x

خبير مفرقعات: ضبطنا فى «رابعة» عبوات تفجير من خامات غير مستخدمة محليا

الخميس 05-09-2013 19:47 | كتب: كمال مراد |
تصوير : اخبار

يأتى تفجير موكب وزير الداخلية بعد سلسلة طويلة من العثور على عبوات ناسفة داخل محطات القطار، أو أحد الشوارع الرئيسية أو جوار منشآت حكومية أو خاصة، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وعثور قوات الأمن داخل خيام الاعتصامين على نوعيات مختلفة من القنابل، استخدمت فى تصنيعها مواد جديدة، نجح رجال إدارة المفرقعات فى إبطال مفعولها.

«المصرى اليوم» كانت فى مكتب رجل إبطال المفرقعات القريب من مجمع الأديان فى مصر القديمة قبل يومين من حادث تفجير موكب وزير الداخلية. اللواء علاء عبدالظاهر، مدير إدارة المفرقعات، يحتفظ بمجموعة من القنابل اليدوية والمفرقعات داخل مكتبه، بعد إبطال مفعولها، التى عثر على عدد كبير منها داخل خيام معتصمى رابعة والنهضة.

يمسك اللواء «عبدالظاهر»، الذى يعمل فى إدارة المفرقعات منذ 15 عاماً، بإحدى القنابل اليدوية الموضوعة فوق مكتبه قائلا: «نحن نحارب المجهول، ويجب علينا الاستعداد دائما لمواجهته فى أى وقت»، موضحا أن الإدارة تلقت عددا كبيرا من البلاغات، فى الفترة الأخيرة، بوجود أجسام غريبة أو قنابل موقوتة، كانت على وشك الانفجار، بعد فض اعتصامات الإخوان بالقوة، والقبض على قيادات الجماعة وبعض قيادات تيار الإسلام السياسى.

ويفسر مدير الإدارة الظاهرة بأن بعض معتصمى رابعة والنهضة حملوا معهم عددا كبيرا من القنابل أثناء هروبهم، والتى يقول إنه تم تصنيعها داخل الخيام، لمواجهة قوات الشرطة، وأنهم تخلصوا منها بإلقائها فى الشوارع، أو زرع بعضها بالقرب من المنشآت العامة، كنوع من الانتقام أو الاعتراض، وإرهاب المواطنين، ما جعل الإدارة وفروعها فى المحافظات تستعد خلال الفترة التالية لفض الاعتصام لاستقبال بلاغات بالعثور على قنابل موقوتة، بالإضافة لعملها الأساسى فى تأمين المنشآت والوزارات، والشخصيات العامة والحشود الجماهيرية، والاجتماعات المهمة، مثل اجتماعات مجلس الوزراء الدورية.

أخرج «عبدالظاهر» قنابل ومتفجرات محلية الصنع، عُثر عليها داخل اعتصام رابعة، ويطلق عليها «قنابل مونة»، مشيرا إلى أن العناصر المتطرفة استخدمت البارود والمسامير فى تصنيعها، بهدف إلقائها على القوات، حال فضها الاعتصام، لافتا إلى العثور على عدد كبير منها، داخل خيام المعتصمين، بالإضافة إلى قنابل يدوية وعبوات معدة للتفجير، استخدم فى تصنيعها خامات وطرق غير معروفة محليا، ما يدلل على مشاركة عناصر أجنبية فى الاعتصام، مدربة تدريبا قتاليا على تصنيع المتفجرات والقنابل اليدوية، التى تستخدم فى العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن قوات الشرطة عثرت على كميات منها داخل خيام المعتصمين.

