أثارت أغنية «إحنا شعب وإنتو شعب» للمطرب على الحجار ردود أفعال كثيرة مما دفع بقناة الجزيرة إلى عمل تقرير كامل عنها واتهمت صناعها بترسيخ مفهوم إقصاء الإخوان والانحياز لطرف على حساب الآخر ودعوتها إلى تقسيم أبناء الشعب الواحد.
«الحجار» أكد لـ«المصرى اليوم» فى حوار طويل أن الإخوان هم السبب الحقيقى فى تقسيم مصر، واعترف بأنه أخطأ عندما وصف الإخوان بأنهم شعب وأعتبرهم أقلية وفصيلا سياسيا ضعيفا، كما هاجم البرادعى وأكد أن استقالته من منصبه فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر أسقطت عنه الجنسية المصرية، وأشار الحجار إلى أنه قرر طرح ألبومه العاطفى الجديد خلال أيام لأن الحياة لابد أن تسير بصورة طبيعية.
■ واجهت هجوما شرسا من قناة «الجزيرة» بعد عرض كليب «إحنا شعب وانتو شعب»؟
- شرف لى أن تهاجمنى «الجزيرة» لان هذا يعنى أننى على صواب، لكنى لم أقدم هذه الأغنية من فراغ لكن تصرفات الإخوان طوال السنة الماضية هى التى دفعتنى إلى تقديم الأغنية بداية من تصريحات المرشد الذى أكد أن الإخوانى من أى جنسية أخرى أهم من المصرى، ونعلم جيدا أن الإخوان يطبقون مبدأ السمع والطاعة، ويرفعون علم القاعدة لكنهم يتظاهرون أمام العالم برفع العلم المصرى، بخلاف التعذيب الذى تعرض له المصريون داخل اعتصام رابعة العدوية، والتهديدات المستمرة من قياداتهم بتدمير مصر، ولن ننسى أيضا خطاب مرسى الشهير لرئيس وزراء إسرائيل ومدى استقواء مرسى بإسرائيل وأمريكا، والرسالة التى بعث بها مرسى للرئيس الإسرائيلى والتى بدأها بصديقى العزيز شيمون بيريز وقال له: أتمنى لكم رغد العيش فى بلادكم، وفى المقابل يلقون باللوم علينا عندما نلجأ للجيش المصرى لإنقاذ مصر، لذلك لدى قناعة كبيرة أن الإخوان أنفسهم هم سبب تقسيم المصريين، رغم أننا طوال العمر شعب واحد، تدخل الرئيس المعزول واستغلال السلطات والنفوذ فى الإفراج عن المئات من أصحاب السوابق لإرضاء الأهل والعشيرة، بخلاف منح الجنسية المصرية لآلاف من فلسطين وسوريا وأفغانستان وتنظيم القاعدة وهؤلاء هم الذين يردون الجميل للرئيس المعزول ويستهدفون الجيش والشرطة والمدنيين أيضاً لإثارة الرعب فى نفوس المصريين، ولإثبات أن مرسى هو الأمان لكن الشعب المصرى لن يخضع لهذه التهديدات ولدينا ثقة كبيرة فى الجش المصرى.
■ البعض انتقدك لأنك وصفت الإخوان بالشعب ووضعتهم فى مقارنة مع بقية الشعب المصرى؟
-بالفعل أنا أخطأت عندما وصفت الإخوان بالشعب لأنهم أقلية ولا يجوز وصفهم بالشعب المصرى، فهم فصيل سياسى ضعيف جدا مقارنة بالشعب الذى خرج يوم 30 يونيو بأعداد تفوق الثلاثين مليونا بخلاف الرافضين لحكم مرسى فى المنازل بينما المظاهرات التى نظموها مؤخرا أثبتت مدى ضعفهم.
■ واجهت انتقادا آخر عندما قلت فى الأغنية «ليكم رب ولى رب»؟
- مقطع الأغنية واضح جدا لكن البعض حذف جزءا منها حيث تقول كلمات الأغنية «رغم إن الرب واحد، ليكم رب ولينا رب» ومعنى كلمة رب قد يكون رب الأسرة أو رب العمل، لكن الإخوان دائما يبررون لأنفسهم أى أفعال باسم الدين مثل القتل وتكفير أى شخص يخالفهم، وبالرغم أننا طوال العمر شعب واحد ولم يحدث أى انقسام لكن الإخوان قسمونا إلى مصريين وإخوان.
■ وما حقيقة أن عددا كبيرا من الفضائيات رفضت عرض الأغنية؟
- بالفعل، الأغنية كتبها مدحت العدل منذ فترة طويلة لكن الفضائيات رفضت عرضها فى ظل وجود دعوات كثيرة تطالب بالمصالحة الوطنية وعدم الإقصاء لكن بعد أن أظهر الإخوان وجههم الحقيقى وشاهدنا جميعا حالات التعذيب فى رابعة والنهضة ومدى قسوة الإخوان فى التعامل مع المصريين لذلك عرضت بعض القنوات الأغنية.
■ أفهم من كلامك أيضاً أنك شخصيا اكتشفت الوجه الحقيقى للإخوان بعد 30 يونيو؟
-هذا حقيقى، لأنه قبل هذا الموعد كنت أتعايش معهم بشكل طبيعى دوان أى عداء وكنت أشترى من المحال التى يمتلكونها وألتقيهم فى الحفلات لكنهم أجبرونا على ذلك، ولدى أقارب ينتمون لجماعة الإخوان لكنى أقسم بالله شعرت بفرحة شديدة عندما نجح مرسى فى انتخابات الرئاسة بالرغم أننى ذهبت إلى صندوق الاقتراع وشطبت على الاثنين «مرسى وشفيق»، وكانت لدى قناعة أن نجاح شفيق سيعيد نظام مبارك مره أخرى وكان لدى أمل أن يراعى الإخوان ربنا فى حكم مصر لكن للأسف الشديد بعد أن استولوا على الحكم لم يعودوا إخوان أو حتى مسلمين، والكذب أصبح سيد الموقف وهذا ظهر جيدا فى مشروع 100 يوم الذى أعلن عنه الرئيس المعزول.
■ الإخوان وأنصارهم ما زلوا يروجون إلى أن ما حدث يوم 30 يونيو هو انقلاب؟
- قاطعنى قائلا: هذا أيضا من ضمن أكاذيبهم لأنهم شاهدوا أكثر من 30 مليون مصرى فى الشوارع وهذا العدد كفيل أن ينزع الشرعية من أى رئيس، هذا بخلاف ظهور جميع التيارات الفكرية والدينية مع الفريق السيسى مثل الأزهر والكنيسة والسلفيين والليبراليين وخلافه، لكنى الشىء الذى جعلنى أشعر باستغراب شديد أثناء حكم مرسى هو تحيزه الكامل للأهل والعشيرة وفى المقابل دخل فى عداء مع جميع فئات الشعب بداية من الشرطة والجيش والقضاء والإعلام والسلفيين والكنيسة والفن.
■ غيرت موقفك فجأة من قناة الجزيرة بالرغم من إحيائك أكثر من حفل تحت رعاية الجزيرة عقب ثورة يناير؟
-أوهمتنا قناة الجزيرة عقب ثورة يناير بأنها تنحاز للمواطن المصرى ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك وهذا ظهر جيدا من خلال تغطيتها لأحداث الثورة، لكن للأسف الشديد اكتشفنا أن هذا الدعم كان للإخوان المسلمين وليس للشعب المصرى وأن الهدف من دعمهم للثورة هو إزاحة مبارك ومنح الفرصة للإخوان للسيطرة على الحكم، أما بخصوص إحياء حفلات مع الجزيرة فهذا حدث بالفعل حيث إننى تلقيت اتصالا من محفوظ عبدالرحمن أخبرنى خلاله أن قناة الجزيرة أعدت فيلما تسجيلا عن الثورة المصرية وأن القناة كلفته بتقديم الدعوة لى، وبالفعل قبلت الدعوة واقتنعت وقتها أن قطر غيرت موقفها تجاه مصر بعد أن كانت تهاجمها طوال الوقت، وقلت فى ذلك الوقت كلمتى الشهيرة بعد أن شاهدت الفيلم التسجيلى والتى تم تحريفها بعد ذلك، وبعدها أحييت حفلات فى مهرجات عن ثورات الربيع العربى، لكن موقف قطر من مصر وضح جدا عقب سقوط الإخوان.
■ اعتقد البعض أن أغنياتك الوطنية التى تذاع على قناة الجزيرة عقب 30 يونيو بمثابة إعلان عن اتخاذك لموقف الرافض للثورة؟
-الجزيرة حاولت الترويج لذلك بعد أن استخدمت أغنياتى عن الشهداء على مشاهد من فض اعتصام رابعة والنهضة، وشبكة رصد التابعة للإخوان استخدمت قصيدة «ضحكة المساجين»، التى كتبها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى لإيهام الجميع أننى إخوانى.
