا بالدقى. علامات الاستفهام علت وجوه الجميع، متسائلة عن سر توقيت اللقاء «المفاجئ».. وهل كان أعضاء جبهة الإنقاذ على علم، وهم الذين رفضوا الجلوس أو الحوار مع الرئاسة أو من يمثلها قبل إلغاء الإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء؟
اللجنة النوعية لشباب الوفد واجهت مأزقاً كبيراً بعد تكليفها بالإعداد للمشاركة الشعبية والتنسيق مع بقية التيارات فى المسيرات الحاشدة إلى «التحرير» و«قصر الاتحادية»، وخرج سكرتير عام الوفد فؤاد بدراوى على شاشة«ontv»، معلنا عقد اجتماع طارئ للهيئة العليا للوفد لبحث تداعيات الأزمة التى شغلت الوفديين من الإسكندرية إلى أسوان.
وفى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بدأت حدة التوتر تظهر على وجوه الوفديين الذين توافدوا على المقر الرئيسى بالدقى، كان أول الحاضرين السكرتير العام فؤاد بدراوى، الذى وصل فى التاسعة صباحاً، ودخل إلى مكتبه مباشرة دون أن يتحدث مع أحد. واعتبارًا من الساعة العاشرة توافد عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا منهم منير فخرى عبدالنور، وأحمد عز العرب، والمستشار مصطفى الطويل، ومصطفى رسلان، وحسام الخولى ومحمد شردى ومحمد المالكى والدكتور محمد كامل.
فى مكتب السكرتير دارت مناقشات طويلة، وصل بعضها إلى الحدة والتجاوز «اللفظى»، إلا أن «بدراوى» رفض تدنى الحوار، مؤكداً ضرورة أن تسير الأمور بشكل «هادئ»، وبما يتفق مع «ثوابت الوفد». خلال اللقاء كانت هناك أحاديث عن «طرح الثقة» فى رئيس الوفد، إلا أن الحاضرين أجمعوا على أن ذلك لا يجوز إلا بدعوة الجمعية العمومية.
وقال «عبدالنور»: حالة الوهن هذه ستقودنا فى النهاية إلى مواجهة «أبوإسماعيل»، فلابد أن يكون لنا موقف واضح أمام الناس، واتفق معه فؤاد بدراوى فى ذلك. المستشار «الطويل» قال إن حزب الوفد ليس ملكاً لشخص. «عبدالنور» قال: إننى طرحت على «البدوى» إنقاذاً للموقف أن يصدر بيانا يوضح فيه الموقف. وأضاف: رئيس الوفد قال لى إنه تحدث مع «البرادعى» قبل اللقاء، إلا أن البرادعى أكد لى أن «البدوى» تحدث معه بعد أن أنهى اللقاء مع الرئيس. وأوضح منير أن «البرادعى» أكد له أن عمرو موسى تلقى طلباً لمقابلة الرئيس وسأله عن رأيه، فقال له «البرادعى»: «ستكون نهايتك»، مما دفع موسى للاعتذار.
فى الواحدة بعد الظهر وصل «البدوى» إلى مقر الوفد وتوجه إلى مكتبه مباشرة، وما هى إلا لحظات وانتقل الحوار إلى داخل قاعة الهيئة، وما إن دخل منير فخرى والطويل وعز العرب وأبدوا استياءهم من اللقاء حتى قال «البدوى»: «أى حد صوته حيعلى.. أنا هسيب المكان فوراً»، فرد منير: «سيبه» فرد البدوى بعنف: «إنت اللى تسيب الوفد» فصاح منير: «أنا أسيب الوفد يادكتور سيد.. أنا؟.. يا دكتور جبهة الإنقاذ أبلغتنى بعدم رغبتها فى استمرارك بها»، فرد البدوى «يتركوها هما».
وهنا سادت حالة من الهرج قاعة الاجتماع فصاح فؤاد بدراوى «كله يطلع بره يا حضرات الاجتماع مقصور على أعضاء الهيئة العليا للوفد». البدوى أكد إنه لبى الدعوة دون تردد من منطلق حرصه على إيجاد مخرج للأزمة التى تشهدها البلاد، ويقينا منه بأن هذا اللقاء هو الفرصة الأخيرة للتأكيد على مطالب جبهة الإنقاذ الوطنى، وتصحيح مسار التحول الديمقراطى وحقنا للدماء. وأضاف فى بيان: «إلا أننى لم أجد الاستجابة المأمولة للمطالب التى طرحتها، والدعوة لحوار وطنى يكون محل توافق بين الجميع يزيل حالة الاحتقان التى تعيشها مصر». وأشار إلى قيامه بإجراء اتصالات تليفونية بكل من البرادعى وأبوالغار وحمدين صباحى وعمرو موسى وأحمد سعيد لإحاطتهم علما بتفاصيل اللقاء. كانت الهيئة العليا قد انعقدت بشكل غير رسمى - على حد قول أعضائها - لمناقشة لقاء البدوى مع رئيس الجمهورية.