وجه رئيس مجلس الشعب السوري، جهاد اللحام، «رسالة مفتوحة» إلى البرلمانيين الأمريكيين ناشدهم فيها «عدم التهور» بالتصويت لصالح ضربة عسكرية تنوي الولايات المتحدة وحلفاء لها توجيهها ضد بلاده، ردا على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، الجمعة، أن «اللحام» قال في رسالته الموجهة إلى رئيس مجلس النواب جون باينر «نطلب منكم عدم الإقدام على عمل متهور، لاسيما أنه من صلاحياتكم اليوم أن تحولوا الولايات المتحدة عن سلوك طريق الحرب إلى سلوك طريق الدبلوماسية، والحوار بين البلدين».
وأضاف «نناشدكم أن تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر لا أن يكون حوارنا بالدم والنار، ونأمل أن نقابلكم في ذلك الطريق، وأن نتحاور كبشر متحضرين كما ينبغي لنا أن نكون».
وأكد أن دمشق «تتبنى حلا دبلوماسيا، لأن الحرب ما كانت يوما طريق انتصار».
وتساءل «اللحام» في رسالته «إذا ما قصفتمونا ألن ننزف؟ ألن يتضرر الكثير من الأبرياء؟».
وأكد أن الولايات المتحدة وسوريا تواجهان «عدوا مشتركا»، وقال «إن المحرك الأساسي للجرائم الفظيعة التي ارتكبت في 11 سبتمبر هو الفكر الوهابي الجهادي، الذي احتضنه وموله السعوديون»، وإن «الكراهية الوهابية الجهادية ولدت من رحم العقيدة الجهادية للإخوان المسلمين».
واعتبر أن «العدو المشترك الرئيسي لبلدينا هو مركز الفكر الوهابي الجهادي، الذي يمثله تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، والجماعات المنتسبة لها».
وجدد «اللحام» ما تقوله السلطات السورية لجهة امتلاك الجماعات الإسلامية الجهادية أسلحة كيماوية، داعيا البرلمانيين الأمريكيين إلى زيارة سوريا، و«التعرف بأنفسهم على حقيقة ما يجري».
ودعاهم إلى «تقييم الوضع قبل اتخاذ القرار»، و«إيجاد خارطة طريق لجهد مشترك فعال ضد الإرهاب»، واصفا «العمل العدواني وغير المبرر» المتمثل في الضربة المحتملة بـ«غير القانوني»، لأن سوريا «بلد ذو سيادة، ولا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة»، ولأن العمل العسكري «غير موافق عليه من مجلس الأمن الدولي».
وطلب «اللحام» تعميم الرسالة «على الفور على كل عضو في الكونجرس قبل بدء مناقشة هذا الهجوم»، كما طلب «قراءة الرسالة خلال مراسم افتتاح المناقشة، لضمان أن يقيم السادة أعضاء الكونجرس الوضع بشكل كامل في سوريا، وليحيطوا بالمقترحات الواردة في الرسالة».
ويستأنف مجلس الشيوخ الأمريكي عمله بعد العطلة الصيفية في التاسع من سبتمبر، ويفترض أن يصوت بناء على طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على شن ضربة عسكرية ضد سوريا.
وذكر رئيس مجلس الشعب السوري أنه كان قد أرسل رسالة مماثلة إلى مجلس العموم البريطاني، الذي رفض مشاركة بلاده في أي ضربة عسكرية، داعيا البرلمانيين الأمريكيين إلى «اتباع نهج مماثل».
ووجه «اللحام» هذا الأسبوع رسالة إلى البرلمانيين الفرنسيين دعاهم فيها إلى رفض أي «عمل إجرامي متهور» بحق سوريا.