■ أليس غريباً أن تنحاز لموقف الجيش وتدافع عنه رغم هجومك على المجلس العسكرى عقب ثورة يناير؟
كما قلت كنت أهاجم المجلس العسكرى وليس الجيش، وكنت أهاجم مواقفهم فى الحكم لأن البلد كان يسير فى اتجاه خاطـئ واعترضت على المحاكمات العسكرية للمدنيين مثل محاكمة علاء عبدالفتاح، بخلاف ضحايا محمد محمود ومباراة بورسعيد وأحداث ماسبيرو، ولا يوجد شخص يحب مصر من الممكن أن يقول إلا أن السيسى أعاد الكرامة للمصريين وذكرنا بعهد عبدالناصر، ولا يوجد أحد من الممكن أن يشكك فى وطنية الجيش المصرى لأنه الدرع الواقية والصلب لكل المصريين.
■ وما رأيك فى حملة الهجوم ضد الجيش المصرى ودعوه البعض بالانشقاق على الجيش؟
-من يدع لذلك فهو خائن، ولا يوجد شخص من الممكن أن يكره جيش بلده، وبالرغم أننى كانت لدى فرصة كبيرة ألا أخدم فى الجيش لأننى كنت فى ذلك الوقت مشهورا إلا أننى أصررت أنا ومنير والحلو أن نؤدى الخدمة العسكرية.
■ وهل توقعت سقوط الإخوان بهذه السرعة؟
-تصرفات الإخوان منذ تولى مرسى الحكم كفيلة بتحريك الشعب بثورة كبيرة، لكنى لم أتصور أن يحدث ذلك خلال عام واحد لكنى بعد أن شاهدت سيدة على شاشات التلفزيون تضرب نفسها بالحذاء لأنها انتخبت مرسى أدركت أن الوقت اقترب ولم أتوقع أن يكون الإخوان بهذا الغباء السياسى بعد أن دخلوا فى عداوات مع جميع فئات الشعب المصرى وحاصروا المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى فى ظل صمت تام من الرئيس، وكان لدى الإخوان فرصة أن يفعلوا ذلك بعد أن يتمكنوا من الحكم ويثبتوا أقدامهم لكن ما فعلوه رحمة من الله حتى نتخلص منهم، ولا بد أن يعلموا جيدا أن مصر فى رباط إلى يوم الدين، وكلمة الشيخ الشعراوى خير دليل على ذلك، والجميع يعلم أيضا أن مصر ذكرت فى القرآن أكثر من 5 مرات وهذا كفيل أن يحفظها من أى سوء أو من أى مخططات.
■ وما رأيك فيما يروجه البعض بأن ثوره يناير كانت مدبرة من جهات خارجية؟
- أختلف معهم فى هذا الرأى، ومن خلال متابعة الأحداث أيقنت أن الثورة لم يكن مخططا لها بدليل عدم وجود زعيم أو قائد لها، والشعب خرج ليعبر عن رأيه بعد تفاقم المشاكل فى مصر لكن الإخوان استغلوا الموقف وسرقوا الثورة وخططوا لذلك وهذا ظهر جيدا عندما رفعوا عصام شرف على الأكتاف فى ميدان التحرير وطرحوا أسمه رئيسا للوزراء، بالإضافة إلى استخدامهم لأساليب بعيده عن تفكير المصريين منها قنص المعتصمين بعد أن استعانوا بأنصارهم من حماس والقاعدة لكنى لم أتخيل حجم الكره الذى يحمله الإخوان للشعب المصرى.
■ بالرغم من تأييدك الكامل للبرادعى، هل تؤيد رد فعله بعد فض اعتصام رابعة وتقدمه باستقالته؟
-سأشرح وجهه نظرى فى البرادعى، عقب ثوره يناير التقيته خلال ندوه فى مكتبه الشروق بحضور علاء الأسوانى، وخلال الندوة طالب جورج إسحاق البرادعى بأن يرشح نفسة للرئاسة، وأيد الطلب معظم الموجودين فى الندوة وقالوا له: لا تتخلى عن مصر فى هذه المرحلة ولا بد أن تعطينا وعدا، فداعبه إسحاق قائلاً: غصبا عنه سوف يرشح نفسه، وأيضاً طالبته بشكل شخصى بذلك، فكانت إجابته بالموافقة، لكن مع بداية الترشيحات «خلع نفسه من الحكاية» خوفا من الدخول فى صراعات، وبعدها كرر الموقف بعد فض اعتصام رابعة والنهضة وتقدم باستقالته فجأة وحتى لو التمسنا له حسن النية وأنه الشخص البرىء الشريف والحريص على حقوق الإنسان، لكن ليس فى هذا التوقيت الصعب لأنه يعلم جيدا أن انسحابه بهذه الطريقة سوف يستغله الكثيرون خاصة لأنه كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية.
