x

بالفيديو: البلجيكي مروان فلايني.. «مفتاح شفرة إيفرتون» (بروفايل)

الجمعة 07-12-2012 21:50 | كتب: عمرو عبيد |
تصوير : other

عملاق رشيق صغير السن، موهوب للغاية ومؤثر بشكل لافت للنظر بين صفوف فريقه الإنجليزي إيفرتون، يقوده باقتدار ونجاح هذا الموسم لتحقيق حلمه الكبير باللعب في بطولة أبطال أوروبا في الموسم القادم، خاصة مع احتلاله للمركز السادس حاليا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يفصله عن صاحب المركز الثالث تشيلسي سوى ثلاث نقاط فقط، هو مروان فلايني، البلجيكي الجنسية المغربي الأصل المسلم الديانة، صاحب الـ25 عاما والشعر الكثيف فوق رأسه، الذي يجعله أقرب إلى هيئة لاعبي جيل السبعينيات من القرن الماضي.

ويمتاز لاعب الوسط العملاق بطول القامة، حيث يناهز المترين «تحديدا 194 سم» وأيضا بالرشاقة «بوزن 85 كجم».

يحتل «فيلا»، وهو أحد الأسماء التي تطلق عليه من قبل عشاقه، المركز السادس حاليا في صدارة هدافي «البريميرليج» برصيد 8 أهداف، سجلها خلال مشاركته في 13 مباراة مع إيفرتون من أصل 15 أسبوعا مرت حتى الآن من البطولة الإنجليزية، وهو أفضل معدلاته التهديفيه خلال 6 سنوات قضاها في الملاعب الأوروبية ضمن صفوف فريقه وقبلها مع ستاندردليج البلجيكي والذي انطلقت موهبته فيه منذ موسم 2006/2007.

وكان قد بدأ اللعب في سن السابعة ضمن لاعبي أكاديمية شباب نادي أندرلخت، قبل أن ينتقل في صيف عام 2008 إلى صفوف إيفرتون في أضخم صفقة انتقال للنادي ولأي لاعب بلجيكي بلغت ما يقرب من 18 مليون يورو، ويبدأ معه مرحلة النضج والتألق مبكرا، حيث تم اختياره أفضل لاعب ناشيء في إيفرتون في أول موسم له مع الفريق.

لم يسجل «فلايني» من قبل كل هذا الكم من الأهداف في ذلك العدد من المباريات، وكان أفضل معدلاته عندما سجل 9 أهداف مع إيفرتون أيضا، لكن عبر المشاركة في 35 مباراة بمختلف البطولات المحلية «أي بمعدل هدف واحد كل 4 مباريات تقريبا».

ويبلغ معدله التهديفي عموما «هدف واحد كل 6 مباريات، بواقع 39 هدفا سجلها في 235 مباراة مع إيفرتون وستاندردليج».. وبالمقارنة، نجد أنه حتى الآن خلال هذا الموسم قد سجل بمعدل هدف واحد كل مباراة ونصف تقريبا، وهو أمر رائع يدل على مدى نضجه وتطوره الكبير.

ولا يتوقف إبداع «مروان» عند هذا الحد، فهو واحد من أفضل صانعي الأهداف «Assist» في الدوري الإنجليزي أيضا، حيث يحتل المركز الخامس في مقدمة القائمة «صنع 4 أهداف»، بالإضافة إلى مهاراته المتنوعة للغاية، والتي يعتمد فيها على رشاقة وخفة حركة يحسد عليهما مراوغا بجسده وقدميه معتمدا على قوته الجسدية أيضا وطوله الذي لا يؤثر عليه أبدا في قدرته على التحكم التام في الكرة، وهو أحد اللاعبين الذين يتمتعون بأفضل ما يمكن أن يحصل عليه أي لاعب من هبات جسدية ربانية، بالإضافة إلى موهبته الكروية الفائقة.     

«فلايني» لا يسجل أو يصنع أهدافا عادية لصالح فريقه، فهو هداف الفريق الأول حاليا وأفضل صانع للأهداف أيضا بين صفوف إيفرتون، ونجح من خلال أهدافه وصناعته للأهداف الحاسمة «12 هدفا من إجمالي 25 هدفا سجلهم فريقه» أن يحصد لفريقه 11 نقطة كاملة من إجمالي 23 «ما يقرب من نصف نقاط وأهداف إيفرتون»، بالإضافة إلى 8 نقاط أخرى ساهم في إحرازها بأهدافه مع باقي زملائه في 4 مباريات أخرى فاز في اثنتين وتعادل في مثلهما، ولم يخسر الـ«توفيز» أو فريق قطع الحلوى «إيفرتون» أي مباراة سجل فيها «مروان» هدفا.

وكان البلجيكي الشاب قد بدأ تسجيل الأهداف مبكرا منذ الأسبوع الأول لصالح فريقه، عندما أحرز هدفا فاز به إيفرتون على مانشستر يونايتيد، ثم سجل في الأسبوع الثاني، الخامس، الحادي عشر والرابع عشر «في مرمى أرسنال»، والخامس عشر في مرمى مانشستر سيتي، وكان قد سجل هدفين في مرمى فولهام في الأسبوع العاشر.

