رغم قرار اللجنة العليا للانتخابات في مصر تأجيل الاستفتاء على الدستور للمصريين المقيمين في الخارج من السبت إلى الأربعاء المقبل، تابعت الجاليات المصرية في دول أوروبا والخليج الأحداث الداخلية، ودعوة الرئيس محمد مرسي للحوار مع المعارضة، كما تواصلت فعاليات التضامن والمعارضة من قبل مؤيدي ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين.
وأصدر تحالف المصريين الأمريكيين بيانًا حول المظاهرات المقررة، السبت، في واشنطن ونيويورك، وأكد أنه «بخصوص مظاهرات واشنطن بالذات»، يشترك التحالف في الوقفة المقررة أمام مقر السفارة المصرية ظهرًا، وليس أمام البيت الأبيض أو أي مكان آخر، مشيرًا إلى أنه لن ينضم لأي مظاهرات «ذات طابع طائفي أو ديني، إنما يشارك فقط في مظاهرات يقوم بها مصريون دون أي شعارات أو انتماءات».
وفي أوروبا، أصدر حزب الدستور – مجموعة أوروبا – بيانًا أعلنوا فيه مقاطعتهم للاستفتاء المزمع «لكونه يفتقد الشرعية»، على حد وصفهم. وقال البيان إن مسودة الدستور كتبت دون مشاركة، بل واعتراض قطاعات كبيرة من الشعب المصري، فضلاً عن أن الرئيس خالف وعده بتأسيس جمعية متوازنة لوضع الدستور.
ودعا البيان، الذي وقّع عليه منسقو الحزب في إنجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا وسويسرا والدنمارك وبلجيكا وروسيا والنرويج والسويد وتركيا وفنلندا ورومانيا، جميع المصريين في الداخل والخارج إلى مقاطعة الاستفتاء.
في غضون ذلك، أعلنت الجالية المصرية في أستراليا ونيوزيلاندا، بالاشتراك مع جمعية «الضمير» العالمية لحقوق الإنسان، تنظيم وقفة احتجاجية، السبت، أمام القنصلية المصرية في العاصمة سيدني الأسترالية، للمطالبة برحيل الرئيس مرسي ومحاكمته، بعد أن أصبح «غير شرعي»، على حد قول بيان وصل «المصري اليوم».
وأضاف منسق الجالية، الدكتور مصطفى محمد، في بيانه، أن الرئيس «حنث بالقسم الدستوري، وعرّض أمن الوطن للخطر، وقتل المتظاهرين أمام الاتحادية، ودمر اقتصاد الوطن، وشق الشعب لنصفين».
وكانت جماعة الإخوان المسلمين في النمسا قد قررت تنظيم مظاهرة، الجمعة، هي الثانية خلال أسبوع واحد، للتعبير عن تأييدها ودعمها لقرارات الرئيس مرسي.
اتحاد المصريين بالنمسا يرحب بدعوة الرئيس
وأعربت فيينا رسميًا عن قلقها من الأحداث في مصر، بينما رحب دكتور حسن موسى، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالنمسا ونائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج، بالحوار الذي دعا إليه الرئيس مع القوى السياسية والمعارضة. وطالب بضرورة أن يشمل الإجراءات اللازمة لوقف الاحتقان والاقتتال بسبب قضية الدستور والاستفتاء عليه.
وكان الاتحاد العام للمصريين قد أصدر بيانًا أعرب فيه عن رفضه للإعلان الدستورى وطالب بتأجيل الاستفتاء على الدستور وفتح حوار مجتمعي للتوافق على دستور يمثل طموحات كل المصريين، مسلمين وأقباطًا، ليبراليين وإسلاميين، وطنيين وقوميين.
