x

وزير الداخلية: المتورطون بمحاولة اغتيالي كانوا في اعتصام «رابعة»

الأحد 08-09-2013 19:23 | كتب: يسري البدري |
تصوير : أيمن عارف

واصلت أجهرة البحث فى وزارة الداخلية جهودها للتوصل إلى الجناة فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر، الخميس الماضى، والذى أسفر عن مقتل مواطن وإصابة 21 شخصا.

وعقد فريق البحث، الأحد، اجتماعا لمناقشة المعلومات التى أمكن التوصل إليها من خلال رفع آثار الحادث، وبحث برئاسة اللواء سيد شفيق، مدير المباحث الجنائية بوزارة الداخلية، احتمالية تورط أحد الشباب العرب، الذى استأجر شقة بالقرب من مسكن وزير الداخلية، وكان يتردد عليه مجموعة من الشباب، منهم تكفيريون مرتبطون بفكر تنظيم القاعدة، على حد ذكر التحريات.

كما يتم فحص مدى علاقة جماعة تطلق على نفسها «كتائب الفرقان» بتنفيذ الحادث، وهى جماعة جهادية مسلحة، أعلنت عن مسؤوليتها قبل أيام عن استهداف السفن فى قناة السويس، وارتباطها بأشخاص من تنظيم القاعدة وحركة حماس.

وينتظر فريق البحث، الذى يشرف عليه اللواء أحمد حلمى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وصول التقرير النهائى إلى الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى، بعد أن انتهى الفريق من إعداد تقريره المبدئى عن الانفجار، والذى أشار إلى وجود عبوة ناسفة كبيرة الحجم، وشديدة الانفجار فى محاولة اغتيال الوزير بمدينة نصر، وتم تفجيرها بـ«ريموت كنترول»، وأكد التقرير أن خبراء مسرح الجريمة والمعمل الجنائى فحصوا مكان الحادث وموقع الانفجار، وحددوا بدايته ونهايته، وأعدوا التقرير المبدئى بشكل سرى، ورفضوا الإفصاح عن مضمون هذا التقرير.

وقالت مصادر بالأدلة الجنائية إن التقرير أوضح أن العبوة الناسفة كانت شديدة الانفجار نتيجة لوجود مواد كيميائية، بالإضافة إلى 60 إلى 100 كيلو جرام من مادة «تى.إن. تى»، ورجح التقرير أن المواد المتفجرة وضعت فى حقيبة السيارة المفخخة، ما أدى إلى انفجارها وقت مرور الوزير فى دوران شارع مصطفى النحاس المتقاطع مع شارع الشعراوى، واستدل التقرير إلى وجود «عجلة القيادة الخاصة بالسيارة المفخخة أعلى إحدى العمارات المجاورة لمكان الحادث، ولم يستبعد فريق البحث وجود انتحارى أو انتحاريين حتى هذه اللحظة وراء تنفيذ العملية، بدليل وجود بعض الأشلاء الآدمية على عجلة القيادة.وواصل قطاع الأمن الوطنى فحص العناصر الجهادية التكفيرية، المشتبه فى تورطها فى تنفيذ مخطط اغتيال وزير الداخلية، خاصة التى لها قاعدة بيانات لدى «الداخلية»، وسبق ارتباط اسمها بعمليات تخريبية أو تفجيرات فى القاهرة وسيناء، كما فحص عدد من أصحاب الشقق المؤجرة «مفروش» فى مدينة نصر، وينتظر فريق البحث التحريات الكاملة عن بعض العناصر من سيناء، والتى يحتمل أن تكون نفذت المحاولة انتقاما من الملاحقات الأمنية التى قامت بها قوات الجيش والشرطة فى سيناء، ومنها القبض على الجهادى عادل محمد إبراهيم حبارة، ورجحت التحريات تورط عناصر من حماس فى تنفيذ الحادث.

وقالت مصادر: إن فريق البحث توصل إلى معلومات مهمة فى نتائج التحقيقات، منها بعض أسماء عناصر من القاعدة وحماس وأسماء أشخاص من دول عربية وجنسيات أخرى يشتبه فى تورطهم، وجار فحص الشقق التى كانوا يقيمون بها فى مدينة نصر ومصر الجديدة». وأضافت المصادر- التى طلبت عدم نشر أسمائها- أن أجهزة الأمن فى القاهرة تنسق مع جهاز الأمن الوطنى والشرطة فى المحافظات لمداهمة الأماكن التى تختبئ فيها هذه العناصر لاستجوابها، وأنه تم تفتيش الشقق المفروشة فى مدينة نصر، والتأكد من هوية الأجانب المقيمين داخلها.

ورجحت التحريات أن «شابا يحمل جنسية دولة عربية- لم يحددها المصدر- استأجر شقة فى مدينة نصر، وكان يدفع الإيجار بشكل يومى، وتردد عليه مجموعة من الأشخاص، بينهم مصريون وأشخاص من دول عربية وأجنبية، وأن المتفجرات التى تم استخدامها فى الحادث تم تهريبها من سيناء إلى مدينة نصر، وتم تجهيز القنبلة داخل شقة فى شارع مصطفى النحاس، الذى وقع فيه الهجوم، مؤكدة أن الجناة راقبوا تحركات الوزير، وموكبه الذى تحرك من أمام منزله، وعقب وصوله أمام مول تجارى على بعد 300 متر من منزل الوزير تم تفجير السيارة المفخخة بواسطة جهاز تحكم عن بعد».

وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن فريق البحث الجنائى وعددا من قطاعات الوزارة لم تنته بعد من جمع المعلومات عن الحادث، مؤكدا أنه لم يغير سيارته كما تردد قبل الحادث بدقائق، وأن سيارته تعرضت لموجة انفجارية شديدة للغاية، وأن الله كتب له عمرا جديدا- على حد قوله.

وأضاف إبراهيم لـ«المصرى اليوم»: فريق البحث يسير وراء أكثر من خيط فى هذا القضية، لأنها تحتاج إلى مزيد من الأدلة المادية والفنية التى تتطلب جهدا كبيرا، وأن فكرة وجود انتحارى فى مكان الحادث مازال مطروحا، حتى تحسم الأجهزة المعنية والطب الشرعى هوية الأشلاء التى تم العثور عليها فى مكان الانفجار، وأن خبراء مسرح الجريمة والأدلة الجنائية رفعوا وفحصوا مكان الحادث بجميع آثاره أكثر من مرة. وشدد على أنه رغم أن فريق البحث لم ينته من عمله، فإنه متأكد من أن وراء محاولة اغتياله «أشخاصاً كانوا فى اعتصام رابعة العدوية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، بتحريض ممن كانوا على منصة الاعتصام».

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية