على مدى 100 دقيقة، التقى الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل، ظهر الثلاثاء، مع الرئيس محمد مرسى، بناء على طلب الرئيس.
مساء الأثنين، جرى الترتيب لهذا اللقاء العاجل، كان مقرراً أن يتم منذ أسابيع، حينما زار الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الأستاذ هيكل فى منزله بالجيزة، ونقل له طلب الرئيس أن يلتقى به، غير أن ظروفاً حالت دون إتمامه فى ذلك الوقت، ومنها سفر الأستاذ إلى لندن.
وفى الليلة قبل الماضية، اتصل ديوان رئيس الجمهورية بالأستاذ هيكل، وأبلغه برغبة الرئيس فى لقائه ظهر اليوم التالى بمقر الرئاسة، واستفسر الأستاذ من المتصل عن سبيل الوصول إلى قصر «الاتحادية»، لا سيما مع وجود تظاهرات واعتصام وحواجز خرسانية وأسلاك شائكة تحيط بالقصر.
فى حدود الثانية عشرة ظهراً، التقى الأستاذ مع الرئيس فى الطابق الثانى من قصر «الاتحادية»، الذى اكتسب اسمه من أنه كان مقراً لمجلس الوزراء الاتحادى أثناء الوحدة المصرية - السورية.
رحب الرئيس فى بداية اللقاء بالأستاذ، وذكره باللقاء الأخير الذى تم بينهما قبيل انتخابات رئاسة الجمهورية فى المنزل الريفى لهيكل بقرية «برقاش» واستمر 3 ساعات.
استهل الأستاذ كلامه مع الرئيس مرسى قائلاً: «إننى لست سعيداً بأن يأتى لقاؤنا فى سياق لقاءات تعقدها مع شخصيات سياسية وحزبية، فأنا خارج هذا السياق، ولا أملك سوى رأيى».
ثم أضاف: «إننى لا أريد أن أتكلم خارج اهتماماتك، وأريد أن أسمعك أولاً».
.. تحدث الرئيس مرسى باستفاضة ولمدة نصف ساعة كاملة عن الصورة، كما يراها، للمشهد السياسى المصرى، والأزمة الحادثة، وأبعادها وتشابكاتها من وجهة نظره.
ثم تكلم الأستاذ، وعرض من جانبه، بصراحته المعهودة، لصورة المشهد المصرى كما يراها، وكان الرئيس يستمع إليه باهتمام ويدوّن بعض النقاط.
كان الأستاذ يريد أن تكون الصورة كاملة عند الرئيس وهو يطرح رؤيته، والعوامل التى أدت بالبلاد لأن تبلغ هذا المفترق وكيف وصلت إليه.
بعد ذلك جرى حوار طلق بين الأستاذ والرئيس الذى سأله عن بعض التجارب التى عاشها هيكل فى السياسة والحكم فى مصر منذ العصر الملكى.
وأجابه الأستاذ فى حدود ما شاهد وسمع وعاش وعلم. وبدا الرئيس مركزاً إلى أبعد مدى، وهو يستمع إلى «الأستاذ»، وأخذ يسأل فى بعض تفاصيل، والأستاذ يجيب.
وعندما اقترب اللقاء من نهايته، طرح الرئيس خياراته للخروج من الأزمة، وعرض الأستاذ الخيارات التى يراها ويقتنع بصحتها، فى ضوء الصورة التى قدمها، وقال للرئيس: هذا هو ما أراه، ولك أن تتصرف كما تشاء فى ضوء قناعاتك.
وطلب الرئيس من الأستاذ الجلوس معاً مرة أخرى.
فور انتهاء اللقاء.. سألت «المصرى اليوم» الأستاذ هيكل: هل خرجت من حوارك مع الرئيس أقل تشاؤماً، أم أقل تفاؤلاً؟!
أجاب الأستاذ: التفاؤل أو التشاؤم هو كلام فى المجردات، لا يصح إذا كنا نتحدث فى تضاريس الواقع، غير أن أهم ما فى اللقاء أننى أيقنت أن صانع القرار أصبحت أمامه الصورة كاملة، وعليه المسؤولية، ومن ثم فعنده القرار.