اعتبر خبراء عسكريون بيان القوات المسلحة الذى صدر، السبت، رسالة تحذيرية لجميع اللاعبين على الساحة السياسية دون فرق، كما أكدوا أن البيان يخاطب فى مضمونه القوى والأحزاب لحثها على ضرورة التوافق والمشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس وعدم مقاطعته، أو قبول الجميع فرض الجيش أسلوبه فى احتواء الأزمة السياسية.
وقال اللواء حسن الزيات، الخبير العسكرى، إن البيان الذى أصدرته القوات المسلحة يحمل رسالة تحذيرية للقوى الوطنية بضرورة الحوار، مشيرا إلى أن نص البيان يؤكد أنه فى حال عدم الوصول إلى توافق واتباع سياسة الحوار، فإن الجيش سينزل ليفرض أسلوبه على الشارع المصرى، ولفت «الزيات» إلى أن الجيش يريد أن ينأى بنفسه عن أى تدخلات سياسية، لكنه لن يقف مكتوف الأيدى أمام حالة الانقسام التى يعيشها الشارع المصرى، خاصة بعد وصولها إلى حد الحرب والتقاتل.
ورأى اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى، أن الهدف من البيان فى هذا التوقيت تحديداً توصيل رسالة للقوى الوطنية بضرورة النزول إلى الحوار وعدم المقاطعة، مشيرا إلى أن البيان يحمل لغة تهديد للقوى السياسية المقاطعة للحوار الوطنى، مؤكدا أنه على الرغم من تلك اللغة فإن الجيش لن يستطيع إجبار القوى السياسية على الحوار، وأن القوات المسلحة ترى أن البلاد تنحدر إلى دوامة لا خروج منها، فأرادت بذلك أن توفر على نفسها تحمل عبء التدخل فى الأمور السياسية.
وحذر «مسلم» من خطوة نزول القوات المسلحة إلى الشارع مجدداً، بسبب احتمالية حدوث مصادمات ومشاحنات بين أفراد الجيش والمواطنين، قد تصل إلى الصدام.
وقال اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، الخبير العسكرى، إن بيان القوات المسلحة يؤكد انحيازها إلى الشعب المصرى، بداية من ثورة 25 يناير، التى وقفت فيها بجانب الشعب، حتى تحقيق استقرار الأوضاع بانتخاب رئيس جمهورية، وأضاف: «يؤكد البيان أن القوات المسلحة لا يمكن أن تعمل ضد الشعب، ولا يمكن أن تتسبب فى أى ضرر لأى مواطن، والدليل على ذلك ما حدث بالقرب من قصر الاتحادية، عندما سمح الحرس الجمهورى، وهم من ضباط القوات المسلحة، للمتظاهرين بعبور السلك الشائك، واكتفوا بالعودة خلف أسوار القصر، وفقا لمبادئ عملهم، الذى بموجبه يسعون إلى الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن الداخلى لكن دون التعرض للشعب».
واعتبر اللواء زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، بيان القوات المسلحة معبراً عن قلق تلك المؤسسة من حالة الانحدار التى تمر بها البلاد، بسبب حالة الانقسام، مؤكداً أن البيان يعد رسالة قوية إلى كل القوى السياسية، سواء الحكومية أو المعارضة، بضرورة الحوار المجتمعى لحل الأزمة الحالية، حتى لا تزداد الأوضاع سوءاً بعد أن وصل الصراع لاستخدام الأسلحة البيضاء والخرطوش.