x

تراث سوريا التاريخي.. ضحية الحرب وعصابات التهريب (تقرير)

الجمعة 06-09-2013 20:04 | كتب: شريف سمير |
تصوير : أ.ف.ب

لم ترحم آلة الحرب والدمار المشتعلة فى سوريا البشر أو الحجر، ولم يقف مصير البلاد عند حدود السياسة وتداعيات ثورات الربيع العربي من سقوط نظام، والبحث عن بديل، بل طالت الحرب التراث الحضاري والثقافي للبلاد، الذي أصبح عرضة للقصف والحرب اليومية، ومر عامان ونصف العام، خلفت فيهما الحرب بصماتها المدمرة والمؤلمة على جدران المواقع الأثرية.

ورصدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وجهين للهجمة التي يتعرض لها التراث الثقافي السوري، الأول يتمثل فى التدمير بنيران الصراع المسلح بين النظام والمعارضة يوميا، بينما يتجسد الوجه الآخر فى ظهور «نفايات» على السطح من عصابات السرقة والنهب تستغل الظرف السياسي والميداني المشتعل، وتسارع إلى الاستيلاء على التحف والكنوز التاريخية التي لاتقدر بثمن وتهربها للخارج لتفقد البلاد أحد أهم مقوماتها التاريخية المميزة.

ودمرت الاشتباكات مواقع ومبانى تاريخية من الجامع الأموى فى حلب إلى قلعة الحصن التى تعود إلى الحروب الصليبية فى القرن الـ 13، وتعرض مسجد خالد بن الوليد في حمص مرقد الصحابي القائم منذ أكثر من 1300 عام للقصف ليستقبل صواريخ النظام بدلا من المصلين، وهي الصواريخ التي طالت مسجد بني أمية في حلب، الذي فقد منبره ومئذنته التي بناها نور الدين زنكي مما يعني أن معالم حضارة تعود لمئات السنين تنتظر الهلاك في لحظات.

وأمام تدهور الوضع، وضعت «اليونسكو» خطة عمل لمعالجة أوضاع التراث الثقافي في سوريا في إطار دورة تدريب إقليمية تبنتها المنظمة في فبراير الماضي، بعد أن رصدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدمير 1450 مسجداً، وتحولها إلى ركام بعد أن كانت سوريا تمثل إحدى الدول التي تتربع على عرش التراث التاريخي العالمي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية