قال الأديب حجاج أدول، بعد فوزه بتمثيل النوبة فى لجنة الخمسين، إنه بعد ثورة 30 يونيو هناك بصيص من الأمل والكثير من الإيجابيات التى جرت فى مصر، مشيرا إلى أن دستور النظام السابق عقيم، لافتاً إلى أن المناخ الآن أصبح ملائماً لطرح القضية النوبية مرة أخرى.
وأكد «أدول» أنه سيهتم بدستور مصر بأكمله ثم النوبة بالأخص لأنه مصرى نوبى، مشيراً إلى أنه سيعمل على توحيد كلمة النوبة معه فى اختيار المواد التى تهم الشأن النوبى، مؤكدا أن القائد أو الزعيم الأوحد انتهى وأصبح العمل الجماعى هو السائد فى المجتمع المصرى بكل طوائفه.
■ هل أنت راض عن أداء الحكومة تجاه قضية النوبة وماذا قدم دستور النظام السابق لأهل النوبة؟
- هناك الكثير من الإيجابيات التى جرت فى مصر، فى الفترة الأخيرة، ومنها ما يهم الشأن النوبى، حيث تحرك أبناء النوبة بقوة فى وسائل الإعلام المختلفة لاستعراض قضاياهم وحقوقهم المسلوبة، ولاقوا تعاطفاً كبيرا من جميع فصائل المجتمع، وجاء الاعتراف بقضية النوبة، والنوبيين الذين ضحوا كثيراً من أجل إعلاء مصلحة الوطن، لكن آن الأوان لحصولهم على ما يستحقون. وكنا نتوقع، خلال الفترات الماضية وفى الحكومات السابقة، خاصة بعد الثورة، أن تحظى قضية النوبة باهتمام المسؤولين، لكننا أصبنا بالإحباط خلال التأسيسية السابقة وفى ظل الدستور العقيم، وجاء اختيار الناشطة الحقوقية منال الطيبى ممثلاً للنوبة، فاستبشرنا خيراً، لكنها وجدت أن المناخ فاسد وعقيم، لذا لم تستمر طويلاً على الرغم من أدائها الجيد.
■ هل توقعت اختيارك ضمن لجنة الـ50 المكلفة بتعديل الدستور وماذا عن قرار اعتزالك العمل بالقضية النوبية قرابة العامين؟
وعندما جاءت ثورة 30 يونيو، وجدنا أن المناخ أصبح ملائماً لعرض قضية أبناء النوبة مرة أخرى التى تمثل قيمة وثراثا مضافا لمصر، ولم يكتف أبناء النوبة بذلك بل دفعهم لاختيار من يمثلهم ويحكى عن سنوات طويلة من المعاناة فكان اختيارهم لى وتفويضهم شرفا سعدت به سرعان ما أقرته الدولة ضمن لجنة الخمسين كى أشارك فى طرح القضايا التى تهمهم وسوف تثار، وسأقوم مع كوكبة أخرى من المثقفين وأصحاب الرؤى بكتابة دستور يحظى برضا وموافقة الأغلبية من الشعب المصرى العظيم.وحول اعتزالى كنت بالفعل لقد قررت منذ عامين اعتزال النشاط النوبى وعدم التحدث للإعلام أو مقابلة أى مسؤول حكومى، وتفرغت للكتابة فقط ورأيت أنه من النادر أن يكون هناك من يكتب عن النوبة وبالفعل أصدرت 8 كتب خلال تلك الفترة.
لكن بعدما رأيت أن هناك اختلافات بين أبناء النوبة فى الاختيار بين الناشطة منال الطيبى والتى هى جديرة جدا بهذا الشأن وبين مطالبات آخرين بأن أترشح أنا وإصرارهم على اختيارى لتمثيلهم فى لجنة الخمسين لم أستطع أن أرفض ذلك على الرغم أنه مسؤولية كبيرة فكان لزاماً على أن أوافق لأمنع الاختلافات النوبية.
■ الملف النوبى من الملفات الشائكة فكنت أول من طالب بتدويل القضية النوبية فى الأنظمة السابقة وعلى الرغم من ذلك تم اختيارك للجنة؟
- لابد أن نعترف بأن القضية النوبية من القضايا المهمة التى تهم أبناء مصر عامة، والنوبة خاصة وكنت قد طالبت بالتدويل سابقا لأن النظام كان بعيداً عن مطالب النوبة لكن الآن هناك التفافا لجميع طوائف مصر ولذلك فإنى أستبشر خيراً.
■ هل سيكون اهتمامك فقط بالمواد التى تخص النوبة أم دستور مصر عامة؟
- بالطبع أنا مصرى نوبى ولذلك تم اختيارى من ضمن لجنة الخمسين لأنهم يعرفون ذلك جيداً، حيث إنى سأهتم بكتابة دستور مصر أولاً والنوبة ثانياً، فالنوبيون ولاؤهم الأول لمصر ثم للنوبة مرجعهم الأصلى، وسنكتب بأيدينا أعظم دستور لمصر تفخر به الأجيال القادمة وسأقف مع باقى أعضاء اللجنة فى كل بنود الدستور الذى نحلم به منذ فترة طويلة بأن يمثل مصر والنوبة جميع الطوائف فى مصر، فلقد انتهى دور القائد أو الزعيم الأوحد، بل أصبح العمل الجماعى هو السائد للمجتمع المصرى بكل طوائفه.
وسأقوم بتشكيل فريق عمل جماعى من أبناء النوبة يتكون من 9 أشخاص ممثلين لجميع مناطق النوبة بحيث يكون لكل منطقة ممثل عنها أو بما يسمى ائتلاف نوبى فى أسوان والقاهرة والإسكندرية، والمناطق التى يتركز فيها أبناء النوبة.
