فى الوقت الذى يستعد فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما لجولة فى الشرق الأوسط الأسبوع الجارى، يبحث مسؤولو إدارته سبل تشديد موقفهم ضد أى توسيع للمستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين فى الإدارة الأمريكية أن «جميع الإجراءات المطروحة للمناقشة رمزية إلى حد كبير، وتتضمن سحب الدعم الرسمى المعتاد فى معظم الأحيان لإسرائيل فى الأمم المتحدة إذا لم يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على تجميد بناء المستوطنات».
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الإجراءات «امتناع الولايات المتحدة عن الاستخدام الفورى لـ (الفيتو) ضد القرارات الدولية التى تعارضها إسرائيل، أما وضع شروط لضمانات القروض لإسرائيل كما فعل الرئيس جورج بوش الأب قبل 20 عاما فهو أمر غير مطروح للنقاش».
يأتى ذلك فيما، أكد قائد القوات الأمريكية المركزية الجنرال ديفيد بتريوس أن حل النزاع الفلسطينى الاسرائيلى «أساسى للغاية» لعمله كقائد للقوات الأمريكية فى 20 دولة تقع غالبيتها فى العالم الإسلامى، وأن معالجة هذا النزاع، شأنه شأن اغلاق معتقل جوانتانامو بصورة مسؤولة، «سيكون خطوة ايجابية الى الأمام» نحو عدم تعريض القوات الأمريكية للتهديد.
وفى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية أمس أن وزير الدفاع إيهود باراك توجه إلى الولايات المتحدة مساء أمس الأول، فى مسعى لتخفيف حدة التوتر بين البلدين الذى زادت حدته بسبب مطلب واشنطن بأن تجمد إسرائيل البناء فى المستوطنات.
وفى غضون ذلك، رفض نتنياهو بشدة أمس الدعوات الأمريكية لتجميد النشاط الاستيطانى اليهودى فى الضفة الغربية المحتلة. وقال: «لا يمكننا تجميد الحياة فى المستوطنات»، طبقاً لمسؤول بارز فى مكتب نتنياهو.
جاء ذلك فيما، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن إسرائيل لن توقف النمو الطبيعى للمستوطنات على الرغم من الضغوط المكثفة التى تبذلها إدارة أوباما. وأكدت الصحيفة أنه بينما أكد نتنياهو أنه سيزيل جميع النقاط الاستيطانية غير القانونية إلا أنه مصر على مواصلة البناء فى إطار النمو الطبيعى للمستوطنات متجاوزا السياج الامنى لها.
وفى تلك الأثناء، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أمس الأول إن أوباما يدرك أنه يتعين على إسرائيل أن توقف جميع أشكال الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية كبداية لإجراء مفاوضات ناجحة مع الفلسطينيين.
وأوضح بعد اجتماعه بالعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى طريق عودته من واشنطن حيث أجرى مباحثات مع أوباما إن «الجانب الإسرائيلى عليه التزامات (وفقا لخارطة الطريق) منها وقف الاستيطان بما فى ذلك النمو الطبيعى وغير ذلك».
وأكد أنه «لا أساس من الصحة» للتقارير التى تحدثت عن أن الولايات المتحدة ترغب فى إدخال تعديلات على خطة السلام العربية التى تتضمن الاعتراف بإسرائيل من قبل جميع الدول العربية إذا انسحبت من جميع الأراضى العربية التى احتلتها عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
ومن ناحية أخرى، قدمت سلطات مطار القاهرة أمس تيسيرات للجنة التحقيق الدولية الخاصة بتقصى الحقائق حول الانتهاكات التى ارتكبت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة فى ديسمبر الماضى لدى وصولها إلى القاهرة صباح أمس، حيث توجهت مباشرة إلى معبر رفح البرى لدخول غزة.
ورفضت سلطات مطار القاهرة تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل عليهم والذى يقضى بضرورة حملهم تأشيرات دخول مسبقة حيث يحملون جوازات سفر خاصة، وتم السماح لهم بالدخول بعد حصولهم على تأشيرات دخول من المطار.
وأكد مسؤولون على معبر رفح البرى بين قطاع غزة ومصر أمس وصول اللجنة. وأوضح المسؤولون أن الوفد اجتاز معبر رفح ليصل قطاع غزة برئاسة المدعى العام السابق لمحكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا ريتشارد جولدستون.
ومن المنتظر أن تستمر زيارة البعثة لمدة أسبوع يلتقى خلالها بكل الأطراف المعنية بما فيها المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى ووكالات الأمم المتحدة إضافة إلى ضحايا وشهود لانتهاكات محتملة.
وكانت إسرائيل رفضت التعامل مع البعثة الدولية فى حين أبدت حركة حماس التى تحكم القطاع استعدادها للتعاون مع كل لجان التحقيق.
وفى الوقت ذاته، افادت مصادر طبية ان 4 فلسطينيين اصيبوا بجروح بعد ان هاجم مستوطنون يهود سيارتهم بالحجارة فى شمال الضفة الغربية. واوضحت المصادر ان عشرات المستوطنين الملثمين سدوا طريقا عند منفذ مدينة نابلس، ورشقوا الحجارة على سيارات فلسطينية كانت تسير فى القطاع.