x

بالصور.. رصد أوضاع اللاجئين السوريين بمخيم «الزعتري» بالأردن

الأحد 09-12-2012 17:21 | كتب: نجاتي بدر |

في جولة داخل مخيم «الزعتري»، الذي يبعد 80 كيلومترًا عن العاصمة الأردنية عمان، قضت «المصري اليوم» قرابة 5 ساعات رصدت خلالها أوضاع اللاجئين السوريين الذين أكدوا أنهم هربوا مما وصفوه «بطش» نظام الرئيس بشار الأسد، حرصاً على حياة أبنائهم وأحفادهم، إلا أن لجوءهم إلى هذا المخيم، الذي أقيم على مساحة تقدر بـ 5 آلاف متر مربع على الحدود السورية-الأردنية، لا يعني أن الموت لم يعد يطاردهم، إذ لقي 3 أطفال خلال شهر واحد مصرعهم نتيجة البرد القارص مع دخول فصل الشتاء.

ويضم المخيم قرابة 45 ألف لاجئ ولاجئة حضروا من مختلف المدن السورية. وبمجرد عبور البوابة المحصنة أمنيا، تجد سوقا على جانبي الطريق ، عبارة عن خيام قام أصحابها بتحويلها نهاراً إلى محال لبيع المستلزمات والأغراض الاستهلاكية لسكان المخيم. بينهم من يقومون ببيع المساعدات التي تصلهم من أجل الحصول على المال لشراء احتياجاتهم من مأكل ومشرب.

 

المصري اليوم في جولة داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

 

ومن أول المشاهد المأساوية التي يصطدم بها زوار المخيم هي رؤية الأطفال يهرولون نحوهم في انتظار «المساعدات». «المصري اليوم» تحدثت مع «نسرين» وشقيقتها «براء»، والطفلين «إياد» و«مؤيد»، و«بشار الصغير». سألناهم عن «بشار الكبير» وماذا يطلبون منه، فقالوا بصوت شبه واحد، رافعين أيديهم بعلامة النصر: «يا رب يموت بشار».

وبسؤالها عن السبب، أوضحت «نسرين»: «بشار حرمنا من بلدنا وفرقنا عن زملائنا في المدرسة.. بيوتنا كانت أحسن بكتير. إحنا بنام في الخيام، ونبرد بالليل. وحشتنا بيوتنا، يا رب يموت بشار ونرجعها تاني».

 

المصري اليوم في جولة داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

 

مشاهد مأساوية تراها العين بمجرد التنقل بين الخيام. أطفال افترشوا الأرض يتقاسمون حبات من أكياس مقرمشات أو قطع خبز، وآخرون قد يتوجهون للبائعين طلباً لأي طعام. زحام على أماكن لتعبئة المياه، وهرولة من أجل الوصول إلى طابور لا ترى نهايته، حيث تقدم مساعدات أرسلتها دول خليجية وعربية وسلامية ومنظمات مجتمع دولي.

ويقول المواطن السوري غريب شحادات لـ «المصري اليوم»، وهو من سكان المخيم: «نواجه الموت هنا بسبب البرد القارص الذي أدى إلى مقتل 3 حتى الآن». وأشار إلى أن «الجميع هرب من بطش بشار لنجدة أبنائهم وأحفادهم، لكن برد الشتاء قتل بعضهم وقد يقضى على الكثير منهم قبل نهاية فصل الشتاء».

وأوضح غريب أن المساعدات التي تصل المخيم «محدودة». وأنهم لم يجدوا من المجتمع الدولي موقفا صارما ينقذهم مما يجري في سوريا. وأضاف، «الآن لا نجد من ينقذنا من برد الشتاء». وناشد غريب التنسيقات والتحالفات السورية فى الخارج لتقديم المساعدات لأبناء الشعب اللاجئين فى كل من الأردن وتركيا ولبنان «مازالنا نحتاج للكثير كي نرتقي لمستوى آدمي».

 

المصري اليوم في جولة داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

 

من جانبه أكد جلال الدباس ، مساعد مدير مخيم «الزعتري»، أن الحكومة الأردنية ترعى اللاجئين بشكل كامل، موضحاً أن المخيم يستقبل المساعدات من دول عربية وخليجية وإسلامية ومنظمات المجتمع الدولي. وبحسب الدباس، فإن «هذه المساعدات أسهمت في تطور المخيم بشكل سريع وخلال فترة قصيرة».

 

وأشار إلى أن المخيم يضم 4 مستشفيات و4 مساجد ومدرسة تضم 4200 طالب وطالبة من مختلف الأعمار، يدرس لهم 100 معلم. وأشار إلى أن المدرسة فيها المراحل التعليمية الثلاثة (ابتدائية وإعدادية وثانوية)، مؤكداً أن برد الشتاء يعد أهم المشكلات التي تواجه اللاجئين وهو الوحيد الذي يشكل خطرا جسيما على الصحة العامة.

 

 

المصري اليوم في جولة داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

 

وداخل إحدى مستشفيات عمان، روى الناجي الوحيد من المذبحة التي تعرض لها 30 شخصًا في «كرم الزيتون»، واسمه الحركي «أبو تامر»، محنته منذ اصطحابه من بيته من قبل «شبيحة الأسد». وقال «أبو تامر»: «عذبونا وألقوا على أجسادنا البترول ثم رمونا بالرصاص وأشعلوا النار فينا، لكن العناية الإلهية أنقذتني».

وتمنى «أبو تامر» أن يكون مع المجاهدين السوريين وأن يوثق بشار الأسد ويمر به أمام البيوت فى كل مكان، خاصة حمص، على حد قوله، مؤكداً أن الهدف من هذا «ليس إشعاره بالذل والهوان، وإنما لتستريح القلوب الحزينة عند رؤيته فى هذا المشهد». واختتم: «يكفي ما يشعر به بشار الآن من ذل نتيجة خوفه من الظهور للعلن كأي إنسان عادي».

المصري اليوم في جولة داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية