«كنت رايح أجيب طلب للست هانم، قامت القنبلة انفجرت، وأصبت بجروح فى رجلى».. بهذه الكلمات بدأ الطفل فارس حجازى شوقى، رواية شهادته حول الانفجار الذى استهدف اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، الخميس، ولم يكن يعرف أنه سيكون أحد مصابى الحادث، إذ تصادف مروره فى مكان الواقعة، وقت الانفجار، ليجد نفسه وقد فقد أربعة أصابع من قدمه اليسرى.
قال «فارس»، الذى يرقد فى غرفة الاستقبال والجراحة بمستشفى الشرطة بمدينة نصر: «أنا زعلان قوى، لأنى مش هعرف أساعد والدى فى عمله، حيث كنت أقضى طلبات سكان العمارة، لأن والدى يعمل حارساً للعقار المجاور لسكن الوزير»، وروى «فارس»، 11 عاماً، تلميذ بالصف الرابع الابتدائى، ما حدث قائلاً: «رأيت الحادث منذ بدايته، حيث كنت فى طريقى لشراء الطلبات بالقرب من شارع مصطفى النحاس، وبعدين أول ما مر موكب البيه الوزير، سمعت انفجار من سيارة كانت مركونة صف تانى بالشارع».
وتابع: «الانفجار من شدته طال كل السيارات والناس، حتى السيارات المركونة فى شارع مصطفى النحاس، لدرجة أن الأسفلت انشق واتكسر، يبقى الحمد لله على كل حال إنها جت فى رجلى»، ثم نظر إلى قدمه الملفوفة بالشاش الطبى، وصرخ: «مش هعرف أمشى تانى، كنت بقول لزمايلى فى المدرسة إنى ساكن جنب سيادة الوزير»، مستدركاً: «نحن مغلوبين على أمرنا، صحيح أنا طفل، لكنى بألف راجل، وعشان كده هفضل أساعد والدى مهما حصل، وربنا يقدرنى وأقف على رجلى تانى»، قبل أن تنتابه حالة من الإغماء، يفيق بعدها بدقائق، ليكمل رواية الحادث: «سمعت إطلاق النار بكثافة، ولم أكن أعرف مصدره، كل ما رأيته أشلاء أيادى وأطراف وأصابع مبتورة متناثرة على الأرض».
وأضاف: «بكيت بحرقة، وانتابتنى حالة من الفزع والرعب، وتصورت أنى هموت خلاص، ومر فى بالى ما كنت أسمعه فى التليفزيون عن قتل ضباط الشرطة والجيش داخل الأقسام أو على الحدود»، ويلتقط «حجازى»، والد الطفل، طرف الحديث قائلاً: «منهم لله الإرهابيين، ذنبنا إيه فى اللى بيحصل، وكيف سيذهب إلى مدرسته بعد أيام قليلة؟ لقد أصبحت خصماً للإرهابيين، رغم بعدى عن السياسة، وانشغالى بأكل العيش».