من المثير للدهشة أن مكتب مدير إدارة المفرقعات متخم بالكتب الدينية ولعب الأطفال والهدايا، الذى كشف أن هذه الأشياء عبارة عن قنابل موقوتة تم إبطال مفعولها. يقول «عبدالظاهر»، وهو يمسك بكتاب دينى، عندما فتحناه اكتشفنا قنبلة موقوتة بداخله، وردد: «نحن فى سباق مع الطرف الآخر، لأنه يريد خداعنا بهذه الأشياء». وينصح «عبدالظاهر» المواطنين عند اكتشاف أى جسم غريب، أو لعبة أو كتاب ملقى فى الشارع أو الأماكن العامة، بعدم الاقتراب منه والإبلاغ الفورى عنه، لأنه من الممكن أن يكون جزءا من عملية خداع، تستهدف إحداث التفجير، ويشرح لنا طرق تصنيع المفرقعات، التى تنفجر بمجرد الهز أو الفتح أو تحريكها، مشيرا إلى وجود أنواع تنفجر عن بعد، بواسطة جهاز لاسلكى، وأخطرها القنابل الموقوتة، ومنها التى عُثر عليها أمام مكتب الإرشاد فى المقطم، أثناء معاينة النيابة له بعد حرقه، وكانت على وشك الانفجار، لولا التدخل السريع لإبطال مفعولها، وكان الهدف من تفجيرها منع معاينة المكان، وإخفاء أى أدلة على تحريض قيادات الإخوان على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد.

أثناء تواجدنا بالمكتب، تلقى رجال الإدارة بلاغا بالعثور على شنطة حريمى بجوار منشأة حكومية، وعلى الفور بدأ التحرك الفورى نحو البلاغ، عن طريق سيارة الإدارة المعدة للتعامل مع المفرقعات، ولم تمر دقائق وعاد طاقم السيارة مؤكدا سلبية البلاغ.

اصطحبنا اللواء «عبدالظاهر» ورجاله إلى الخارج، ليقدم لنا معاينة «تمثيلية» للإجراءات المتبعة فى التعامل مع بلاغات المفرقعات، من خلال إعداد كردون أمنى، على بعد 50 مترا فى محيط البلاغ، لتأمين الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وفى الخطوة الثانية، يتولى كلب مدرب على كشف المفرقعات فحص العبوة، فإذا جلس بجوار العبوة المشتبه بها، يكون البلاغ صحيحا، ويبدأ رجال الإدارة فى التعامل مع العبوة، عن طريق التصوير بالأشعة السينية، لتحديد مصدر الطاقة، ورؤية الشكل داخل العبوة،عبر الكمبيوتر، مع تجهيز مدفع مياه لإطلاق رصاصة مياه، لتشتيت العبوة وتقطيع أسلاك الدائرة الكهربائية داخلها وإبطال مفعولها.

ويكشف «عبدالظاهر» عن طريقة أخرى للتعامل مع العبوات، عبر ما يسمى «بطانية المفرقعات»، موضحا أنها بطانية مجهزة، تُلف فيها العبوة، مع الابتعاد بها عن مكان التجمع لحماية الأرواح.

وأوضح رجال إدارة المفرقعات أن الطريقة الأخيرة استخدمت عندما عُثر داخل ميدان التحرير على قنبلة موقوتة، كانت على وشك الانفجار، خلال مظاهرات 30 يونيو الماضى، وكيف تعاملوا معها بمنتهى الحرص، حتى لا يثير نبأ الإعلان عن وجود قنبلة فى الميدان ذعر وتدافع المتظاهرين، وحملوها خارج الميدان فى بطانية المفرقعات، وأبطلوا مفعولها، دون أن يشعر المتظاهرون بما يحدث حولهم. وأشار «عبدالظاهر» إلى أن الإدارة تتخذ إجراءات احترازية لتأمين المظاهرات والتجمعات خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، باستخدام أساليب حديثة، منها سيارة المسح الضخمة، التى استخدمت فى تأمين ميدان التحرير، وهى سيارة عادية بداخلها أجهزة مسح بالأشعة، مزودة بكمبيوتر لرؤية العبوات الناسفة من داخلها، موضحا أن السيارة طافت «التحرير» والشوارع المؤدية له، بطريقة عادية لتأمينه، إضافة إلى تولى الإدارة مهمة تطهير محطات القطار ومترو الأنفاق، بصفة مستمرة، بأجهزة المسح والكشف عن المفرقعات والكلاب المدربة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية