اتهم الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، مسؤولي وزارة الصحة، بمحاولة الاستيلاء على قطعة أرض مملوكة لمستشفى العباسية للصحة النفسية، وتخصيصها لأحد الأندية الرياضية كـ«ملعب»، بقيمة 4 آلاف جنيه في المران الواحد، رغم تقدم المستشفى بدراسة للوزارة لاستغلال الأرض فى إنشاء مركز أبحاث وخدمات علاجية للأمراض النفسية والإدمان لدى الأطفال والمراهقين.
وقال «حسين»، الذي يشغل منصب مدير إدارة التخطيط بالأمانة العامة للصحة النفسية، إنه بعد عرض مشروع إنشاء المركز على وزيرة الصحة، في أغسطس الماضي، حيث يعد الوحيد على مستوى الشرق الأوسط والثاني على مستوى العالم بعد إنجلترا، وبعد تبنى العديد من القامات العلمية والشخصيات العامة للفكرة، وبحث مصادر تمويل للمشروع لا ترهق موازنة الدولة، فوجئ العاملون بالمستشفى، الخميس الماضي، بحضور مندوب عن اللواء أشرف خيرى، مساعد وزير الصحة والسكان للشؤون المالية والإدارية، للاستيلاء على الأرض المملوكة للمستشفى، وذلك بدعوى إقامة ناد للعاملين بوزارة الصحة.
ونوه عضو مجلس النقابة العامة للأطباء إلى تداول أنباء مؤكدة عن اتفاق مساعد الوزير مع أحد الأندية الرياضية الكبرى، لاستغلال الأرض كملعب بقيمة 4 آلاف جنيه فى المران الواحد، في محاولة منه للاستثمار وإيجاد موارد لحوافزه وكبار المسؤولين بعد فشله في الحفاظ على ميزانية ديوان عام وزارة الصحة، التي تقلصت هذا العام إلى 893 مليون جنيه عن العام المالى المنصرم.
وأضاف أن تلك المحاولة سبقتها محاولات فاشلة للعديد من مسؤولى وزارة الصحة، للاستيلاء على أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية، آخرها محاولة الوزير الأسبق، حاتم الجبلى، الاستيلاء على الأرض فى نهاية 2010، لكنه خسر معركته فيها، مشيراً إلى أن المستشفى أُنشئ منذ أكثر من قرن من الزمان، بتبرع من الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل، كهبه للمرضى النفسيين.
من جانبه، قال الدكتور هشام عطا، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة، إن الحديث عن وجود نية للاستيلاء على أرض المستشفى غير صحيح، مرجعاً الأزمة إلى سوء فهم نتيجة الخلط بين تأجير الأرض لناد رياضى خاص، واستخدامها فى الأنشطة الرياضية الخاصة بنادى العبور التابع لوزارة الصحة والعاملين فيها.
وأضاف عطا، لـ«المصرى اليوم»، أنه يدعو القائمين على المستشفى إلى زيارة الوزارة واستيضاح الأمر ومعرفة الحقيقة، خاصة أننا نعيش مرحلة من الشفافية والنزاهة، ويستحيل على أى مسؤول استخدام مرفق عام لتحقيق مصلحة شخصية.
وقال الدكتور مصطفى حسين، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، إن وزيرة الصحة، فور اندلاع الأزمة الأسبوع الماضى، خاطبته وطلبت منه إعداد تقرير شامل عن الواقعة وأيضا تصوراته لاستغلال الأرض بما يخدم المريض النفسى.
وأوضح حسين، لـ«المصري اليوم»، إلى أنه تقدم بملف كامل عن الأرض وسلمه لمكتب الوزيرة وفى انتظار الرد عليه، مشيراً إلى أنه اقترح عليها استخدام الأرض فى المشروع القومى المزمع إنشاؤه (مركز للأبحاث والخدمة العلاجية المتكاملة للأمراض النفسية والإدمان لدى الأطفال والمراهقين)، ليكون المشروع الأوحد على مستوى الشرق الأوسط والثانى على مستوى العالم بعد إنجلترا، وهو المشروع الذى تقدم به الدكتور أحمد حسين، ويحظى بدعم الأمانة العامة للصحة النفسية، خاصة أنه مصحوب بمصادر التمويل.