نقلت وكالة «أسوشيتد برس»، الأمريكية، عن مسؤولين فى المخابرات والأجهزة الأمنية قولهم إن «رمزى موافى، الطبيب المقرب من زعيم تنظيم القاعدة، الراحل، أسامة بن لادن، يجلب الآن الجماعات المسلحة، المرتبطة بـ(القاعدة)، إلى سيناء، من أجل محاربة الجيش، فى وقت صارت فيه شبه الجزيرة التى يغيب عنها القانون (مسرحاً جديداً للجهاد)».
وأضاف المسؤولون، حسب تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، الاثنين، أن «هناك إشارات أخرى على تحول خطير فى الاضطراب، طويل المدى، فى سيناء، المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة، منذ إطاحة الجيش بالرئيس السابق، محمد مرسى»، ورأت أنه فى ظل هذه التحولات، فإن «انعدام الاستقرار فى سيناء يصبح أكثر اتساعاً فى المنطقة، ويهدد بالتحول إلى تمرد صريح».
وقالت الوكالة إن «سيناء شهدت تدفقاً من مقاتلين أجانب، على مدى الشهرين الماضيين، بما فى ذلك عدة مئات من اليمنيين»، مضيفة أن «العديد من الجماعات المتشددة التى عملت فى المنطقة، لتأسيس خلافة إسلامية، ومهاجمة العدو التقليدى، (إسرائيل)، تعاونت مع بعضها البعض، وأعلنت رسمياً أن هدفها الحالى هو مقاتلة الجيش المصرى».
وتابعت: «سيناء أصبحت محط اهتمام قيادات الجماعات الجهادية الإقليمية الكبرى، ومن بينهم زعيم القاعدة فى العراق أبومحمد العدنانى، الذى دعا المصريين إلى محاربة الجيش، وهو ما فعله أيضاً أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى انضمام العضو السابق فى تنظيم القاعدة فى شمال أفريقيا، مختار بلمختار، إلى جماعة جهادية فى مالى، متعهداً بشن هجمات على مصر».
وأوضحت الوكالة أن رمزى موافى، 61 عاماً، الطبيب الذى انضم إلى القاعدة فى أفغانستان فى التسعينيات، على رأس المطلوبين فى سيناء، بعدما هرب من السجن، خلال الفوضى التى أعقبت اندلاع ثورة يناير 2011 ضد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، أثناء عملية اقتحام السجون، ونقلت عن 4 مسؤولين من المخابرات الحربية والجيش وقوات الأمن، رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن «(موافى) ينسق حالياً مع الجماعات المسلحة الأخرى فى سيناء، ويساعد فى جمع الأموال والأسلحة».
وقال اللواء شريف إسماعيل، المستشار الأمنى السابق لمحافظ شمال سيناء، فى تصريح للوكالة، إن «الجماعات المسلحة فى سيناء تتعاون جميعا، لمواجهة الجيش»، مضيفاً أن «الجماعات متأثرة بفكر القاعدة، لكنها ليست بالضرورة مرتبطة بالمنظمة الأم»، واعتبرت «أسوشيتد برس» أن «سقوط مرسى فتح الباب أمام التصعيد من قِبَل الجهاديين فى سيناء، إذ رأى معظم المسلحين أن مرسى على استعداد لتقديم تنازلات من أجل تطبيق الشريعة، لذلك اعتبروا عزل الجيش له، بدعم من الليبراليين، هجوماً على الإسلام».
وأشارت الوكالة إلى مقتل أكثر من 70 جندياً من الشرطة والجيش على يد المسلحين، منذ سقوط «مرسى»، فى ظل دائرة من الهجمات والهجمات المضادة التى جعلت الجهاديين أكثر وحشية، وكان أسوأ هجوم إطلاق النار على 25 مجنداً فى رفح. وأوضحت أن قوات الأمن قتلت، خلال الفترة نفسها، 87 مسلحاً، من بينهم 32 من الأجانب، واعتقلت 250 آخرين من بينهم 80 أجنبياً.
وأشارت الوكالة إلى أن «موافى» كان من بين الذين اتهمتهم المحكمة، يونيو الماضى، مع «مرسى» وأعضاء آخرين بالإخوان بالتآمر مع حزب الله وحماس، لاقتحام سجن وادى النطرون، فى يناير 2011، ووصفته المحكمة بأنه الأمين العام للقاعدة فى سيناء، وذكرت أن عدد المقاتلين ضمن الجماعات الإرهابية فى سيناء يقدر بالآلاف، وبعضهم ينتمون لجماعات مصرية، مثل: أنصار القدس، ومجلس شورى المجاهدين، وجماعات السلفية الجهادية، والتكفيريين، فضلا عن جماعات أخرى فى قطاع غزة مثل: «جيش الإسلام»، التى يعتقد أنها ترسل مقاتلين إلى سيناء، ونقلت عن مسؤول عسكرى بالعريش قوله إن «الجهاديين يديرون على الأغلب 9 معسكرات تدريب فى سيناء، مخبأة فى قرى تسيطر عليها القبائل، الحليفة لهم، أو فى المناطق الجبلية».