قررت النيابة العامة، السبت، إحالة 95 مصاباً فى أحداث «اشتباكات الاتحادية» إلى مصلحة الطب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى عليهم.
قال المصابون إنهم تعرضوا لضرب مبرح، من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بعد احتجازهم لأكثر من 8 ساعات على الرصيف، ومحاولة انتزاع اعترافات منهم بالإكراه.
وأثبت الأطباء الذين وقعوا الكشف عليهم وجود إصابات وكدمات فى أنحاء متفرقة من الجسد نتيجة الاعتداء عليهم بآلات حادة. وقال مصدر مسؤول فى المصلحة إن الكشف أثبت تعرض 31 من المصابين للتعذيب خلال الأحداث.
حضر 13 من الضحايا، ظهر السبت، إلى مقر المنطقة الطبية بالأزبكية لتوقيع الكشف الطبى بناء على طلب النيابة التى تحقق فى الواقعة، وسط حالة من الإعياء، والتفت أسرهم حولهم داخل الممرات
ويروى رامى صبرى قصته بعد إخلاء سبيله، ويقول: «بدأت التحقيقات معى فى الساعة العاشرة مساء فى نفس وقت خطاب الرئيس، وأثناء إجراء التحقيقات أعلن الرئيس أن التحقيقات تم إنجازها، وأنه تم القبض على المعتدين وتم تمويلنا، وهذا ما أثار امتعاض وكلاء النيابة لأن التحقيق لم يكن قد بدأ أصلاً». يقولها بتأثر شديد رامى صبرى، الصيدلى، عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى.
وأمام قصر الاتحادية بقى «صبرى» مربوط اليدين من الواحدة بعد منتصف ليل الأربعاء حتى حضرت النيابة صباح الخميس، تعرض خلالها للضرب المبرح والانتهاك من قبل متظاهرى جماعة الإخوان المسلمين وعدد من القوى السلفية والجهادية الذين قرروا فض اعتصام المتظاهرين أمام قصر الاتحادية للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى.
وبعد قرار نيابة مصر الجديدة إخلاء سبيله، روى ما حدث له أثناء الاشتباكات أمام قصر الاتحادية، عندما شارك فى إسعاف المصابين من المتظاهرين السلميين المعارضين للإعلان الدستورى ومسودة الدستور. يقول: «لم أكن من المعتصمين أمام القصر الرئاسى، ولكن تواترت الأخبار بفض الاعتصام السلمى فقررت النزول مع زملائى إلى منطقة الاشتباكات لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، وتمكنت بالفعل من الدخول لمنطقة الاشتباكات من الساعة الثالثة عصر حتى الساعة الواحدة صباحا، حتى هجم علينا خمسة من المتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين أمسكوا بى وسحلونى من شارع الخليفة المأمون حتى قصر الاتحادية فى البداية، ثم زاد عدد المعتدين علينا وتم ضربى بالعصى والشوم، وكان معى زميلتى علا شهبة، وماعرفتش إيه اللى حصلها».
ويضيف: «أحد المتظاهرين قام بتفتيشى وعندما أخرج بطاقتى الشخصية ووجد مكتوباً عليها فى خانة الديانة مسيحى قال لزملائه ده نصرانى، فزاد على الضرب والسحل وأخذونى فى كردون وربطوا إيدى وراء ظهرى وحاولوا إجبارى على الاعتراف بأننى باخد تمويل أجنبى وأسعى لقلب نظام الحكم وأنا قولتهم: هقول اللى إنتو عايزينه، فضلوا يضربوا فى أكثر، وحبسونى أمام بوابات القصر حتى الساعة الخامسة بعدها سلمونا للنيابة وتم تحريز معنا مولوتوف وأسلحة، قالوا للنيابة إننا قمنا باستعمالها فى الاعتداء على المتظاهرين الإخوان».
وقال محمد سيف، طالب بجامعة عين شمس، مصاب بكسور وجروح، إن أنصار الإخوان ألقوا القبض عليه أثناء عودته إلى منزله فى الثانية صباحاً، وأبلغهم أنه ليست له علاقة بالمظاهرات، وأنه عائد إلى منزله، لكنهم قيدوه بحبل وألقوا به فوق عدد آخر ممن كانوا مقيدين إلى جوار قصر الاتحادية - على حد قوله.
وقال على إبراهيم، عامل نظافة، إنه كان من بين المتظاهرين رافضى قرارات الرئيس، وأثناء الاشتباكات فوجئ بعدد من أنصار الإخوان يمسكون به ويجرونه تجاههم ويقيديونه وألقوه على الأرض، ثم فوجئ بشخص ذى لحية طويلة يعتدى عليه بالضرب، ويطالبه بالاعتراف بأنه تلقى أموالاً من أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل، من أجل الهجوم على أنصار الإخوان - على حد قوله - وأضاف: «أقسمت لهم بأننى عامل نظافة، ولا أعرف أحدا فى الحزب، لكنهم لم يصدقونى وظلوا يعتدون على بالضرب والصفع على الوجه».
من ناحية أخرى، قال مصدر مسؤول بالطب الشرعى، إنه تم توقيع الكشف الطبى على 31 مصاباً، وتبين وجود كدمات وسحجات وطلقات خرطوش بأجسادهم وأضاف أن الإصابات التى ظهرت بالمتهمين، تستوجب علاجهم أكثر من 21 يوما، ما يعنى أن من ضربهم سيتعرض لجناية الشروع فى القتل وليس جنحة.