ولعب المغربي المسلم تحديدا 1166 دقيقة حتى الآن مع إيفرتون في الدوري الإنجليزي، ووصل معدل تهديفه «هدف واحد كل 145 دقيقة لعب» ويصنع أيضا هدفا واحدا كل 291 دقيقة يلعب فيها «3 مباريات تقريبا».      

ويبدو أنه يهوى التسجيل في المنعطفات الحرجة، حيث سجل 5 أهداف في الأشواط الثانية من عمر المباريات التي شارك بها، مقابل 3 في الأولى، وسجل هدفين في آخر ربع ساعة من فترات مبارياته «قـ76 – قـ90» وهو ما تكرر في آخر ربع ساعة أيضا من الأشواط الأولى «قـ31 – قـ45»، وأيضا الربع ساعة الأولى من الأشواط الثانية «قـ46 – قـ60»، مما يدل على رباطة الجأش التي يتمتع بها وقدرته العالية على التهديف في وقت صعب للغاية في أي مباراة.. وسبعة من أهدافه كانت داخل مناطق جزاء خصومه، مقابل هدف واحد فقط من خارجها رغم قدرته التصويبيه العالية.

يجيد «مروان» التعامل مع الكرة بكل أطرافه، حيث سجل 3 أهداف بالرأس معتمدا على طوله الفارع، و4 أهداف بقدمه اليمنى، وهدف واحد بالقدم اليسرى، ويستخدم جسده كله في المراوغة والمرور بالكرة من أي لاعب، وهو ما أهله لتسجيل 6 أهداف من ألعاب متحركة، بينما يعتمد عليه فريقه كثيرا في هز الشباك من الركلات الثابتة مستغلا طوله أيضا وإجادته لألعاب الهواء، حيث سجل هدفين أحدهما من ركلة ركنية والآخر من ركلة حرة غير مباشرة، وهو يجيد إحراز الأهداف من عمق الملعب، بالإضافة إلى اقتناصه للكرات المرسلة من الأطراف، والتي يتحرك إليها أيضا بسرعة ورشاقة وإجادة تامة، بالإضافة إلى تألقه الواضح في أداء مهامه الدفاعية أيضا في وسط الملعب.

لكن تبرز نقطة سلبية إلى حد ما لدى اللاعب الموهوب، تخص حصده للبطاقات الصفراء وإصاباته، حيث أشهر الكارت الأصفر في وجهه خمس مرات هذا الموسم حتى الآن «بطاقة واحدة كل مباريتين تقريبا»، وأوقف مرة واحدة، ومنذ قدومه إلى صفوف إيفرتون حصد 32 بطاقة صفراء في 112 مباراة «بطاقة واحدة كل 3 مباريات ونصف تقريبا»، وتزيد معدلاته في الحصول على بطاقات مع قرب نهاية المباريات، حيث حصد 4 بطاقات من أصل خمس في آخر نصف ساعة من عمر كل مبارياته.

كما عاني «مروان» من إصابات متعددة في «أنكل القدم» والركبة والحوض، قضى على إثرها أحيانا ما يقرب من 6 شهور بعيدا عن الملاعب، وإن قل حدوث ذلك في آخر موسمين، حيث لم تجبره إصابة الركبة في أكتوبر الماضي على الابتعاد عن الملاعب سوى أسبوعين تقريبا.

وحصد مروان فلايني بطولة الدوري البلجيكي موسم 2007/2008 وهو نفس العام الذي حصد فيه جائزة الحذاء العاجي والتى تمنح لأفضل لاعب من أصول أفريقية يلعب بالدوري البلجيكي، وحصد كأس السوبر البلجيكي أيضا مع فريقه وقتها ستاندردليج موسم 2008/2009، وحل فريقه ثانيا في بطولة كأس بلجيكا موسم 2006/2007، ولا يزال يبحث عن مجد أكبر مع فريق إيفرتون، وهو ما دعاه مؤخرا إلى التصريح بأنه في حالة عدم تأهل الفريق إلى دوري أبطال أفريقيا، فقد يقرر الرحيل خاصة مع قرب انتهاء عقده المحدد بخمس سنوات.

اللاعب الشاب، الدولي منذ عام 2007، خاض أيضا ما يقرب من 39 مباراة دولية مع منتخب بلجيكا الأساسي أو الأوليمبي، وأحرز خمسة أهداف مع منتخب بلاده، أحرزها في تصفيات اليورو وكأس العالم، كان آخرها هدفين في التصفيات الأخيرة 2012 في مرمى كل من النمسا وألمانيا، بالإضافة إلى هدف في مباراة ودية دولية مع منتخب بلغاريا عام 2009، وقبلها في مرمى البرتغال بتصفيات «يورو 2008»، وأيضا هدف في مرمى منتخب أرمينيا ضمن تصفيات كأس العالم 2010.   

وبالطبع، فإن عيون الأندية الكبيرة لا تغفل عن هذا اللاعب أبدا، وهو محط أنظارها كأحد لاعبي الوسط الأكفاء في عالم كرة القدم مع صغر سنه وموهبته الكبيرة، حتى أن كثيرا من التقارير تشير إلى إمكانية انتقاله إلى مانشستر سيتي، أو يونايتيد، أو تشيلسي ، وربما ريال مدريد.. ومن الصعب بالفعل تجاهل مثل هذه الموهبة الفذة التي تبهر كل من يتابع «البريميرليج» هذا الموسم.

 

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية