ولد المشير محمد على فهمي، أحد فرسان وقادة حرب أكتوبر 1973، في 11 أكتوبر 1920، حيث عمل قائدًا لقوات الدفاع الجوي في 23 يونيو عام 1969، وظل قائدًا للدفاع الجوي أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 وكان له دور كبير في النصر عن طريق قيامه ببناء حائط الصواريخ المصري،
وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 1975 وفي 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارا عسكريًا له.
تخرج «فهمي» في الكلية الحربية عام 1939، وحصل علي أركان حرب في 1951، ودرس بأكاديمية لينين العسكرية بموسكو لعامين، وفي 23 يونيو 1967 أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيين اللواء «فهمي» قائدا لقوات الدفاع الجوي فكان ذلك إيذاناً بمولد القوة الرابعة في القوات المسلحة بقائد وقيادة منفصلة بجانب القوات البرية والبحرية والجوية.
انكب «فهمي» علي دراسة أسباب نكسة 1967، والدروس المستفادة منها ثم أعاد تأهيل الجنود المصريين معنوياً وجسمانياً وذهنياً، وقام بإنشاء نظام دفاع جوى جديد في منطقة الجيشين الثاني والثالث بالجبهة وأعقبها بناء حائط الصواريخ الذي أدى إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة إلى مسافات كبيرة.
استمر «فهمي» في أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973، وفي وقت قياسي استطاع ا تأسيس سلاح الدفاع الجوي الذى لعب دوراً حاسماً في معارك أكتوبر 1973، وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي زرعت الرعب والخوف في قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع القضاء على أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلي، وأطلق عليه وصف (حارس السماء المحرقة).
وأثناء حرب أكتوبر، وفي نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من أكتوبر 1973 أي بعد ساعات قليلة من الهجوم المصري المتواصل التقطت الأجهزة الخاصة المصرية إشارة لا سلكية مفتوحة تحمل أوامر صادرة من الجنرال بنيامين بليد، قائد السلاح الجوي الإسرائيلي، آنذاك، إلى طياريه يأمرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة مما يعني أن قوات الدفاع الجوى بقيادة «فهمي» نجحت في تأمين عملية الاقتحام والهجوم بكفاءة عالية ليلاً ونهاراً، وقدمت الحماية للمعابر والكباري مما أتاح للقوات المصرية أن تستخدمها في أمان
وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى المشير فهمي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 1975وفي 1978 اختاره الرئيس السادات مستشاراً عسكرياً له إلي أن توفي المشير محمد علي فهمي في لندن، في مثل هذا اليوم، الأحد، 12 سبتمبر 1999.
وأصدر الرئيس الأسبق مبارك في 4 أكتوبر 1993 قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة مشير تقديرا للدورالبطولي الذي قام به في حرب أكتوبر وكان المشير فهمي قد حصل على وسام التحرير، ووسام النجمة العسكري، وسام نجمة الشرف العسكري، ووسام الشرف العسكري من سوريا، وسام الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية، ووشاح النيل والعديد من الأنواط والميداليات في المناسبات القومية
ترك «فهمي» وراءه مؤلفات مهمة منها «عن الحملة الفلسطينية، وألمانيا تهديد السلام، وألمانيا بين الشرق والغرب (جزءان)، فضلا عن كتب عن الوحدة الأفريقية، والقومية الأفريقية، وتاريخ قوات الدفاع الجوي المصري».