■ هل هناك من كان يحلم بهذا التمثيل من القيادات النوبية؟
- سأكون ممثلا لهم جميعا بحيث يشارك كل فئات النوبة فى كتابته معى، وسيكون هناك ممثل لكل منطقة مصرية بها أكبر كثافة نوبية مثل قرى التهجير وأسوان، بهدف جمع جميع المعلومات عن كل منطقة ومشكلاتها، وسيكون هناك اثنان فى المجال الدستورى عليهما جمع المعلومات عن الشعوب الأصيلة والأقليات فى دساتير العالم، واثنان لمخاطبة وسائل الإعلام ومخاطبة الرأى العام المصرى، وذلك لتوضيح الحقوق الدستورية النوبية وزيادة تنويره بالقضية والحقوق النوبية، حيث يكون كل مندوب مختصا بمنطقته يشرح لهم كل ما توصلنا إليه.
■ هل تتوقع أن يكون تمثيل النوبة فى اللجنة شرفيا أم أنه سيكون له دور حقيقى مُفعل؟
- أرى أن الأحداث تغيرت الآن ويوجد بصيص أمل بأن يكون الحال أفضل من ذى قبل، وسأعمل وفريق العمل جاهداً لكى نحقق لأهالى النوبة ما يستحقونه، وفى حال معارضة لجنة تعديل الدستور تثبيت حقوق النوبيين فيجب التوافق فيما بينهم بإقامة وقفات احتجاجية أو بانسحاب الممثل النوبى،
■ كيف ترى الأسماء التى اختيرت للجنة الخمسين؟
- عندما قرأت الأسماء التى تم اختيارها للجنة رأيتها أسماء مشرفة، ومؤهلة لكتابة دستور مصر، وهو ما أسعدنى وجعلنى أفتخر بكتابة دستور سوف نفتخر به جميعاً، ومن بين الأسماء التى أسعدتنى اختيار الناشط السيناوى الصديق مسعد أبوفجر الذى يمثل اختياره سعادة لأبناء سيناء لتمثيلهم لأول مرة فى لجنة الدستور، وإحساساً بالمسؤولية ويمثل أيضا خطوة فى طريق المصالحة مع مختلف طوائف الشعب، حيث يسعى كل مرشح لبذل أقصى ما لديه لخدمة أبناء وطنه.
■ ماذا تقول لأبناء النوبة الذين رشحوك وساهموا فى تمثيلك؟
- أتمنى أن أحظى بثقتهم الغالية، وهو يعد تشريفا وتكليفا، سأقوم ببذل جهدى ولن أدخر وسعا فى طرح جميع القضايا التى تهمهم حتى نهاية كتابة الدستور، وأطالبهم بأن نتكاتف جميعا حتى يخرج لنا دستور ناصع البياض ومشرف للجميع.
■ هل دعوت إلى تدويل القضية النوبية؟ وما تعليقك على ما يثار عن ضرورة الوحدة بين مصر والسودان؟
- التدويل له أكثر من معنى، لكنه لا يعنى أن أدعو دولة أجنبية للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وأنا طالبت بتطبيق مواثيق حقوق الإنسان فى هيئة الأمم المتحدة التى وقّعت عليها مصر، فكان من ضمن من كتبوا هذه المواثيق الدكتور محمود عزمى، ولذلك فإن مصر ارتضت بها، ومعروف فى القانون أنه إذا وقّعت دولة على اتفاقية عالمية فإنها تعتبر قانونا داخليا.
■ ما المقترحات التى تنتوى عرضها فى الدستور؟
- نحن كشعب أضعفنا مصر، ودستورنا المرجو يجب أن يكون انطلاقة إلى مستقبل تكون فيه مصر دولة عظمى فى المنطقة، وبالنسبة للنوبة يجب توضيح وضعها وأهميتها لمصر لجميع أعضاء اللجنة، وهناك جانب ثالث مهم جداً وهو أننى مبدع، وسأكون بجانب مبدعين مثل محمد سلماوى وسيد حجاب ومسعد أبوفجر وبقية الفنانين التشكيليين، ودورنا كمجموعة أن نؤكد على حرية المبدع، وألا يكون هناك أى خط أحمر ضد المبدع، فاللون الأحمر يستخدمه الفنان التشكيلى لكن لا يوجد أى جهة تضع خطاً أحمر ضد المبدع. هل دعوت إلى تدويل القضية النوبية؟ وما تعليقك على ما يثار عن ضرورة الوحدة بين مصر والسودان؟
- التدويل له أكثر من معنى، لكنه لا يعنى أن أدعو دولة أجنبية للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وأنا طالبت بتطبيق مواثيق حقوق الإنسان فى هيئة الأمم المتحدة التى وقّعت عليها مصر، فكان من ضمن من كتبوا هذه المواثيق الدكتور محمود عزمى، ولذلك فإن مصر ارتضت بها، ومعروف فى القانون أنه إذا وقّعت دولة على اتفاقية عالمية فإنها تعتبر قانونا داخليا. كنت أول من دعا إلى وحدة مصر والسودان حتى يصيرا بلداً واحداً، وبعدها كان من الضرورى أن نتجه إلى شعوب النيل ونوطد صلات ثقافية لربط مصر بشعوب الجنوب كله فى أفريقيا، وأعلنت ذلك مراراً، حيث قدمت مشروعا لوزارة الثقافة ووافقت عليه، بأن تكون النوبة منطقة الارتكاز التى تجمع الجنوب الأفريقى مع مصر، وكان شعارى يدعو إلى التعددية فى الوحدة وهو «النوبة وصل لا فصل» والواو النوبية تعنى الرابطة، حيث قالها الفنان محمد منير سابقاً: من يرد أن ينفصل عن مصر فلينفصل، ولكن مصر بلدنا نحن.