■ لكن البرادعى أكد أنه لا يعلم تفاصيل فض الاعتصام؟
-بالعكس، نائب رئيس الوزراء حسام عيسى قال إن البرادعى حضر الاجتماعات الأخيرة لفض الاعتصام، وما أغضبنى هو توزيعه لخبر الاستقالة بالعربى والإنجليزى على الوكالات العالمية، لذلك أعتبر البرادعى حرم نفسه من الجنسية المصرية بعد أن أعلن عدم انتمائه لمصر والمصريين.
■ وما رأيك فى الوضع الأمنى فى مصر؟
-مصر ستعود مره أخرى كما كانت بلد الأمن والأمان، وخلال الفترة الماضية كنت حريصا على قراءة كتب عن الثورات التى حدثت فى العالم فوجدت أن الثورة المصرية تعتبر الأقل فى عدد الضحايا كما أن الثورات تحتاج إلى وقت طويل حتى تستقر البلاد.
■ وهل نحتاج إلى جهاز قوى مثل أمن الدولة لفرض الأمن على المتطرفين؟
-بالفعل، كنا سابقا نتهم جهاز أمن الدولة بالتعامل بقسوة مع المعتقلين والمطلوبين أمنيا، لكن هذا الجهاز عليه دور كبير فى القضاء على الإرهاب، وكنا نلوم أمن الدولة لان انتماءهم كان للرئيس والنظام الحاكم لكن ما نطلبه أن يكون ولاؤهم للشعب المصرى.
■ وهل لديك مشاريع غنائية فى الفترة المقبلة؟
-انتهيت مؤخرا من إعادة توزيع أغنية «لم الشمل»، بعد الموقف المشرف للدول العربية تجاه مصر، خاصة لان الأغنية تتناسب مع الظروف التى نعيشها حاليا وتوضح أن الاكتفاء الذاتى هو الحل للمجتمع العربى فى ظل موقف أمريكا وعروض روسيا، وقلت فى الأغنية «عايزتاكل كل من قمح لا تروح روسيا ولا أمريكا»، وهناك فقرة تانى تقول «قطر هترجع تانى لينا»، لان الشعب القطرى مختلف تماما عن الحكومة ويحب المصريين، وخلال الأيام القليلة المقبلة سوف أصورها بطريقة الفيديو كليب لكن المخرج وضع لها سيناريو مكلفا جدا لذلك طلبت منه تخفيض التكاليف ووضع سيناريو آخر لأنى أتحمل تكاليف إنتاجها على نفقتى الخاصة.
■ ولماذا لم تستعن بإمكانيات التلفزيون المصرى للمشاركة فى إنتاج الكليب؟
- أتمنى ذلك خاصة أن التلفزيون لديه إمكانية كثيرة منها توفير الكاميرات والعمال وأماكن التصوير وهذا سوف يخفض تكاليف إنتاج الأغنية بشكل كبير جداً، وأنا لا احتاج منهم دعما ماليا.
■ وهل انتهت خلافاتك مع شركة «صوت القاهرة»؟
-فسخت تعاقدى مع الشركة وتسلمت ألبومى العاطفى منهم وسوف أطرحه خلال الفترة المقبلة بعد تأجيله عقب ثورة يناير حيث إن الألبوم كان مقررا طرحه يوم 24 يناير الماضى لكن بعد نشر أخبار تؤكد أن المظاهرات سوف تندلع فى مصر فضلنا التأجيل واختيار التوقيت المناسب لكن خلال الفترة الماضية لم أجد الوقت المناسب خاصة أن الأحداث السياسية متلاحقة.
■ وهل ستطرح ألبومك العاطفى فى ظل الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة؟
لدى وجه نظر فى هذا الموضوع، بالرغم من الظروف غيرالمستقرة إلا أننى أفضل أن تعود الحياة الفنية إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن حتى يشعر الجمهور بالأمان واقترحت ذلك على رئيس الأوبرا إيناس عبد الدايم، لذلك من الممكن أن أطرح البومى العاطفى خلال الفترة المقبلة لأن الحياة لابد أن تستمر.
■ أفهم من كلامك أن البوم عمرو دياب حقق نجاحاً بالرغم من الظروف الصعبة؟
-الألبوم حقق نسبة استماع عالية، وأتمنى أن تتبنى «المصرى اليوم» هذه المبادرة حتى نخرج من الحالة التى نمر بها حالياً.