جمعية «الإصلاح» تحذر من مقاطعة الحوار
في المقابل، أصدرت جمعية الإصلاح المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين بيانًا أيدت فيه قرارات الرئيس ودعوته القوى السياسية المختلفة للحوار من أجل الخروج من الأزمة. وقال دكتور عزت عوض، رئيس الجمعية، لـ«المصري اليوم» إن هناك معارضين شرفاء يريدون الخير لهذا الوطن، لكنه حمّل بعض رموز المعارضة مسؤولية أحداث العنف التي وقعت أمام قصر الاتحادية خلال اليومين الماضيين. وحذر دكتور عوض من أن رفض المعارضة للحوار الذي دعا إليه الرئيس في خطابه الأخير من شأنه أن يُصعّد الأزمة.
فيينا تحذر من ابتعاد المستثمرين
وحكوميًا، أبدى نائب المستشار ووزير الخارجية، ميخائيل شبيندليجر، قلقه من العنف الجاري في مصر وأدى لسقوط ضحايا. ودعا في بيان جميع الأطراف إلى التزام الهدوء واحترام قواعد الديمقراطية، محذرًا من أن التصعيد السياسي والعنف سيجعل المستثمرين يتجنبون الاستثمار في مصر، مما يعرض الانتعاش للتأثر السلبي. وأكد شبينليجر أن الحوار وحده والمفاوضات بين جميع التيارات السياسية يمكن أن يحقق حلًا دائمًا وعادلا لكل القضايا، بما فيها مسألة الدستور الجديد.
وفي الإمارات، طالب عدد من المصريين بمنحهم مهلة لحين تحديد القضاة موقفهم من الإشراف على الصناديق، ولحين ظهور نتائج الحوار الذي دعا إليه الرئيس، قبل التصويت في الاستفتاء على الدستور «حتى لا نُستفتى على مشروع باطل»، على حد قولهم. وقالوا في بيان كانوا يعتزمون تسليمه للسفارة قبل الإعلان عن إرجاء الاستفتاء: «لا نطالبكم بحذو موقف دبلوماسيين محترمين أعلنوا رفض المشاركة في الإشراف على الاستفتاء بعد نزف الدماء، ولكن نطالبكم باحترام إرادتنا على الأقل وتأجيل الاستفتاء».
مصريون في الإمارات: أهلنا يتعرضون للسحل ويطالبوننا بالاستفتاء على الدستور
وقال وائل غيث، مدير مالي في دبي وأحد الموقعين على البيان: «كيف يستهينون بنا إلى هذه الدرجة فيعرضون علينا دستورًا يشوبه البطلان سواء من ناحية صياغته أو بالنظر إلى الفترة القانونية المقررة قبل عرضه للاستفتاء». وقال محمد أحمد، إعلامي مقيم في دبي، «هذه مأساة بكل المقاييس، يتعرض أهلنا للسحل والقتل والتعذيب، ويُطلب منا المشاركة بدم بارد في استفتاء مشبوه».
وبعد تأجيل الاستفتاء إلى يوم الأربعاء، أكدت السفارة المصرية في السودان أن العملية ستستمر لمدة 4 أيام أيضًا، «حيث يبدأ الفرز السبت باعتباره اليوم الختامي للاستفتاء». وأشار البيان إلى أن عملية التصويت تجرى بذات اللجنة الفنية السابقة بمقر اللجنة بالسفارة، وبذات الإجراءات التي أعلنها السفير في وقت سابق.
في قطر.. رسائل SMS للدعاء «من أجل مصر»
وفي قطر، اعتبر بعض المصريين المعارضين للإعلان الدستورى أن خطاب مرسي الأخير «جاء متأخرًا ويشبه خطابات الرئيس المخلوع»، في حين أكد آخرون أنه جاء ليكشف أنه «يرحب بالحوار». وجاء ذلك فيما تبادل أبناء الجالية رسالة على هواتفهم المحمولة، طوال يوم الجمعة، حملت عنوان «من أجل مصر». وتضمنت الرسالة دعوة قال كاتبها «نريد أن يلف هذا الدعاء المصريين في كل مكان». ويقول نص الدعاء «يا عظيم، يا عظيم.. أسألك أن تفرج على الشعب المصري.. اللهم إني استودعتك مصر وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، فاحفظها ربي من كل سوء ومكروه.. أرسلها من أجل مصر».